قطاع الطاقة في شرق المتوسط يعاني من حرب غزة.. مصر ولبنان في المقدمة
دينا قدري
يبرز قطاع الطاقة في شرق المتوسط بوصفه أحد أبرز الخاسرين من الحرب الجارية في قطاع غزة من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع مخاوف من اتّساع دائرة الصراع.
وسلّطت الزميلة الأولى في معهد واشنطن، نُعَام ريدان، الضوء على حالة بعض البنية التحتية لقطاع الطاقة في شرق المتوسط، مشددة على أنها تُعدّ بمثابة أحد المؤشرات على التكاليف الأثقل التي ستدفعها المنطقة في حالة نشوب صراع أوسع.
وأكدت ريدان أنه إذا اتّسعت الحرب، فإن قطاع الطاقة في شرق المتوسط لن يسلم من التداعيات التي ستؤثّر في اقتصادات دول المنطقة، وما يترتب عليه من تأجيل لخططها في قطاع الطاقة لسنوات مقبلة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
واردات إسرائيل من النفط
تطرقت نُعَام ريدان إلى تضرر البنية التحتية لقطاع الطاقة في شرق المتوسط، مشيرة إلى أن ميناء عسقلان الإسرائيلي أصبح مغلقًا أمام السفن، في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حسبما أفادت بعض التقارير.
بينما كانت هناك حركة شحن في أشدود وحيفا، تشمل ناقلات النفط وناقلات البضائع السائبة وسفن الحاويات والبضائع العامة، فإن الوضع مختلف في عسقلان، بالقرب من قطاع غزة على بعد نحو 10 كيلومترات.
وقالت ريدان -في سلسلة تغريدات اطّلعت عليها منصة الطاقة-، إن إسرائيل استوردت 179 ألف برميل يوميًا من النفط الخام عبر عسقلان، في شهر سبتمبر/أيلول، من إجمالي الواردات البالغة 205 آلاف برميل يوميًا، ووصلت باقي الشحنات عبر ميناء حيفا.
ومنذ إغلاق عسقلان، استوردت إسرائيل شحنة خام واحدة على الأقلّ عبر ميناء إيلات على البحر الأحمر، بحسب بيانات كبلر.
وأوضحت ريدان أن هذه هي المرة الثانية التي تشهد فيها واردات النفط الإسرائيلية انقطاعًا خلال العام الجاري (2023).
ففي شهر مارس/آذار، توقفت تدفقات خام كردستان (كيه بي تي) من ميناء جيهان التركي بسبب النزاع المستمر بين بغداد وأربيل وأنقرة.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات إسرائيل من النفط الخام حتى فبراير/شباط 2023:
صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر
خلال النصف الأول من عام 2023، حصلت إسرائيل على أكثر من 263 مليون دولار من عائدات الغاز الطبيعي، بزيادة قدرها 23% مقارنةً بالنصف الأول من العام 2022.
ومع زيادة إسرائيل إنتاجها من الغاز من 16.11 مليار متر مكعب في عام 2020 إلى 21.92 مليار متر مكعب في العام الماضي (2022)، فإنها رفعت تعاونها في مجال الطاقة مع مصر، التي كانت تكافح مع تزايد الطلب المحلي على الغاز وسط انخفاض الإنتاج، بحسب ما أكدته ريدان.
فقد انخفض إنتاج الغاز المصري بنسبة 11% في أغسطس/آب الماضي، إلى 4.999 مليار متر مكعب، مقارنةً بـ5.603 مليار متر مكعب خلال الشهر نفسه من عام 2022.
كما انخفض إنتاج مصر من الغاز بنسبة 0.6% على أساس شهري، بعد ارتفاعه في يوليو/تموز المنصرم إلى 5.03 مليار متر مكعب، مقابل 4.91 مليار متر مكعب في يونيو/حزيران 2023، وفق مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج الغاز الطبيعي في مصر، منذ يناير/كانون الثاني 2021 حتى أغسطس/آب 2023:
وبسبب حرب غزة، توقفت تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى مصر؛ إذ أُغلق ثاني أكبر حقل للغاز في إسرائيل، حقل تمار، منذ أكثر من أسبوعين، ضمن تضرر البنية التحتية لقطاع الطاقة في شرق المتوسط.
وأدى الإغلاق المستمر لحقل الغاز -الذي تبلغ قدرته 13 تريليون قدم مكعّبة يوميًا- إلى تراجع واردات مصر من الغاز الإسرائيلي لنحو 150-200 مليون قدم مكعّبة يوميًا.
ويعادل ذلك نحو 20% من متوسط 870 مليون قدم مكعّبة يوميًا للأشهر الـ8 الأولى من عام 2023، وفق الأرقام والبيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
قطاع الطاقة في لبنان
أكدت الباحثة نُعَام ريدان أن قطاع الطاقة الضعيف بالفعل في لبنان يُعدّ أحد أبرز المؤشرات على تضرّر قطاع الطاقة في شرق المتوسط، حال اتّساع دائرة الصراع؛ إذ يعاني من الفوضى منذ عام 2020.
فإذا تفاقمت التوترات بين إسرائيل وحزب الله، فلن يكون لدى حكومة تصريف الأعمال القدرة على معالجة حالات الطوارئ الجديدة المتعلقة بالنفط والطاقة.
وأشارت إلى الصراع الأخير بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، الذي شهد قصف إسرائيل لصهاريج تخزين النفط في محطة الجية الساحلية لتوليد الكهرباء في جنوب لبنان؛ ما تسبَّب في كارثة بيتية إثر تسرب كبير لزيت الوقود الثقيل إلى البحر المتوسط.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصراع الكبير بين حزب الله وإسرائيل من شأنه أن يؤثّر -أيضًا- في حركة الشحن إلى لبنان؛ ما يزيد الضغوط على اقتصاده المتعثر.
يُذكر أن مستقبل اكتشافات النفط والغاز في لبنان أصبح على المحك، بعد النتائج المخيبة للآمال التي أسفرت عنها عمليات الحفر في حقل قانا للغاز بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
فقد أصدرت هيئة قطاع البترول التابعة لوزارة الطاقة والمياه بيانًا أكدت فيه استكمال أعمال حفر البئر الاستكشافية في مربع 9 دون التوصل إلى كميات تجارية من الغاز.
Amid the #Gaza war, a thread on the status of some energy infrastructure in the East Med region, and how the energy sector is one indicator of the heavy (heavier) costs the region will pay in case of a wider conflict. #OOTT
— Noam Raydan (@NoamRaydan) October 31, 2023
موضوعات متعلقة..
- منصة الطاقة تناقش 4 خبراء حول تطورات غاز شرق المتوسط
- انهيار واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بعد حرب غزة.. بالأرقام
- مصير اكتشافات النفط والغاز في لبنان بعد نتائج حقل قانا الصادمة.. 4 خبراء يتحدثون
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تتجه لتثبيت سعر بيع النفط إلى آسيا في ديسمبر (مسح)
- أنس الحجي يحذر من أزمة طاقة حادة.. ما علاقة استثمارات النفط والغاز؟
- صفقات الـ27 عامًا خير دليل.. الغاز المسال لن يتلاشى أمام الهيدروجين (تقرير)
- السيارات الكهربائية تتباطأ.. وخبير: "الناس بدؤوا يرون الحقيقة أخيرًا" (تقرير)