دراسة: الطاقة المتجددة في مصر ستشهد طفرة.. وموارد "شمسية" استثنائية
داليا الهمشري
تبشر الطاقة المتجددة في مصر بمستقبل واعد، في ظل ما تتّسم به البلاد من مزايا تنافسية تؤهلها للريادة في هذا القطاع، من بينها الموارد الشمسية الاستثنائية، وسرعات الرياح العالية، ومساحات الأراضي الشاسعة، وموقعها الإستراتيجي الجاذب للاستثمارات.
أكد ذلك مدير قطاع استشارات اللوجستيات وسلاسل الإمداد والنقل الدولي في شركة "إس إم أيه كونسالتنغ SMA Consulting" الدكتور محمد البنا، مضيفا أن مصر ثاني أكبر مصدر للغاز المسال في أفريقيا بعد الجزائر.
وأضاف البنا في دراسة أجراها بعنوان "آفاق تطوير البنية التحتية للطاقة المستدامة والمتجددة في مصر" -حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منها- أن تقرير رؤية مصر 2030 يضع الطاقة بمثابة حجر الزاوية الأكثر أهمية للتنمية المستدامة من بين الجوانب الـ10 المبينة في خطة النمو طويلة المدى للدولة.
مستقبل الطاقة المتجددة في مصر
من المستهدف رفع مساهمة الطاقة المتجددة في مصر بنسبة 42% من مزيج الطاقة بحلول عام 2030؛ ما يسلّط الضوء على التزام الدولة بمستقبل طاقة أكثر خضرة واستدامة.
وتوقّع البنا أن تشكّل مساهمة طاقة الرياح 14% من النسبة المستهدفة للطاقة المتجددة بحلول 2030، بينما تصل مشاركة الطاقة الشمسية إلى 25%، و2% للطاقة الكهرومائية.
وأوضح أن مصر قد دشّنت عددًا من المبادرات لتحقيق أهدافها التوسعية بمصادر الطاقة المتجددة في مصر، من بينها تخصيص 28 منطقة لتطوير المشروعات واسعة النطاق.
ولفت إلى أن مصر تهدف من خلال تخصيص الموارد والمناطق المخصصة لجذب الاستثمارات، وتعزيز تطوير مشروعات الطاقة المتجددة الكبرى.
تحول الطاقة
قال مدير قطاع استشارات اللوجستيات وسلاسل الإمداد والنقل الدولي في شركة إس إم أيه كونسالتنغ، إن القدرات المُولدة من مصادر الطاقة المتجددة في مصر قد بلغت 19.2 غيغاواط عام 2021.
وأضاف أن الحكومة تهدف إلى تحقيق 50.5 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2030/2029، و62.6 غيغاواط بحلول 2035/2034.
وتابع أن تحقيق هذا الهدف يتطلب جذب استثمارات كبيرة بقطاع الطاقة المتجددة في مصر، مؤكدًا أن التوسع في المصادر النظيفة سيعزز عملية تحول الطاقة، ويقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويسهم في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
واستطرد قائلًا، إن نهر النيل يُعدّ من أهم موارد للطاقة الكهرومائية في مصر، إذ يسهم بقدرة إجمالية تبلغ 2800 ميغاواط، وقدرة توليد كهرباء سنوية تبلغ 13545 غيغاواط في الساعة.
وأكد أن الطاقة الكهرومائية قد شكّلت نحو 50% من إجمالي قدرة توليد الطاقة في مصر بين عامي 1960 و1970.
توقف تطوير محطات الطاقة الكهرومائية
أوضح الدكتور محمد البنا أن حصة الطاقة الكهرومائية في مصر انخفضت بشكل ملحوظ إلى 7.2% في عامي 2015 و2016، بسبب التوسع في محطات الطاقة الحرارية.
وفي المدة من 2012/2011 إلى 2016/2015، شهدت الطاقة الكهرومائية في مصر أسرع معدل نمو بين تقنيات الطاقة المتجددة، بمتوسط معدل نمو سنوي قدره 1.2% في الطاقة المُولدة من منشآت الطاقة الكهرومائية.
وأشار الدكتور محمد البنا إلى توقّف تطوير محطات الطاقة الكهرومائية في مصر منذ عام 2016، نتيجة لتحول تركيز الحكومة إلى محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمحطات التقليدية التي تستعمل توربينات الغاز.
الطاقة الشمسية
في حديثه عن إمكانات الطاقة المتجددة في مصر، أكد البنا أن البلاد تتمتع بموارد هائلة من الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أنها تتمتع بـ نحو 3050 ساعة من ضوء الشمس سنويًا، وتتراوح الإشعاعات العادية المباشرة من 1970 إلى 3200 كيلوواط ساعة/م2 سنويًا، ويتراوح إجمالي الإشعاع الشمسي السنوي من 2000 إلى 3200 كيلوواط ساعة/م2.
ولفت إلى امتلاك مصر موارد طاقة شمسية استثنائية يمكن تطبيقها على مجموعة واسعة من أنظمة وصناعات الطاقة الشمسية، بما في ذلك محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، أو الطاقة الشمسية المركزة.
وأوضح أن مصر تملك إمكانات عالية للطاقة الشمسية تبلغ 74 مليار ميغاواط/ساعة سنويًا، وعلى الرغم من كون مشروعات الطاقة الشمسية قد أثبتت جدواها الاقتصادية في مصر، فإن الرقم المتوقع أكثر بكثير من إنتاج الكهرباء الحالي.
وأضاف أنه يُبنى -حاليًا- العديد من مشروعات تجميع وتوليد الطاقة الشمسية، أو هي في طور الإنشاء لجمع الطاقة الشمسية وإنتاج الطاقة الكهربائية باستعمال مجموعة متنوعة من تقنيات الطاقة الشمسية.
سرعات الرياح
يقول الدكتور محمد البنا، إن مصر تتمتع بقدر كبير من إمدادات طاقة الرياح التي لا تنضب، ولا سيما في شبه جزيرة سيناء والمناطق المحيطة بخليج السويس، مشيرًا إلى أن سرعات الرياح العالية الثابتة تتراوح بين 8 و10 أمتار في الثانية، على ارتفاع 100 متر.
وأضاف أن مصر نجحت بتطوير مشروعات طاقة الرياح في مزارع الزعفرانة، وجبل الزيت 1 و2، وخليج السويس.
ولا تتوقف إمكانات الطاقة المتجددة في مصر عند هذا الحدّ، فقد أشار البنا إلى أن مصر تتمتع -أيضًا- بإمكانات قوية لإنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي للمياه، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة في الدراسة.
واستطرد موضحًا أن الموقع الإستراتيجي لمصر على البحرين الأحمر والمتوسط يؤهلها -كذلك- لأن تصبح مركزًا عالميًا لتصدير الهيدروجين الأخضر؛ نظرًا لسهولة النقل إلى الدول المجاورة وأوروبا في صورة غازية أو سائلة.
وأفاد بأن مصر قد اتخذت خطوات استباقية لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، أبرزها إنشاء أول مصنع للتحليل الكهربي بالعين السخنة، وتشكيل المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في مصر قد تشغل القطار الكهربائي السريع
- خبير: سوق الطاقة الشمسية في مصر بحاجة إلى برامج تمويلية طويلة الأمد
- الطاقة الشمسية في مصر تعزز تقنية جديدة لاستخلاص مياه الشرب
اقرأ أيضًا..
- قازاخستان تتوسع في ضخ الغاز الروسي.. واتفاق مرتقب لمحطة نووية
- تقرير أميركي يخفض توقعات أسعار النفط في 2023 و2024
- توقعات سهم أرامكو بعد انخفاض أرباح الربع الثالث.. 5 خبراء يتحدثون لـ"الطاقة"
- أوابك: 5 دول عربية لديها مشروعات غاز مسال للتطبيقات الصغيرة