طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

الطاقة الشمسية العائمة الخيار الأنسب للدول الاستوائية (تقرير)

إندونيسيا وحدها قادرة على إنتاج 35 ألف تيراواط/ساعة سنويًا

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • الألواح الشمسية العائمة تحلّ مشكلة ندرة الأراضي
  • إمكانات إندونيسيا وحدها قد تغطي إنتاج العالم من الكهرباء
  • سرعة التآكل وتراكم الطفيليات أبرز التحديات أمام الألواح العائمة
  • تغير المناح قد يغير أنماط الرياح والأمواج، ويهدد الخطط المستقبلية

اكتسبت مشروعات الطاقة الشمسية العائمة أهمية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، في إطار دراسة البدائل المناسبة لدول العالم حسب موقعها الجغرافي وظروفها المناخية وقدرتها المالية والاقتصادية.

وتتزايد توصيات الخبراء بنشر المشروعات الشمسية العائمة في البلدان الآسيوية والأفريقية الاستوائية، بوصفها أنسب خيار يتلاءم مع ظروفها المناخية، وفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

وأشار التقرير -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- إلى فرص هائلة وغير محدودة لتوفير الكهرباء من مشروعات الطاقة الشمسية العائمة في الدول كثيفة السكان الواقعة على خط الاستواء جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا.

وقدّر تقرير المنتدى حجم الكهرباء الممكن توليدها من الطاقة الشمسية العائمة في إندونيسيا وحدها بما يصل إلى 35 ألف تيراواط/ساعة سنويًا، ما يزيد على إنتاج الكهرباء العالمي الحالي البالغ 30 ألف تيراواط/ساعة سنويًا.

فرص الدول الاستوائية

يمرّ خط الاستواء بـ13 دولة في العالم، أبرزها إندونيسيا في آسيا، والكونغو وأوغندا وكينيا والصومال في أفريقيا، بينما تضم أميركا اللاتينية كلًا من الإكوادور وكولومبيا والبرازيل، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتتعرض معظم محيطات العالم للعواصف، إلّا أن بعض المناطق الاستوائية ما زالت هادئة نسبيًا، ما يمثّل فرصة للتوسع في مشروعات الطاقة الشمسية العائمة بهذه المناطق بتكاليف معقولة، إذ تكفي البنية التحتية الهندسية غير المكلفة نسبيًا لحماية الألواح الشمسية العائمة هناك.

وتُظهر خرائط الحرارة العالمية أن منطقتي الأرخبيل الإندونيسي وغرب أفريقيا، خاصة نيجيريا، هما أكبر المناطق الاستوائية المرشحة لاستيعاب مصفوفات الألواح الشمسية العائمة في العالم.

وتركّز الاتجاهات العالمية لإزالة الكربون من الاقتصاد العالمي على مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بصورة أساسية لدعم عمليات الكهربة الشاملة لكل القطاعات، لا سيما الصناعة والنقل والمباني بحلول عام 2050.

ويمكن لنحو 70 كيلومترًا مربعًا من الألواح الشمسية أن توفر جميع متطلبات الكهرباء لمليون شخص ثري في اقتصاد خالٍ من الكربون، لكن البلدان ذات الكثافة السكانية العالية، مثل إندونيسيا ونيجيريا، قد لا تتمكن من الانتفاع بالطاقة الشمسية بهذه الطريقة.

الألواح العائمة تحلّ مشكلة الأراضي

غالبًا ما تُثبَّت الألواح الشمسية على أسطح المنازل أو في المناطق القاحلة أو في مواقع مشتركة مع الأراضي الزراعية، إلّا أنه يمكن تركيبها على المسطحات المائية، وهو ما تستند إليه اقتراحات الألواح العائمة في الدول الاستوائية لتجنّب مشكلة الأراضي.

وتتميز مشروعات الطاقة الشمسية العائمة عن نظيرتها الثابتة بشغل مساحات غير متنافَس عليها فوق المسطحات المائية، ما يجعلها في مأمن من المنافسة على الأراضي بالدول النامية أو الدخول في تجاذبات نزع الملكية مع المجتمعات المحلية.

وتواجه مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مشكلة متصاعدة في الحصول على أراضٍ بعدّة دول نامية، وفي بعض الأسواق قد تكافح للعثور على قطعة أرض، وفقًا لتقرير أعدّته وكالة بلومبرغ، واطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

الطاقة الشمسية العائمة
تركيب ألواح مشروع طاقة شمسية عائمة في الصين- الصورة من china dialogue

وتواجه الدول الاستوائية تحديات إضافية بسبب ظروفها المناخية وقربها من خط الاستواء، ما يجعلها تعاني من فقر موارد الرياح، إلّا أنها تتمتع بوفرة الطاقة الشمسية على الجانب الآخر.

ويمكن لهذه البلدان -وجيرانها أيضًا- توليد طاقة كهربائية غير محدودة من تكثيف الألواح الشمسية العائمة في البحار الاستوائية الهادئة، كما يمكنها وضع الألواح في البحيرات وخزانات المياه الداخلية.

وتتمتع الطاقة الشمسية العائمة في البحيرات والخزانات الداخلية بإمكانات كبيرة تدركها الدول الاستوائية، ما أسهم في نمو هذه المشروعات بسرعة خلال السنوات الأخيرة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

مناطق بحرية هادئة منذ 40 عامًا

رسمت ورقة بحثية حديثة للمنتدى الاقتصادي العالمي خريطة مناطق المحيطات العالمية التي لم تشهد أمواجًا كبيرة أو رياحًا قوية على مدار الـ40 عامًا الماضية.

وكشفت نتائج الورقة أن المناطق التي لا تزيد قوة الأمواج البحرية فيها على 6 أمتار، أو التي لا تشهد رياحًا أقوى من 15 مترًا في الثانية، يمكنها أن تولّد ما يصل إلى مليون تيراواط/ساعة سنويًا من الكهرباء.

ويمثّل هذا الرقم الضخم 5 أمثال الكهرباء السنوية المطلوبة للوصول إلى اقتصاد عالمي خالٍ من الكربون، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وانتهى تحليل المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن معظم المواقع الجيدة قريب من خط الاستواء، لا سيما في إندونيسيا وغرب أفريقيا، وهي مناطق ذات نمو سكاني مرتفع، وأنظمة بيئية حساسة.

كما ذهب التحليل إلى أن مشروعات الطاقة الشمسية بهذه المناطق يمكنها أن تحلّ نزاع استعمالات الأراضي المحدودة، كما أنها لن تحتاج إلى بناء دفاعات هندسية قوية ومكلفة بسبب هدوء المحيطات.

ويشهد أغلب المناطق البحرية حول العالم أمواجًا أكبر من 10 أمتار ورياحًا أقوى من 20 مترًا في الثانية، ما يجعل الشركات تعمل على تطوير دفاعات هندسية قوية قادرة على حماية الألواح العائمة، وهو ما لا تحتاجه البيئات البحرية في المناطق الاستوائية.

لهذا السبب، كثيرًا ما يوصي خبراء الطاقة المتجددة بمشروعات الطاقة الشمسية العائمة لحلّ مشكلة التنافس وندرة الأراضي في البلدان ذات الحساسية تجاه الأراضي، وفقًا لما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

فرصة إندونيسيا هائلة

تمتلك إندونيسيا إمكانات هائلة في مجال الطاقة الشمسية، إلّا أنها دولة كثيفة السكان، لا سيما في جزر جاوة وبالي وسومطرة وسط توقعات بتجاوز عددها سكانها 315 مليون نسمة بحلول 2050.

وتحتاج إندونيسيا إلى 25 ألف كيلومتر مربع من الألواح الشمسية لتوفير الكهرباء اللازمة لدعم انتقالها إلى اقتصاد خالٍ من الكربون بحلول منتصف القرن.

ويمتلك الأرخبيل الإندونيسي قرابة 140 ألف كيلومتر من المناطق البحرية التي لم تشهد أمواجًا أكبر من 4 أمتار، أو رياحًا أقوى من 10 أمتار في الثانية، خلال الـ40 عامًا الماضية.

وتمثّل هذه المناطق فرصة هائلة لإندونيسيا لتركيب أكبر قدر ممكن من الألواح الشمسية العائمة، مستفيدةً من هدوء بحارها الداخلية.

الطاقة الشمسية العائمة
أحد مشروعات الطاقة الشمسية العائمة في إندونيسيا- الصورة من pv-magazine

وتبلغ مساحة إندونيسيا قرابة 1.9 مليون كيلومتر مربع، إلّا أنها تطلّ على مساحات بحرية تصل إلى 6.4 مليون كيلو متر مربع، ما يزيد 200 مرة عن حجم الاستغلال المطلوب لتلبية جميع احتياجات البلاد المستقبلية من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية العائمة.

ورغم الآمال الهائلة المعلّقة على مشروعات الطاقة الشمسية العائمة، فإن صناعتها ما زالت في مهدها، وسط مخاوف من عيوب الألواح العائمة المتمثلة في سرعة التآكل، بسبب ملوحة البحر إلى جانب تراكم الطفيليات البحرية على أسطح الألواح.

وتثير هذه المخاوف ضرورة الاهتمام بالبحث في وسائل خفض الأضرار التي قد تلحق بالبيئة البحرية وصيد الأسماك من التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية العائمة.

كما تثير نتائج تحليل المنتدى الاقتصادي العالمي مخاوف من تغير أنماط الرياح والأمواج في مناطق المحيطات التي رُصِد هدوؤها خلال الـ40 عامًا الماضية، ما قد يعرّض خطط التوسع المستقبلي في الألواح العائمة للخطر، إذا لم تأخذ في حسبانها احتمالات التغير المناخي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق