تسعى شركة النفط الوطنية، بتروبراس، إلى وضع البرازيل في صدارة الدول المنتجة والمصدّرة للطاقة عالميًا، وذلك من خلال زيادة إنتاج المواد الهيدروكربونية، خاصة من وحدة الإنتاج العائمة "بي – 71" (P-71).
وتعدّ هذه الوحدة، الراسية على بعد 200 كيلومتر من ريو دي جانيرو، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، واحدة من أحدث منصات النفط البحرية التي يمكنها الإسهام في تحويل البرازيل إلى قوة عالمية في مجال الطاقة، وهي واحدة من أكثر من 30 وحدة تديرها الشركة الحكومية، ساحل جنوب شرق المحيط الأطلسي في البلاد.
وهذه المساحة التي تديرها شركة بتروبراس البرازيلية، معروفة باسم منطقة "ما قبل الملح"، لأن رواسبها من النفط الخام تبلغ نحو 11.5 مليار برميل مؤكدة، وفق آخر إحصاء نشرته الشركة، ونقلته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية.
بالإضافة إلى ذلك، تقع هذه المساحة تحت قشرة سميكة من كلوريد الصوديوم، في أعماق قاع المحيط، وهي كانت في السابق موطنًا لأهم اكتشاف نفطي في نصف الكرة الغربي منذ 30 عامًا، وذلك خلال السنوات الـ10 الأولى من القرن الحالي.
يشار إلى أن إنتاج بتروبراس البرازيلية من النفط خلال الربع الثالث من العام الجاري (2023) حطّم الرقم القياسي المسجل في الربع الثاني، إذ بلغ 3.98 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ، ارتفاعًا بنسبة 7.8% عن الربع الثاني السابق، بحسب بيان للشركة.
إنتاج النفط في البرازيل
قال مدير منصة الإنتاج العائمة "بي – 71" التابعة لشركة بتروبراس البرازيلية، خوسيه فيريرا جونيور، إن الشكوك كانت تحوم حول قدرة الشركة على تطوير المنطقة، ولكن التوقعات تحققت، وأصبحت البرازيل على الساحة العالمية بوصفها منتجًا للنفط.
وحققت البرازيل، الواقعة في أميركا الجنوبية، نموًا إجماليًا في الإنتاج بنسبة 4% في عام 2022، إذ ارتفع إنتاجها إلى 3 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، ثلاثة أرباعها من مناطق ما قبل الملح، مما يجعلها تاسع أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويدعم ارتفاع الإنتاج من هذه الاحتياطيات الضخمة من المياه العميقة هدفًا طموحًا لحكومة البرازيل، لبلوغ المركز الرابع بحلول نهاية العقد الحالي في 2030، بنحو 5.4 مليون برميل يوميًا، متقدمة على دول مثل إيران وكندا والكويت.
وتتبنى هذا التوجه شركة بتروبراس، التي تبلغ قيمتها في الوقت الحالي نحو 99 مليار دولار، وتعدّ أكبر شركة منتجة للنفط والغاز في أمريكا الجنوبية، والتي تخضع لسيطرة الدولة على النصيب الأكبر فيها، بينما يسهم فيها رجال أعمال، ومدرجة في البورصة.
في الوقت نفسه، تدير شركة بتروبراس عددًا من حقول النفط والغاز، ضمن تحالفات دولية، مثل شركات شل (Shell) وتوتال إنرجي (Total Energy)، وقطر للطاقة، وبتروناس (Petronas) الماليزية، وسينوك الصينية، وشركات أخرى.
أرباح مليارية مع تضاعف الإنتاج
قال مدير الاستكشاف والإنتاج في شركة بتروبراس البرازيلية، جويلسون فالكاو مينديز، إن الشركة تمكنت خلال العام الجاري 2023 من تجاوز أهدافها، إذ سجلت تزايدًا كبيرًا في الإنتاج مؤخرًا، ولديها إنتاج متزايد للسنوات القادمة.
وكانت منطقة ما قبل الملح، التي تقع بشكل رئيس في حوض سانتوس، قد أعلنت رواسبها للمرة الأولى في عام 2006، على أعماق تبلغ 7 كيلومترات تحت سطح الماء، بما في ذلك طبقات من الصخور و2000 متر من الملح تمّ حفرها، إذ تطلَّب التطوير مبالغ هائلة.
وارتفع إنتاج المنطقة من 41 ألف برميل يوميًا من النفط الخام في 2010، إلى 2.3 مليون برميل في 2022، ما أثمر تحقيق أرباح سنوية قياسية بلغت 188 مليار ريال برازيلي (39 مليار دولار أميركي)، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال المحلل في شركة الأبحاث السوقية "سيتي"، غابرييل بارا، إنه -بالنسبة للمساهمين المسيطرين والأقلية- فإن عمليات (ما قبل الملح) تعني عوائد وأرباحًا جيدة، على خلفية نمو الإنتاج، ما يشير إلى أن أعمال الاستكشاف أصبحت تؤتي ثمارها أخيرًا.
وبينما انخفض صافي الدخل بنحو 5.5 مليار دولار في الربع الثالث من 2022، تحت تأثير تراجع أسعار النفط وانخفاض قيمة الدولار، زادت شركة بتروبراس إجمالي كميات النفط الخام بنسبة 10% على أساس سنوي.
وتخطط الشركة في الوقت الحالي لإطلاق 11 منصة أخرى، في منطقة ما قبل الملح بحلول عام 2027، وذلك بهدف تعزيز عملية الاستخراج بشكل أكبر، خاصة مع التوقعات بوصول إنتاج الحقول بالمنطقة إلى ذروته في 2029 ثم الانخفاض.
موضوعات متعلقة..
- بتروبراس البرازيلية تنتصر على مدافعي البيئة.. وهذا موقف الحفر قرب الأمازون
- إعلان حجم إنتاج بتروبراس البرازيلية من النفط والغاز في الربع الثاني 2023
- بتروبراس البرازيلية تُخفض توزيعات الأرباح بعد تراجع إنتاجها
اقرأ أيضًا..
- قمة المناخ في الإمارات.. 6 أهداف طموحة تنتظر كوب 28
- يتسبب في سرطان الرئة.. ما هو غاز الرادون وسبب ارتباطه بالدول النووية؟
- هل يلغي الأردن اتفاق استيراد الغاز الإسرائيلي؟.. ودولتان في الصورة (خاص)