أخبار منوعةرئيسيةمنوعات

دولة أفريقية قد توفر 20% من صادرات الليثيوم للعالم

دينا قدري

يشهد تطوير الليثيوم منافسة شديدة من مختلف دول العالم، في ظل السعي إلى تأمين المكونات الرئيسة لبطاريات السيارات الكهربائية.

وقد أدى الطلب العالمي على المزيد من مصادر الطاقة المتجددة إلى زيادة الطلب على بطاريات الليثيوم، خاصةً في صناعة السيارات، إذ أصبحت السيارات الكهربائية اتجاهًا شائعًا.

دفع ذلك دولة زيمبابوي إلى حشد الإمكانات وجذب الاستثمارات لتطوير الليثيوم؛ إذ تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات في العالم، وتأمل في توفير 20% من احتياجات العالم، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

يقول الرئيس إيمرسون منانغاغوا: إن "زيمبابوي مفتوحة للأعمال التجارية"، على أمل أن يعيد تشكيل اقتصاد الدولة بالطريقة نفسها التي حوّل بها النفط الشرق الأوسط.

مشروعات الليثيوم في زيمبابوي

مع ذلك، فإن الطلب على تطوير الليثيوم يأتي بتكلفة، إذ يجذب المورد المربح عمّال المناجم الذين يرغبون في التنقيب عنه لتهريبه عبر الحدود.

ويُمكن أن يكون هذا التعدين غير القانوني مدمرًا؛ ففي وقت سابق من العام الجاري (2023)، انهار فصل دراسي في كويكوي، ما أدى إلى إصابة 14 طالبًا عندما حُفر نفق تحت المدرسة بحثًا عن ذلك المعدن الثمين، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة.

وقد اجتذب تطوير الليثيوم في زيمبابوي أيضًا اهتمامًا دوليًا، إذ استثمرت الصين وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة في البطاريات المعدنية، نقلًا عن صحيفة "ديلي إكسبريس" (Daily Express) البريطانية.

وتعدّ بكين أكبر المهتمين بالاستثمارات في زيمبابوي، إذ أنفقت أكثر من مليار دولار لشراء وتطوير المشروعات في البلاد.

إلّا إن هذا الطلب العالمي له ثمن؛ ففي ديسمبر/كانون الأول 2020، حظرت حكومة زيمبابوي جميع صادرات الليثيوم في صورة المادة الخام، لتعزيز اقتصاد البلاد، وخلق المزيد من فرص العمل للمقيمين.

ومع ذلك، تمكنت الصين من إيجاد ثغرة في هذا الأمر، وأُعفيت استثماراتها في مصانع المعالجة من هذا الحظر.

عقبات في طريق التطوير

في سياقٍ آخر، بيّن السفير الصيني لدى زيمبابوي، تشو دينغ، أن زيمبابوي تواجه حاليًا تحديات بتطوير الليثيوم المستعمل في البطاريات، على الرغم من امتلاكها احتياطيات كبيرة من هذا المعدن المهم في تحول الطاقة.

وسلّط السفير الصيني الضوء على العديد من القضايا التي تمنع البلاد من جني فوائد قطاع الليثيوم بشكل كامل، نقلًا عن منصة "زيمبابوي ميل" (Zimbabwe Mail) المحلية.

وقال دينغ: "تدعم الصين بشكل كامل رؤية حكومة زيمبابوي لإضافة القيمة والتنمية منخفضة الكربون، من خلال توسيع صناعة التعدين، وخاصةً في قطاع الليثيوم".

ويتمثل أحد التحديات الرئيسة في الاعتماد على المواد الخام المستوردة مثل حامض الكبريتيك، الذي يتميز بتكاليف عالية، لإنتاج الليثيوم المستعمل في البطاريات.

علاوةً على ذلك، فإن معالجة الليثيوم تستهلك الكثير من الطاقة، وتواجه زيمبابوي مشكلات تتعلق بعدم كفاية إمدادات الطاقة وارتفاع تكاليف الكهرباء، ما يعوق إنتاج الليثيوم المستعمل في البطاريات، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة.

مشروعات الليثيوم في زيمبابوي
أحد مواقع تطوير مشروعات الليثيوم في زيمبابوي - الصورة من منصة دويتشه فيله

وأشار السفير الصيني لدى زيمبابوي، تشو دينغ، إلى المنافسة طويلة المدى من الدول المجاورة، مثل جنوب أفريقيا وزامبيا.

وفي حين إن زيمبابوي تمتلك بعض أكبر رواسب الليثيوم في العالم، فقد ركّزت في المقام الأول على إنتاج البيتاليت (أحد أشكال الليثيوم المستعمل في السيراميك وصهر الألومنيوم والزجاج) بمنجم بيكيتا مينيرالز (Bikita Minerals) منذ الخمسينيات.

وذكر دينغ أن المزيد من الاستثمار بتعدين الطاقة الجديدة في زيمبابوي سيتطلب المزيد من أبحاث السوق المتعمقة وإجراءات الدعم.

واستثمرت شركات التعدين الصينية العملاقة ما مجموعه 678 مليون دولار في مناجم ومشروعات الليثيوم في زيمبابوي خلال العام الماضي (2022).

الصين ومشروعات الليثيوم في زيمبابوي

أنفقت الشركات الصينية أكثر من مليار دولار على مدى العامين الماضيين، لشراء وتطوير مشروعات الليثيوم في زيمبابوي، التي تمتلك بعض أكبر احتياطيات الليثيوم الصخرية الصلبة في العالم.

وقد أكملت مجموعة سينومين ريسورس (Sinomine Resource) الصينية، في 10 يوليو/تموز المنصرم، بناء مصنع الإسبودومين (مادة غنية بالليثيوم) في زيمبابوي، إذ يزيد منتجو معادن البطاريات الصينيون الإنتاج في الدولة الأفريقية.

واشترت شركة سينومين منجم بيكيتا مينيرالز أحد أقدم مناجم الليثيوم في أفريقيا، مقابل 180 مليون دولار في يناير/كانون الثاني 2022، وبدأت في بناء مصنع الإسبودومين، مع توسيع مصنع البيتاليت الحالي.

وسينتج بيكيتا 300 ألف طن متري من الإسبودومين، الذي يُعالَج في الخارج لإنتاج الليثيوم المستعمل في صناعة البطاريات.

وسيشهد المنجم أيضًا ارتفاع إنتاجه السنوي من البيتاليت إلى 480 ألف طن متري من نحو 50 ألف طن متري سابقًا.

استثمارات صينية لتطوير مشروعات الليثيوم في زيمبابوي
أحد المشروعات الصينية لتطوير الليثيوم في زيمبابوي - الصورة من وكالة أسوشيتد برس

وبذلك، أصبحت "سينومين" ثالث شركة صينية لإنتاج معادن البطاريات تبدأ الإنتاج في مشروعات الليثيوم في زيمبابوي التي استُحوِذ عليها مؤخرًا.

ففي 5 يوليو/تموز، شغلت شركة تشجيانغ هوايو كوبالت (Zhejiang Huayou Cobalt) مكثف الليثيوم، الذي تبلغ طاقته السنوية 450 ألف طن متري، في منجم أركاديا الذي اشتُرِيَ مقابل 422 مليون دولار في العام الماضي.

وفي شهر مايو/أيار، شغّلت شركة تشان شين ليثيوم غروب (Chengxin Lithium Group) مُكثِّف الليثيوم بقدرة 300 ألف طن متري سنويًا بمنجم سابي ستار شرق زيمبابوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق