أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير السياراتسلايدر الرئيسيةسيارات

التأمين على السيارات الكهربائية.. لماذا ارتفع وأين تذهب إعاناتها؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن تكاليف التأمين على السيارات الكهربائية ارتفعت بشكل هائل في بعض دول أوروبا والولايات المتحدة.

وأوضح الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا) تحت عنوان "توقف نمو السيارات الكهربائية سيسبب أزمة طاقة عالمية"، أن بوليصة التأمين على السيارات الفخمة تكلّف نحو 8 آلاف دولار سنويًا.

وأضاف: "السبب الرئيس لارتفاع التأمين على السيارات الكهربائية بهذا الشكل، أن انتشارها في الشوارع بشكل كبير يعني زيادة الحوادث، فعندما يقع حادث، نجد أن عدد القطع في سيارات البنزين والديزل أكبر بكثير من عدد القطع الموجودة في السيارات الكهربائية".

ولفت إلى أن كل ما في السيارة الكهربائية هو البطارية، وأغلب تكاليف السيارات الكهربائية تكون في البطارية، فإذا أصاب البطارية عطب نتيجة حادث، تنعدم السيارة بالكامل، ويجب أن تدفع شركة تأمين سعر السيارة بالكامل لصاحبها، أو تكاليف إصلاحها، إن كان الإصلاح ممكنًا.

أزمة إصلاح السيارات الكهربائية

أرجع مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي ارتفاع تكاليف التأمين على السيارات الكهربائية إلى كون أزمة السيارات الكهربائية بوجوب إرجاعها للوكالة في حالة إصابتها بحادث، ومن ثم تكون تكاليف إصلاحها عالية جدًا.

بالإضافة إلى ذلك، وفق الحجي، لا يوجد فنيون لإصلاح السيارات الكهربائية في الوقت الحالي، سوى في الوكالات التابعة للشركات المنتجة لها، أي إنه لا يوجد أيّ شخص قادر على إصلاح البطاريات، التي يجب استبدالها، بينما قطع الغيار غير متوفرة.

بطاريات السيارات الكهربائية
بطاريات السيارات الكهربائية - الصورة من "تشاينا دايلي"

وأضاف الدكتور أنس الحجي: "لو نظرنا إلى البيانات، نجد أن تكاليف قطع الغيار عالية جدًا، وكما أن وقت بقاء السيارة الكهربائية في التصليح أكبر من مدة بقاء سيارات البنزين أو الديزل في التصليح، وبما أن أغلب شركات التأمين يقدّم سيارة بديلة في مدة وجود السيارة بالوكالة، فما حدث بعد أزمة كورونا هو ارتفاع ضخم في تكاليف السيارات المستأجرة".

وضرب الحجي مثالًا من الولايات المتحدة، إذ إن السيارة التي كانت تكلفة استئجارها 20 دولارًا يوميًا قبل جائحة كورونا، أصبحت تكلفة استئجارها حاليًا 90 دولارًا، وشركات التأمين يجب أن تدفع ذلك، وهناك ارتفاع في تكاليف كل شيء.

وتابع: "عندما يكون هناك حادث مع سيارة كهربائية المعروف -عرفًا- أنها إذا صُدمت من الأمام فلا توجد مشكلة ويجري إصلاحها، أمّا إذا صُدمت من الخلف، ففي أغلب الأحيان تتلف البطارية، وهذا يُعدم السيارة".

وأردف: "عند النظر إلى شكل السيارة بعد الحادث، على الأغلب لا تجد دمارًا كبيرًا، ولكن بما أن البطارية موضوعة بشكل معين في وسط السيارة باتجاه مؤخرتها، فإن الحادث يؤثّر في البطارية، ومن ثم يؤدي إلى انتهاء السيارة تمامًا".

وقال، إن الشركات انتبهت إلى هذا الأمر، ومن ثم ارتفعت تكاليف التأمين على السيارات الكهربائية بشكل كبير، موضحًا أن هناك شركات في بريطانيا وأماكن أخرى توقفت تمامًا عن تأمين السيارات الكهربائية، لأنها لا تعرف بالضبط تكاليف الإصلاح.

وأوضح أن هذه الشركات تُجري حاليًا دراسات لمغرفة كيفية وضع بوليصة التأمين على السيارات الكهربائية، ومن المفروض أن تكمل واحدة من الشركات الأساسية في بريطانيا التي توقفت عن تأمين السيارات الكهربائية دراستها بنهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

لكن، وفق الحجي، كل الظروف المحيطة في الوقت الحالي تشير إلى إمكان أن تطول مدة هذه الدراسات، وقد لا تبدأ حتى العام المقبل 2024، والشركات الأخرى رفعت رسوم التأمين على السيارات الكهربائية عمومًا، تحسبًا لأيّ طارئ من هذه الطوارئ.

إعانات الحكومات للسيارات الكهربائية

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك إشكالًا بشأن متوسط الإعانات التي تقدّمها الحكومة، سواء الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة أو حكومات الولايات، والتي تبلغ نحو 8 آلاف و500 دولار للمشتري، وهو المعدل نفسه -تقريبًا- في أوروبا، وخاصة في ألمانيا.

وأضاف: "ينخفض سعر السيارة بالنسبة للمشتري بحدود 8 آلاف و500 دولار، والآن بسبب ارتفاع تكلفة التأمين على السيارات الكهربائية، فإن الإعانات تغطي هذا الفرق، ومن ثم لا توجد أيّ ميزة إضافية من هذه الإعانات، وما حدث خلال الأشهر الأخيرة هو انخفاض كبير في شراء السيارات الكهربائية حول العالم".

السيارات الكهربائية

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هناك زيادة ضخمة في مستويات التخزين، إذ إن عدد السيارات الكهربائية المخزّنة حول العالم في الوقت الحالي كبير جدًا، وفي الوقت نفسه، تقدّم كل الشركات حول العالم مزيدًا من السيارات الكهربائية من أنواع مختلفة.

ولفت الحجي إلى أنه في كل مرة يتحدث عن السيارات الكهربائية أو الطاقة المتجددة يذكر أن الطلب العالمي على الطاقة في تزايد مستمر، وهو هنا يتحدث عن الطاقة، وليس النفط، ومعدلات الطلب عالية، خاصة في الاقتصادات الناشئة والدول النامية.

وأضاف: "حتى لا يُفهم كلامي بشكل خاطئ، نحن في حاجة إلى كل مصادر الطاقة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية وطاقة الأمواج والطاقة الجوفية والطاقة النووية وغيرها، ونحتاج إلى كل أنواع التقنية التي تزيد من كفاءة إنتاج الطاقة من جهة، وكفاءة استعمال الطاقة من جهة أخرى".

وأردف: "نحن مع التقنية والتقنين والترشيد، ومع زيادة كفاءة استعمال الطاقة، وأيضًا نحتاج إلى كل تقنيات المواصلات، بما في ذلك السيارات الكهربائية والهيدروجينية وسيارات الغاز الطبيعي والغاز المسال، ومن ثم نحن لسنا ضد الطاقة المتجددة أو السيارات الكهربائية والهيدروجينية وغيرها".

وأوضح أنه بغضّ النظر عن تغير المناخ، فإن المدن الكبرى حول العالم تعاني مستويات تلوث عالية جدًا، ويجب إيجاد حلول لذلك، وإذا تطلَّب ذلك استعمال السيارات الكهربائية في المدن لخفض مستويات التلوث، فلا مانع.

لكن الحجي أشار في الوقت نفسه إلى رفضه أن يتدخل السياسيون الذين لا معرفة لهم بالسيارات أو الميكانيكا أو تغير المناخ في اختيار السيارة والتقنية والمصانع، بجانب رفضه فكرة استبدال مصدر طاقة بمصدر آخر، واستنزاف أموال الموازنة دون تحقيق نموًا حقيقيًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق