أخبار الغازسلايدر الرئيسيةغاز

قازاخستان تتوسع في ضخ الغاز الروسي.. واتفاق مرتقب لمحطة نووية

دينا قدري

تعتزم قازاخستان ضخ المزيد من الغاز الروسي عبر أراضيها، في ظل التعاون المستمر بين البلدين بمجال الطاقة، رغم العقوبات الغربية المفروضة على موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا.

وأكد رئيس قازاخستان قاسم جومارت توكاييف استعداد بلاده لنقل المزيد من النفط والغاز الروسي، في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف: "نحن مهتمون بالاستفادة الكاملة من إمكانات النقل لدينا، ومستعدون لزيادة حجم نقل الغاز الروسي"، بحسب ما جاء في مقابلة أجراها مع صحيفة "إزفيستيا" الروسية (Izvestia).

وأشار إلى توقيع اتفاقية تعاون إستراتيجي بين حكومة قازاخستان وشركة غازبروم، في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على هامش منتدى الغاز الدولي، تهدف إلى تطوير وتنفيذ خطط طويلة الأجل تصل إلى 15 عامًا.

إمدادات الغاز الروسي عبر قازاخستان

حرصًا على زيادة مبيعات موسكو من الطاقة والسلع الأولية في آسيا، بعد تعرّضها للعقوبات الغربية بسبب غزوها أوكرانيا، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة "اتحاد الغاز" في أواخر العام الماضي (2022)، لدعم الشحنات بين الدول الثلاث وإلى مشتري الطاقة الآخرين، بما في ذلك الصين.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت روسيا توريد الغاز الطبيعي إلى أوزبكستان عبر قازاخستان، وعُقدت احتفالات لهذه المناسبة في موسكو وأماكن أخرى حضرها رؤساء الدول الـ3.

وعلّق رئيس قازاخستان قاسم جومارت توكاييف على إطلاق إمدادات الغاز الروسي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدًا أن هذا المشروع سيسهم في توسيع وتحديث البنية التحتية لنقل الغاز في بلاده، وتعزيز الاستقرار الإقليمي وأمن الطاقة في آسيا الوسطى.

وأضاف توكاييف أن المشروع "سيعطي زخمًا قويًا للتنمية الصناعية في بلادنا، ويُحسّن مناخ الأعمال ومستويات معيشة المواطنين"، بحسب ما نقلته صحيفة "إزفيستيا" الروسية.

وبينما تعدّ روسيا مصدرًا رئيسًا للغاز الطبيعي، فإن أوزبكستان وقازاخستان تنتجان ما تستهلكانه تقريبًا؛ لكن إنتاجهما أصبح غير كافٍ على نحو متزايد مع ارتفاع الاستهلاك، مدفوعًا بالنمو السكاني والتنمية الصناعية.

وأدت الزيادة الكبيرة في أسعار غاز النفط المسال أوائل العام الماضي (2022) إلى اضطرابات في مدن قازاخستان، في حين أثار نقص الغاز الطبيعي والكهرباء -وسط درجات حرارة شديدة البرودة- احتجاجات في أوزبكستان، بداية العام الجاري.

ويرتبط البلدان بخط أنابيب للغاز يصل إلى روسيا، ويمر خط أنابيب منفصل بينهما في طريقه إلى الصين، وفق وكالة رويترز.

ومع ذلك، فإن كلا خطَّي الأنابيب يضخّان الغاز في الغالب من تركمانستان، في حين لم تُبلِغ قازاخستان وأوزبكستان مطلقًا عن أيّ شحنات عابرة للغاز الروسي إلى الصين أو أيّ دولة أخرى.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- قائمة مستوردي الغاز الروسي في المدة بين يناير/كانون الثاني و20 يونيو/حزيران من عام 2023:

الغاز الروسي

خطط نقل النفط الروسي إلى الصين

في سياقٍ آخر، قال رئيس قازاخستان قاسم جومارت توكاييف، إن بلاده مستعدة لتعاون أكبر مع روسيا في قطاع النفط، بما في ذلك نقل النفط الروسي.

وأكد أن "قازاخستان وروسيا تتعاون بنجاح في قطاع النفط منذ مدّة طويلة، وتعمل الشركات الروسية مثل لوك أويل وتاتنفت بنجاح في بلادنا".

ففي فبراير/شباط 2023، أبرمت شركتا كاز موناي غاز (KazMunayGas) ولوك أويل (Lukoil) عددًا من الاتفاقيات بشأن مشروع لتطوير مناطق من حقول كالامكاس وخازار وأوزوف في القطاع القازاخستاني من بحر قزوين.

بالإضافة إلى ذلك، في عام 2022، تمّ إنشاء مجمع البتروكيماويات في قازاخستان، الذي سيكون من بين أكبر 10 منتجين للبولي بروبيلين في العالم، بحسب ما أكده توكاييف، وتشارك شركة سيبور الروسية (Sibur) أيضًا في هذا المشروع.

يقول توكاييف: "يحتل نقل النفط عبر أراضي البلدين حصة كبيرة في مجمعات الوقود والطاقة لدينا.. يُصدّر نحو 80% من النفط القازاخستاني إلى الأسواق الخارجية عبر الأراضي الروسية (اتحاد خط أنابيب قزوين)".

وأضاف: "بالمثل، يجري إمداد النفط الروسي إلى الصين عبر أراضي قازاخستان؛ إذ من المخطط نقل ما يصل إلى 100 مليون طن متري (710 ملايين برميل) من النفط الروسي إلى الصين بحلول عام 2033".

مزايا تنافسية.. وتعاون مستمر

من جانبه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن قضايا الطاقة ستشكّل جزءًا كبيرًا من محادثاته مع نظيره القازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال بوتين: "إن الطبيعة والجغرافيا تمنح روسيا وقازاخستان مزايا تنافسية كبيرة في قطاع الطاقة، وهو ما نسعى لتحقيق أقصى استفادة منه لصالح مواطنينا"، حسب مقابلة أجراها مع صحيفة قازاخستانسكايا برافدا اليومية (Kazakhstanskaya Pravda)، ونقلها الموقع الرسمي للكرملين.

وأضاف بوتين: "التفاعل في صناعة الغاز يفتح آفاقًا واسعة، ويُفسّر ذلك بالبنية التحتية وطرق نقل الغاز وأنظمة توزيع الغاز في روسيا وآسيا الوسطى التي أنشئت على مدى سنوات عديدة، والمستوى العالي من التنسيق على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف".

جانب من لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره القازاخستاني
جانب من لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره القازاخستاني - الصورة من وكالة رويترز

أشار بوتين إلى إطلاق إمدادات الغاز الروسي لأوزبكستان عبر قازاخستان؛ ما سيجعل من الممكن تحقيق الاستعمال الأكثر كفاءة لشبكات نقل الغاز الحالية، وسيسهم في تنمية الدول الـ3 ومنطقة آسيا الوسطى بأكملها.

وأكد استعداد روسيا للمساعدة في تغويز مناطقها الشمالية والشرقية، وفقًا لخريطة الطريق للتعاون في قطاع الغاز التي وقّعتها شركة غازبروم وحكومة قازاخستان في 18 يناير/كانون الثاني 2023. حاليًا، يجري العمل على خيارات مختلفة لتصحيح البنية التحتية لنقل الغاز ذات الصلة.

ومن بين أحدث الاتفاقيات، اتفاقية تعاون إستراتيجي تنص على استكشاف الغاز وإنتاجه ومعالجته ونقله، وُقِّعت في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على هامش منتدى سان بطرسبرغ الدولي للغاز، من قبل رئيس شركة غازبروم أليكسي ميلر، والنائب الأول لرئيس وزراء قازاخستان رومان سكليار.

محطة طاقة نووية في قازاخستان

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -في حواره مع الصحيفة القازاخستانية، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة- أن البلدين يطوران صناعات اليورانيوم والتعدين، وينفّذان بنجاح دورة الوقود النووي ومشروعات الطاقة الذرّية السلمية.

وقال: "كما تعلمون، فإن قيادة جمهورية قازاخستان تدرس بناء محطة للطاقة النووية على أراضيها.. إذا اتُّخِذ قرار بتنفيذ هذا المشروع، فإن شركة روساتوم الحكومية مستعدة لتطوير مشروع ذي صلة باستعمال أحدث التقنيات، بما يتوافق مع أعلى المتطلبات البيئية ومعايير السلامة".

وشدد على أن هذا الأمر من شأنه أن يعزز إمدادات الطاقة لاقتصاد قازاخستان، ويعطي زخمًا قويًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.

وتابع: "نحن ننظر إلى تطوير التعاون بين روسيا وقازاخستان في مجال الطاقة الخضراء بوصفه أمرًا مهمًا إلى حدّ ما".

إذ تتمتع الدولتان بالكثير من القواسم المشتركة في خططها لإزالة الكربون من الاقتصاد وتحول الطاقة، مع هدف الوصول إلى مستوى الصفر من انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2060.

وتابع: "لتحقيق ذلك، نحتاج إلى تحديث البنية التحتية للطاقة والصناعية، وزيادة استعمال مصادر الطاقة البديلة والمتجددة والغاز الطبيعي خلال المرحلة الانتقالية.. نحن بحاجة إلى الاستفادة الفعّالة من القدرة الاستيعابية للنظم البيئية الطبيعية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق