تلتزم شركات توليد الكهرباء في اليابان بخطّة الحكومة الرامية إلى خفض الانبعاثات عبر زيادة دور الطاقة النووية، بالتزامن مع زيادة كفاءة المحطات العاملة بحرق الفحم.
وفي هذا الصدد، حصلت شركة كهرباء "كيوشو إلكتريك باور" (Kyushu Electric Power) على الضوء الأخضر لمواصلة تشغيل مفاعلين نوويين بقدرة 890 ميغاواط في محطة سينداي، بعد مرور 40 عامًا على تشغيلهما.
كما قررت شركة إنتاج الكهرباء "جيه باور" (J-Power) إلغاء وحدة تعمل بالفحم، وتطوير أخرى بإضافة تكنولوجيا الدورة المركبة لتغويز الفحم التي تضمن انبعاثات أقلّ.
وتسعى اليابان إلى تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفي سبيل ذلك قررت خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 46% بحلول العام المالي الذي يبدأ في أبريل/نيسان 2030 وينتهي في مارس/آذار 2031، مقارنة بمستويات 2013-2014.
الطاقة النووية في اليابان
مع أزمة الطاقة التي أعقبت الحرب الروسية الأوكرانية في مطلع العام الماضي (2022)، اتجهت اليابان لتحقيق أمن الطاقة عبر زيادة دور الطاقة النووية التي نالت معارضة شعبية بعد كارثة فوكوشيما في عام 2011، حين كانت المفاعلات توفر نحو ثلث احتياجات الكهرباء.
ثم تقرر زيادة نسبة المحطات النووية إلى ما يتراوح بين 20 و22% بحلول 2030 مقارنة بـ6% في 2022، عن طريق إعادة تشغيل المفاعلات الحالية، وليس بناء أخرى جديدة.
وبموجب التعديلات التشريعية الجديدة، أصبح بالإمكان تشغيل المفاعل النووي لمدة 40 عامًا، يليها تمديد آخر لمدة 20 عامًا، إذا وافق المنظمون.
وطلبت شركة "كيوشو إلكتريك باور" تمديد عمر المفاعلين بمحطتها النووية "سينداي" في 12 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2022)، بعد طلبات مماثلة قدّمتها شركتا "كانساي إلكتريك باور" (Kansai Electric Power) و"جابان أتوميك باور" (Japan Atomic Power) .
ووافقت هيئة التنظيم النووية اليوم الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 على تمديد تشغيل المفاعلين رقم 1 و2 بمحطة كهرباء سينداي العاملة بالطاقة النووية في مقاطعة كاغوشيما جنوبي اليابان لمدة 20 عامًا أخرى، ليصل إجمالي عمرها التشغيلي إلى 60 عامًا.
ومن المقرر أن يصل المفاعل 1 و2 لعمر 40 عامًا في 3 يوليو/تموز 2024 و27 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 على التوالي، بحسب تقرير نشرته منصة أرغوس ميديا (argusmedia).
وفي آخر تحديث، تقرر السماح باستعمال المفاعلات بعد الوصول إلى الحدّ الأقصى لعمرها التشغيلي البالغ 60 عامًا، عبر استثناء المدة التي أعقبت كارثة فوكوشيما النووية، بشرط موافقة وزير التجارة والصناعة، والحصول على تأكيد بشأن السلامة مع هيئة التنظيم النووي.
وتمتلك اليابان 33 مفاعلًا نوويًا، 12 منها قيد التشغيل، بقدرات توليد كهرباء مجمعة قدرها 11.6 غيغاواط.
واجتازت 5 مفاعلات أخرى اختبارات السلامة الصارمة التي تجريها الهيئة، ومازالت 8 أخرى قيد التدقيق، في حين إن الـ8 المتبقية غير مستعدة بعد لمراجعات السلامة.
دور الفحم بتوليد الكهرباء في اليابان
قررت شركة جيه باور لإنتاج الكهرباء والبيع بالجملة وقف تشغيل محطة ماتسوشيما في محافظة ناغازاكي جنوبي اليابان بقدرة 1 غيغاواط بنهاية مارس/آذار 2025، بحسب تقرير منصة أرغوس ميديا الذي طالعته منصة الطاقة.
يأتي ذلك ضمن خطط الشركة لخفض انبعاثات غاز ثاني الكربون بنسبة 19% إلى دون 39.6 مليون طن بحلول عام 2025-2026 مقارنة بمستويات 2013-2014، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.
وتخطط الشركة لإلغاء الوحدة رقم واحد بقدرة 500 ميغاواط، ولم تقرر بعد بشأن مستقبل الوحدة وأرضها بعد الإلغاء، إلّا أنها قد تدرس استعمالها في تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه أو المرافق المتعلقة بالكتلة الحرارية.
وقررت الشركة -أيضًا- إغلاق الوحدة الثانية بقدرة 500 ميغاواط من أجل الترقية، مع إضافة تقنية الدورة المركبة لتغويز الفحم الجديدة بقدرة 1800 ميغاواط، وستنخفض قدرة الوحدة الثانية بعد ذلك إلى 320 ميغاواط.
وتعتمد تقنية الدورة المركبة لتغويز الفحم على إنتاج الكهرباء من الفحم أو النفط أو الكتلة الحيوية مع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر تحويل الفحم -في هذه الحالة- إلى غاز، وهو ما ينتج عنه بخار، ثم يُرسل الغاز الساخن المنتج إلى غرفة التنظيف التي تزيل كميات كبيرة من الكبريت، ثم إزالة ثاني أكسيد الكربون باستعمال تقنية احتجاز الكربون، ثم يُرسل الغاز النظيف إلى توربين غازي لتوليد الكهرباء.
وستبدأ أعمال بناء الوحدة الثانية الجديدة في عام 2026، ومن المتوقع بدء تشغيلها تجاريًا بحلول العام الذي يبدأ في أبريل/نيسان 2028 وينتهي بمارس/آذار 2029.
وستكون الوحدة الثانية الجديدة مزوّدة بتكنولوجيا الدورة المركبة لتغويز الفحم التي تحقق الكفاءة الحرارية بنسبة تتراوح بين 46% و50% فوق المستويات التي حددتها وزارة التجارة والصناعة.
وستواصل "جيه باور" استعمال الفحم في الوحدة الثانية الجديدة، إلّا أنها تتوقع تراجع استهلاكه مع تحسّن كفاءة الوحدة، بالإضافة لاستعمال تقنيات الكتلة الحيوية وإنتاج الأمونيا في المستقبل.
كما تدرس إمكان استعمال الهيدروجين الأزرق الذي ستنتجه من الفحم باستعمال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه والهيدروجين من مصادر خارجية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في اليابان تنتعش بتشغيل مفاعل مغلق منذ كارثة فوكوشيما
- اليابان تخشى ارتفاع أسعار النفط.. وتؤمن احتياجاتها من الكهرباء
- أهداف احتجاز الكربون وتخزينه في اليابان تحظى بدعم ماليزي
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تتجه لتثبيت سعر بيع النفط إلى آسيا في ديسمبر (مسح)
- باحث: الغاز الإسرائيلي ورقة ضغط على مصر.. ودولتان يمكنهما المساعدة
- انهيار الطلب على ناقلات النفط الإسرائيلية بسبب الصراع في الشرق الأوسط
- قطع الغاز الإسرائيلي يربك حسابات مصر.. هل يهدد أمن الطاقة؟