رئيسيةأخبار السياراتسيارات

منافسة بين تويوتا وتيسلا تحدد مستقبل صناعة السيارات الكهربائية

دينا قدري

تشهد صناعة السيارات الكهربائية منافسة جديدة بين شركتي تويوتا (Toyota) وتيسلا (Tesla)، في ظل سعي كبرى الشركات العالمية للسيطرة على السوق مع تحقيق أعلى أداء.

وتواجه الشركة اليابانية تحديًا من منافستها الأميركية، فيما يتعلق بخطوط التجميع، الذي يُعَد واحدًا من أقدم أجزاء صناعة السيارات.

وتقود تيسلا تغييرًا جوهريًا في صناعتها للسيارات؛ إذ أكد الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، أن عمليات التجميع القديمة تحتاج إلى تغيير بالنسبة للمركبات التي تعمل بالبطاريات، وتبسيط وتسريع عملية تصنيع السيارات.

إلا أن تويوتا أشارت إلى أنها لا تنوي اعتماد نهج تيسلا في عمليات التجميع، بل تعتمد بدلًا من ذلك على عقود من الخبرة لإيجاد نهج خاص بها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

معيار جديد لإنتاج السيارات الكهربائية

يتوقّع بعض المسؤولين التنفيذيين والمحللين في قطاع السيارات أن تضع عملية تيسلا -التي يسميها ماسك "غيغا كاستينغ" (الصب الضخم)- معيارًا جديدًا لبناء المركبات، لتحل محل نظام إنتاج تويوتا الذي يعتمد على كفاءة التصنيع في الوقت المناسب.

وقال محلل السيارات تاكاكي ناكانيشي: "لقد جرى اعتبار الطريقة التي تصنع بها تويوتا السيارات هي المعيار، ولكن من الصادم للغاية الاعتقاد بأن ما تقترحه تيسلا من المرجح أن يصبح المعيار القياسي لإنتاج السيارات الكهربائية.. إن التأثير في صناعة السيارات في اليابان سيكون هائلًا".

وهذا يترك الرئيس الجديد لشركة تويوتا كوجي ساتو -البالغ من العمر 54 عامًا- يكافح من أجل إظهار أن أساليب شركته المتقنة لإنتاج ملايين المركبات كل عام في تكوينات متعددة ستظل ميزة تنافسية في عصر السيارات الكهربائية، وفق ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).

كما قال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى شركات صناعة السيارات الأوروبية، إن الطريقة التي تصنع بها شركة تيسلا السيارات الكهربائية "تتحرك بسرعة لتصبح معيارًا صناعيًا".

سيارة تيسلا الكهربائية طراز واي
سيارة تيسلا الكهربائية طراز واي - الصورة من منصة "إنسايد إيفيز"

تقنية تيسلا لصناعة السيارات الكهربائية

تستعمل تيسلا تقنية "غيغا كاستينغ" -التي تسمح بصب كل الجزء السفلي من السيارة الكهربائية تقريبًا في قطعة واحدة- بوصفها طريقة لتصنيع سيارتها الرياضية متعددة الأغراض من طراز واي منذ عام 2020.

تقليديًا، يُصنع الجسم الرئيس للسيارة عن طريق لحام أو صك عدد كبير من الأجزاء المنفصلة؛ في حين تستعمل تقنية "غيغا كاستينغ" أو "ميغا كاستينغ" آلات الصب لدفع المعدن المنصهر إلى قوالب تحت ضغط عالٍ لإنتاج أجزاء كبيرة من هيكل الألومنيوم، مثل الجانب السفلي بأكمله من السيارة.

وتُستَعمل الصناعة منذ سنوات الصب لمكونات الألومنيوم الأصغر حجمًا، لكن خطة ماسك لصنع هياكل سيارات كاملة باستعمال هذه التكنولوجيا أجبرت شركات صناعة السيارات الأخرى على التفكير بشكل أكبر، وفق ما رصدته منصة الطاقة.

وقال رئيس قسم الإستراتيجية في شركة فولفو (Volvo) إريك سيفيرينسون: "إن تقنية ميغا كاستينغ هي أفضل مثال؛ حيث يمكنك استبدال جزء واحد فقط بـ100 جزء".

تكلفة تغيير مئات الأجزاء تعني أن شركات صناعة السيارات تنتج السيارة عادةً لمدة 14 عامًا، مع تغييرات متواضعة في منتصف دورة حياتها؛ ومن شأن عملية الصب أن تغير هذا الإطار الزمني وتسمح لشركات صناعة السيارات بتحديث تشكيلاتها بسرعة أكبر.

تُعَد تقنية "غيغا كاستينغ" باستعمال الألومنيوم أيضًا إحدى الاستجابات للطريقة التي تعيد بها بطاريات السيارات الثقيلة تشكيل كيفية تصميم السيارات.

