التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

وكالة الطاقة الدولية: أغلب إمكانات المصادر المتجددة في أوغندا ما زالت غير مستغلة

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • الكهرباء لا تمثّل سوى 2% من الاستهلاك الأوغندي النهائي للطاقة
  • 80 % من إمدادات الكهرباء تعتمد على الطاقة الكهرومائية
  • الطاقة الشمسية تسهم بـ4.5% من إمدادات الكهرباء
  • إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية هائلة لكنها تواجه مخاطر جيولوجية
  • شركات فرنسية وصينية تطور مشروعات نفطية ستعمل 2025

تراهن وكالة الطاقة الدولية على مصادر الطاقة المتجددة في أوغندا، لتلبية احتياجاتها من الكهرباء خلال العقود المقبلة، مع وفرة الموارد الطبيعية وظروف الطقس الملائمة على مستوى القارة الأفريقية عامة.

وأظهرت مراجعة حديثة أجرتها وكالة الطاقة الدولية لمشهد الطاقة والمناخ في أوغندا، أن أغلب إمكانات البلاد من موارد الطاقة المتجددة ما زالت غير مستغلة حتى الآن.

وكشف تقرير المراجعة -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- عن وجود موارد كبيرة من الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية غير مستغلة إلى جانب موارد المعادن الحيوية.

وتركز سياسة الطاقة الوطنية 2023 على توسيع شبكات نقل الكهرباء وتوزيعها، وزيادة كفاءة الطاقة، وتشجيع استعمال مصادر الطاقة المتجددة في أوغندا، إلى جانب تعزيز الإطار السياسي والقانوني والمؤسسي.

وتشهد السياسات القطاعية الفرعية للطاقة تطورًا ملحوظًا في أوغندا خلال العقدين الماضيين، بداية من السياسة الوطنية للنفط والغاز والمقررة عام 2008، وتجري مراجعتها حاليًا لتعزيزها، وحتى سياسة الطاقة المتجددة في عام 2007، وصولًا إلى سياسة توصيل الكهرباء للمناطق المحرومة منذ عام 2018.

كما نجحت أوغندا خلال الأعوام الأخيرة في تحسين التغطية والجودة وبيانات الطاقة، ما جعلها من أبرز دول منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في جودة إحصاءات الطاقة، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

مشهد الطاقة في أوغندا

تتمتع أوغندا بموارد طبيعية وفيرة، تشمل التربة الخصبة والرواسب النفطية واحتياطيات المعادن الحيوية مثل خام الحديد والفوسفات والنحاس والكوبالت والألومنيوم والذهب.

وأدى النمو السكاني السريع في أوغندا إلى تقويض الجهود المبذلة، لسد فجوة الوصول إلى الطاقة الحديثة في البلاد، إذ ما يزال عدد كبير من السكان محرومين من الكهرباء.

وبلغ الاستهلاك النهائي للطاقة في أوغندا قرابة 16.8 مليون طن نفط مكافئ، ما يعادل 703 بيتاجول في عام 2021، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية.

وشكّلت الكتلة الحيوية التقليدية -معظمها من الخشب والفحم المستعمل في الطهي المنزلي- قرابة 87% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي في البلاد.

واستحوذت المنتجات النفطية ومعظمها من البنزين والديزل لأغراض النقل على 11% من الاستهلاك النهائي للطاقة، في حين جاء 2% من الاستهلاك فقط في شكل كهرباء، ومعظمهما من الطاقة الكهرومائية.

الطاقة الكهرومائية في أوغندا
الطاقة الكهرومائية في أوغندا - الصورة من hydropower-dams

وأظهر تحليل مختلف لبيانات الطاقة في أوغندا استحواذ الأسر على 61% من الاستهلاك النهائي للطاقة في البلاد، في حين تستهلك الصناعة 22%، والنقل 7%، أما الخدمات التجارية والعامة فلا تستهلك مجتمعة أكثر من 9%.

ملامح مشهد الكهرباء

تمثل الكهرباء 2% فقط من إجمالي استهلاك الطاقة في أوغندا، يولد 80% منها من الطاقة الكهرومائية، في حين تتوزع المصادر الأخرى على الطاقة الشمسية (4.5%) ومحطات الطاقة الحرارية التي تستعمل بقايا قصب السكر.

ويمثّل الاعتماد الكبير على الطاقة الكهرومائية خطرًا على أمن الطاقة في المستقبل، بسبب تأثيرات التغيرات المناخية المحتملة وموجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة التي قد تؤثر في موارد المياه بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفق وكالة الطاقة الدولية.

وزادت أوغندا قدرات توليد الكهرباء من 320 ميغاواط في عام 2002، إلى أكثر من 1.34 غيغاواط في بداية عام 2023، وتتمتع الآن بفائض كبير مقارنة بذروة الطلب البالغة 800 ميغاواط.

ومن المتوقع أن تضيف محطة كاروما للطاقة الكهرومائية -المتوقع تشغيلها بالكامل خلال 2023- قرابة 600 ميغاواط أخرى إلى قدرات الكهرباء في البلاد، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير وكالة الطاقة الدولية.

إمكانات الطاقة المتجددة في أوغندا

وضعت الحكومة خطة طموحة لتعزيز التنمية الاقتصادية وإنهاء فقر الطاقة بحلول عام 2040، عبر تطوير موارد الطاقة المتجددة في أوغندا وإمكانات المعادن الهائلة.

وتستهدف خطة الحكومة زيادة قدرة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في أوغندا من خارج المصادر المائية، لا سيما الطاقة الشمسية الملائمة لظروف الطقس والمناخ في أفريقيا عامة ومنطقة جنوب الصحراء خاصة.

وبدأت أوغندا تشجيع اتفاقيات شراء الكهرباء من مطوري الطاقة المتجددة في البلاد، مع وضع تعرفات للتغذية منذ عام 2007، ما أسهم في إدخال 20 ميغاواط إلى قدرة الكهرباء.

ورغم ذلك فقد تعرّضت أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية ومكوناتها للانتكاس بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، بسبب التركيبات المعيبة، واستيراد أنظمة ضعيفة الكفاءة، وسوء خدمات ما بعد البيع التي تشمل خدمات الصيانة والإصلاح.

الطاقة الشمسية في أوغندا
تركيب ألواح شمسية في أوغندا - الصورة من aarons electrical

وتراهن وكالة الطاقة الدولية على إزالة هذه العقبات وتعزيز أنظمة الطاقة الشمسية الفردية والتجارية لتحقيق أهداف الحكومة الأوغندية المتعلقة بالكهرباء من ناحية، وأهداف التنمية الاقتصادية في المناطق الريفية من ناحية أخرى.

كما تعوّل الوكالة على إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية الهائلة في مساعدة البلاد على خفض اعتمادها على الطاقة الكهرومائية ذات المخاطر الموسمية المتصاعدة، إذ ينظر إلى الطاقة الحرارية الأرضية بوصفها أكثر استقرارًا في التوليد.

وتواجه الطاقة الحرارية الأرضية -رغم ذلك- مخاطر جيولوجية تحتاج إلى تحمل من قبل مستثمري القطاع الخاص في ظل غياب البيانات التفصيلية المتاحة، بحسب توصيات وكالة الطاقة الدولية.

إلى جانب ذلك، يمكن لأوغندا التوسع في مشروعات تحويل النفايات إلى كهرباء لتنويع إمدادات الطاقة في البلاد، إذ تتمتع البلاد بكثافة عالية في المحتوي العضوي بالنفايات، مع زيادة كبيرة في عدد سكان المناطق الحضرية.

واستنادًا إلى ذلك، تنصح وكالة الطاقة الدولية بتعزيز مشروعات تحويل النفايات على مستوى البلاد، إلى جانب تطوير قدرات إنتاج الوقود الحيوي بصورة واسعة.

إمكانات النفط والغاز

تنصح وكالة الطاقة الدولية الحكومة بمواصلة العمل مع مبادرة الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية والشركاء الآخرين، لترسيخ أفضل الممارسات المتعلقة بشفافية عوائد النفط وإدارتها واستثماراتها بطريقة تضمن تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية وأهداف التنمية المستدامة للبلاد.

ويمثّل النفط أقل من 10% من إجمالي إمدادات الطاقة في أوغندا بحسب بيانات عام 2021، إذ تستورد البلاد أغلب المنتجات النفطية عبر كينيا وتنزانيا، وغالبًا ما تستعمل هذه المنتجات في أغراض النقل.

وحدث أول اكتشاف تجاري للنفط في أوغندا عام 2006، في حوض بحيرة ألبرت، وتُقدر الموارد النفطية في الجزء المستكشف من البحيرة بنحو 6.5 مليار برميل، منها 1.2 مليار برميل قابلة للاستخراج، بالإضافة إلى 0.4 مليار برميل إضافية من الموارد الطارئة، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

ويعكف تحالف مكون من توتال إنرجي الفرنسية وشركة النفط الوطنية الصينية، إلى جانب شركة النفط الوطنية الأوغندية، على تطوير مشروعين في إنتاج النفط من المتوقع بدء إنتاجهما التجاري في عام 2025، بطاقة إنتاجية تصل إلى 200 ألف برميل يوميًا.

في المقابل، لا يوجد إنتاج أو استهلاك للغاز الطبيعي في أوغندا حاليًا، على الرغم من موارد الغاز الطبيعي المقدرة بـ7.1 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب، و9.5 مليار متر مكعب من الغاز غير المصاحب.

وتعوّل أوغندا على إنتاج غاز النفط المسال للسوق المحلية من الغاز المصاحب المتوقع إنتاجه من المشروعات النفطية، كما تعمل الحكومة على تطوير خط أنابيب غاز طبيعي لاستيراد الغاز من تنزانيا، بهدف تزويد صناعة الحديد والصلب وتوفير احتياطيات الاستعمالات المنزلية والتجارية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق