شبكة وقود الهيدروجين في ألمانيا ستمتد لأكثر من 9700 كيلومتر (تقرير)
نوار صبح
- خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية ستشكل 60% من الشبكة
- ستكون الشبكة أكبر بنحو 3 أضعاف من الطلب المتوقع في عام 2030
- من المتوقع صدور مشروع قانون حكومي لتسريع التوسع في الهيدروجين هذا العام
تشكّل شبكة وقود الهيدروجين في ألمانيا جزءًا أساسيًا من إستراتيجية ضخمة تنوي برلين البدء بتنفيذها العام المقبل.
وسيجري تمويل المشروع من القطاع الخاص، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كما ستمتد شبكة وقود الهيدروجين في ألمانيا لأكثر من 9 آلاف و700 كيلومتر، وتكلّف نحو 20 مليار يورو (21 مليار دولار) بحلول عام 2032، وسط توقعات باستعمال الوقود في إزالة الكربون.
جاء ذلك وفق ما ذكره رئيس اتحاد تشغيل أنظمة نقل الغاز "إف إن بي غاز"، توماس غويسمان، مضيفًا أن خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية ستشكل 60% من الشبكة، وتربط بين المواني والصناعة ومرافق التخزين ومحطات الكهرباء، بحسب ما أوردته وكالة رويترز (Reuters).
وتسعى ألمانيا إلى زيادة الاعتماد على الهيدروجين مصدرًا للطاقة في المستقبل لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري للقطاعات الصناعية شديدة التلوث التي لا يمكن كهربتها، مثل الصلب والمواد الكيميائية، وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد.
شبكة وقود الهيدروجين في ألمانيا
في يوليو/تموز الماضي، وافق مجلس الوزراء الألماني على إستراتيجية جديدة للهيدروجين، تضع مبادئ توجيهية لإنتاجه والبنية التحتية للنقل وخطط السوق.
وقال رئيس اتحاد تشغيل أنظمة نقل الغاز "إف إن بي غاز"، توماس غويسمان: "إن شبكة وقود الهيدروجين في ألمانيا التي ستعمل عبر جميع الولايات الفيدرالية، تُعدّ جزءًا أساسيًا من تلك البنية التحتية، وسيبدأ الحفر العام المقبل".
وأضاف: "نعلم جميعًا أنه ليس لدينا وقت لنضيعه، وأن الكمية الأولى من الهيدروجين ستتدفق في وقت مبكر من عام 2025... يجب أن تبدأ الحفارات في العام المقبل".
وتوقعًا لتسارع الطلب المستقبلي على الوقود الأخضر، ستكون الشبكة أكبر بنحو 3 أضعاف من الطلب المتوقع في عام 2030، البالغ نحو 100 تيراواط/ساعة، أي نحو عُشر استهلاك ألمانيا السنوي من الغاز في السنوات التي سبقت أزمة الطاقة عام 2022.
وقال وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك، إن الحكومة ستقيّم خطط الشبكة كل عامين والتكيف وفقًا لذلك.
وستكون الشبكة الألمانية نواة شبكة الهيدروجين في أوروبا، وسيجري ربطها بجيران ألمانيا مثل الدنمارك والنرويج وإسبانيا، إذ تتوقع برلين استيراد ما يصل إلى 70% من احتياجاتها من الهيدروجين.
وأضاف: "على الرغم من أننا سنظل دولة مستوردة، فإننا سنخفض اعتمادنا على الواردات بصورة كبيرة".
وتوقع هابيك صدور مشروع قانون حكومي لتسريع التوسع في الهيدروجين هذا العام، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ولذلك، يجب تغطية تكلفة خطوط الهيدروجين من خلال رسوم المستهلك، وبالنظر إلى العدد القليل نسبيًا من المستهلكين، ستدفع الحكومة دفعات مقدمة على مدار الـ20 عامًا المقبلة للحفاظ على الاستعمال بأسعار معقولة وتعزيز اقتصاد الهيدروجين. وأضاف.
وأظهر مشروع قانون أن الرسوم يجب أن تكون موحدة في البداية، وفق ما نشرته رويترز (Reuters)، يوم الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقال هابيك إن مجلس الوزراء سيجتمع يوم الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني لمناقشة تمويل الشبكة وتنظيمها.
استيراد الهيدروجين الأخضر من مصر
تخطط ألمانيا لاستيراد الهيدروجين الأخضر من مصر، في إطار مساعيها لخفض انبعاثات قطاع الطاقة، وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2050، وفقًا لما نشرته منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد رئيس دبلوماسية المناخ والشؤون الاقتصادية والتكنولوجية في وزارة الخارجية الألمانية أوليفير رينتشلر، أن بلاده تتوجه إلى تعزيز التعاون مع الدول الصديقة لتنويع مصادر الطاقة الخاصة بها، مع الاهتمام تحديدًا بمجال الهيدروجين، الذي وُضِعَت أسس قوية له في ألمانيا.
وتستهلك الصناعة الألمانية 55 تيراواط/ساعة من الهيدروجين سنويًا، ويتم إنتاج أغلبه باستعمال عمليات كثيفة الكربون التي تُسهم في ظاهرة الانحباس الحراري العالمي.
وبحلول عام 2030، تقدّر الحكومة الألمانية أن الطلب على الهيدروجين في إنتاج الصلب والعمليات الكيميائية سوف يتضاعف إلى ما يقرب من 110 تيراواط/ساعة، حسبما نشره موقع يوراكتيف المعني بأخبار وسياسات الاتحاد الأوروبي (euractiv).
ووفقًا للخطة التي طرحها مشغلو شبكات الغاز الألمانية، يمكن استيراد الكثير من الهيدروجين من هولندا والنرويج، في حين أن شمال ألمانيا الغني بالطاقة المتجددة سيوفر مصادر محلية.
اقرأ أيضًا..
- تقرير سعودي يرسم ملامح الطلب على النفط والمعروض في 2023 و2024
- بعد معركة الغاز المسال الأميركي.. خبير أوابك: 4 دول عربية مصدر موثوق للإمدادات
- أنس الحجي: فشل مزارع الرياح البحرية صفعة لـ"بايدن".. والفحم والغاز رابحان