وقال المحلل في بنك غولدمان ساكس في طوكيو، كوتا يوزاوا: "تقنية البطارية هي التي تقود تقنية غيغا كاستينغ.. يجب أن تنتج سيارة أخف وزنًا، ولهذا تحتاج إلى هيكل أخف وزنًا من أجل تحسين مسافة القيادة".

تويوتا تعالج نقاط الضعف

تعمل تويوتا على التقنية نفسها التي تهدف إلى زيادة هائلة في إنتاج السيارات الكهربائية؛ لكنها أشارت إلى أنها لا تنوي اعتماد نهج تيسلا في عملية الصب، بل تعتمد بدلًا من ذلك على عقود من الخبرة لإيجاد نهج خاص بها.

وقال كبير مسؤولي الإنتاج في تويوتا كازواكي شينغو، للمحللين والمستثمرين: "لكي نكون صادقين، نحن متخلفون في مجال غيغا كاستينغ، لأننا لم نطرح منتجًا بعد".

وأضاف: "لكننا قمنا بعملية الصب لمدّة طويلة.. وفي نهاية المطاف، نعتقد أننا قادرون على إنتاج منتج سيكون أرخص وأخف وزنًا وأنحف مع أداء عالٍ".

ومن خلال اعتماد "غيغا كاستينغ" واستعمال خطوط تجميع جديدة، ستهدف تويوتا إلى خفض العمليات والاستثمار في المصانع بمقدار النصف؛ لكن المسؤولين التنفيذيين يشعرون بالقلق من إنتاج سيارات ذات هيكل سفلي مصبوب بقطعة واحدة.

في الوضع الحالي، يُعَد تغيير جزء تالف في السيارة أمرًا سهلًا ورخيصًا نسبيًا؛ إذا كان لا بد من استبدال الجانب السفلي بالكامل؛ فسيؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير في عدد المركبات التي يُعد إصلاحها مكلفًا للغاية.

ويتفق خبراء التصنيع على أن هذا قد يكون عيبًا كبيرًا في هذه التكنولوجيا، بحسب ما أكده تقرير "فايننشال تايمز"، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة.

وتدرس شركة تويوتا ما إذا كان إنتاج الجزء السفلي من السيارة في عدة قطع يمكن أن يقلل من تكاليف الإصلاح والتأمين، وهي عوامل محتملة مهمة لشركة صناعة سيارات ذات سوق عالمية أوسع بكثير من شركة تيسلا.

سيارة تويوتا الكهربائية بي زد 4 إكس
سيارة تويوتا الكهربائية بي زد 4 إكس - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

أهداف تويوتا لمبيعات السيارات الكهربائية

وضعت شركة صناعة السيارات اليابانية خططًا لبيع 3.5 مليون سيارة تعمل بالبطاريات سنويًا بدءًا من عام 2030؛ لكنها لا تزال تتوقع بيع 123 ألف سيارة كهربائية فقط في هذه السنة المالية الكاملة، مقارنةً بإجمالي هدف المبيعات البالغ 11.4 مليون سيارة.

وقالت تويوتا إنها لا تزال ملتزمة بما تسميه "نهج متعدد المسارات" يعتمد على مجموعة واسعة من السيارات المبيعة في أكثر من 170 دولة، بما في ذلك العديد من الدول التي قد تظل فيها السيارات الكهربائية غير ميسورة التكلفة لسنوات مقبلة.

وقال كبير مسؤولي الإنتاج في الشركة كازواكي شينغو: "لا نعتقد في الواقع أن الـ10 ملايين مركبة لدينا ستتحول على الفور إلى غيغا كاستينغ"، مضيفًا أن شركة صناعة السيارات تريد تعزيز الإنتاجية ككل من خلال مزج خطوط الإنتاج القديمة مع أساليب تصنيع السيارات الكهربائية الجديدة.

في الوقت الحالي، تقول الشركة اليابانية إنها تريد أن يتكون أكثر من نصف هدف مبيعاتها لعام 2030 من السيارات الكهربائية باستعمال بنيتها المعيارية الجديدة، والتي تسمح لها بإنتاج نماذج مختلفة متعددة، تشترك في المكونات الرئيسة، على المنصات نفسها.

لم تحظَ الدفعة التقنية الجديدة لشركة تويوتا بالقدر نفسه من الاهتمام الذي حظيت به البطاريات، بما في ذلك البطاريات الصلبة، التي يقوم مهندسوها بتطويرها داخل الشركة.

إلا أن المحللين والمسؤولين التنفيذيين في الشركة يشكون أن التغييرات التي تُجرى على خطوط التجميع استجابةً لمتطلبات تكنولوجيا البطاريات، يُمكن أن تكون على القدر نفسه من الأهمية.

وقال مدير المشروع العام لوحدة أعمال تويوتا التي تشرف على إستراتيجية مصنع السيارات الكهربائية، أكيهيسا شيراو: "أعتقد أن هذه هي المجالات التي ستظهر فيها الاختلافات.. آمل في أن تساعدنا هذه الأنشطة على المضي قدمًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق