قطاع الهيدروجين في تكساس يقترب من نقلة نوعية.. والاستثمارات تلامس 247 مليار دولار
نوار صبح
- ولاية تكساس مسؤولة عن 25% من الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة
- الهيدروجين يسهم في الحفاظ على مكانة ولاية تكساس بصفتها مصدرًا للطاقة
- شبكة الكهرباء في تكساس منفصلة إلى حد كبير عن بقية الولايات المتحدة
- المحللات الكهربائية تساعد في استقرار الأسعار من خلال توفير مصدر مرن للطلب
تشير المستجدات إلى أن قطاع الهيدروجين في تكساس الأميركية بات على مقربة من نقلة نوعية، في حين يشهد الاستثمار في البنية التحتية لهذا الوقود تطورات استثنائية في الولاية الواقعة وسط جنوب الولايات المتحدة.
يأتي هذا في حين تشتهر ولاية تكساس بصدارتها لإنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، وتُعدّ مسؤولة عن 25% من الغاز الطبيعي في البلاد وما يقرب من ثلث طاقة الرياح لديها.
وأفاد تقرير جديد صادر عن مجلس الهيدروجين بأن الاستثمار في البنية التحتية للهيدروجين بالولاية يمكن أن يصل إلى مبلغ ضخم قدره 247 مليار دولار بحلول عام 2050، حسبما نشره موقع غرين هيدروجين نيوز (Green Hydrogen News).
ويرى المحللون أن هذه التطورات يمكن أن تنطوي على آثار بعيدة المدى في الولاية، ما يوفر فوائد اقتصادية كبيرة ويساعد على تعزيز مكانتها بصفتها ولاية مصدّرة للطاقة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
طموحات الهيدروجين في تكساس
يقدم تقرير مجلس الهيدروجين، الذي يحمل عنوان "الهيدروجين في أنظمة الطاقة المحايدة كربونيًا"، خطة تفصيلية مشرقة لطموحات مشروعاته في ولاية تكساس.
وأشارت نتائج التقرير إلى أنه بحلول عام 2050، يمكن أن تشهد ولاية تكساس استثمارًا بقيمة 247 مليار دولار في البنية التحتية للهيدروجين، ويعكس هذا المبلغ الكبير الاهتمام المتزايد بالهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة النظيفة.
ويشير المحللون إلى أن تأثير استثمارات الهيدروجين في تكساس سيتحول إلى منافع اقتصادية كبيرة، إذ يتوقع التقرير أنه بحلول عام 2050، يمكن أن تصل الفوائد السنوية من المحللات الكهربائية والتوليد في أوقات الذروة على شبكة كهرباء تكساس إلى 2.5 مليار دولار.
وتُعدّ هذه التقنيات ضرورية لإنتاج الهيدروجين واستقرار الشبكة، ما يوضح اهتمام الولاية بمستقبل الطاقة المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الفوائد التراكمية الناشئة عن تمديد عمر البنية التحتية للغاز الطبيعي لاستيعاب الهيدروجين يمكن أن تضاعف هذا المبلغ، ويؤكد توقع الطلب المحتمل على الهيدروجين بمقدار 16 مليون طن التزام الولاية بإدماج هذا الوقود في مزيج الطاقة لديها.
دور الهيدروجين في تكساس
يتميز دور الهيدروجين في تكساس بأنه متعدد الأوجه، فهو يُسهم في الحفاظ على مكانة الولاية بصفتها مصدرًا للطاقة، ويَعِد بتوفير كبير في التكاليف وفوائد لشبكة الكهرباء.
ويمكن للولاية، من خلال استغلال إمكانات الهيدروجين، إنشاء بيئة طاقة أكثر مرونة واستدامة إلى جانب تعزيز ازدهارها الاقتصادي.
وبالنظر إلى استمرار تكساس في التطور بوصفها ولاية رائدة في إنتاج الطاقة، فإن إضافة الهيدروجين إلى محفظة الطاقة لديها يدل على اتباع نهج طموح.
وتتوافق هذه الخطوة مع الجهود العالمية لتقليل الانبعاثات والانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، وهذا ما يضع الولاية في طليعة تطوير تكنولوجيا الهيدروجين وتطبيقها، حسبما نشره موقع غرين هيدروجين نيوز (Green Hydrogen News).
موارد الطاقة في تكساس
تُعدّ ولاية تكساس موطنًا لموارد الطاقة الوفيرة، إذ يمر جزء كبير من صادرات الولايات المتحدة من النفط والغاز عبر ساحل الخليج فيها، وتتمتع بمساحات كبيرة من الأراضي ذات القيمة التجارية المنخفضة المناسبة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حسبما أورده تقرير مجلس الهيدروجين (hydrogencouncil).
وتتميز ولاية تكساس بصفتها بيئة مثالية لإنتاج الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون، واعتمادًا على قانون خفض التضخم، الذي يقدم ما يصل إلى 3 دولارات للكيلوغرام من الإعفاءات الضريبية، يمكن إنتاج الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون بصورة تنافسية للغاية.
وسيساعد هذا بصورة كبيرة في تعزيز إمكانات تكساس لإنتاج ما يصل إلى 9 ملايين طن من الهيدروجين لإمكانات التصدير المحددة في تقرير مجلس الهيدروجين بشأن تدفقات الهيدروجين العالمية، بالإضافة إلى تلبية ما يصل إلى 7 ملايين طن من الطلب المحلي.
تجدر الإشارة إلى أن شبكة الكهرباء في تكساس منفصلة إلى حد كبير عن بقية الولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى فترات من الأسعار المرتفعة للمستهلكين عندما يصل الطلب إلى ذروته في أثناء أوقات الطقس الحار أو البارد، أو عندما يحدث نقص في العرض خلال فترة انخفاض إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ويمكن أن تساعد المحللات الكهربائية في استقرار الأسعار من خلال توفير مصدر مرن للطلب، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وحال اتجهت شبكة الكهرباء في تكساس إلى إزالة الكربون دون الحاجة إلى تلبية أي طلب من المحللات الكهربائية، فإن هذا يعني ارتفاع الأسعار إلى ما يزيد على 250 دولارًا/ميغاواط/ساعة في بعض الأيام أو عدة أسابيع، إذ تزيد الأسعار على 100 دولار/ميغاواط/ساعة.
وعندما تنتج ولاية تكساس 16 مليون طن سنويًا، ومن ثم ستستقر الأسعار إلى حد كبير، إذ يجري تحفيز المحللات الكهربائية على خفض الإنتاج عندما تكون الأسعار مرتفعة، ثم ترتفع عندما تكون الأسعار منخفضة، فستحظى شبكة الكهرباء بحماية من صدمات الأسعار.
ويرى المحللون أن هذه المرونة ستقلل من تكلفة إزالة الكربون من شبكة الكهرباء بنحو 1.3 مليار دولار سنويًا (23 مليار دولار بصورة تراكمية) من الآن وحتى عام 2050.
ويمكن للهيدروجين أن يتيح لولاية تكساس الاستمرار في كونها مصدّرًا للطاقة، إذ تتبنى إنتاج الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون للاستفادة من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والغاز الطبيعي منخفضة التكلفة نسبيًا، وإمكانات احتجاز الكربون.
اقرأ أيضًا..
- هل حققت المقاطعة النفطية في 1973 أهدافها؟ أنس الحجي يجيب
- نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز الجزائري يوفر 10% من احتياجات أوروبا
- انهيار واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بعد حرب غزة.. بالأرقام