خلاف إكسون موبيل وغايانا قد ينتقل إلى التحكيم الدولي
214 مليون دولار مستحقات تريد الشركة خفضها إلى 3 ملايين
حياة حسين
يتطور خلاف إكسون موبيل وغايانا بشكل متسارع في هذه الآونة، إذ يتحرك مثل كرة الثلج إلى أن وصل للتهديد من الجانبين باللجوء إلى التحكيم الدولي، خاصةً بعد التصعيد الأخير، ورفض الشركة الأميركية شروط عقود مشاركة الإنتاج الجديدة، وإصرار الدولة على عدم التنازل لإرضائها، إلى أن وصلت إلى مشاحنة على قيمة مستحقات تطالب الثانية بدفعها للأولى.
وبدأ الخلاف قبل أشهر، عندما قررت غايانا سحب 20% من مناطق مخصصة لإكسون موبيل (ExxonMobil) في مربع ستابروك النفطي العملاق، بسبب عدم تطويرها في الوقت المحدد، ثم تلاه مناوشات حول شروط عقود المشاركة في مناطق طرحتها الدولة للبحث والاستكشاف قبل أشهر، إلى أن وصل إلى مشكلة مدفوعات مستحقة على الشركة للحكومة، وفق تقارير عدّة، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلن نائب رئيس غايانا بهارات جاغديو رفضه أيّ تعديلات في بنود عقود المشاركة الجديدة للنفط، لأنه يعتقد أنها توفر التنافسية وتيسير الإجراءات، حسبما ذكر موقع "نيوز رووم غايانا"، يوم الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف نائب الرئيس أن بنود اتفاقات المشاركة، أو ما يطلق عليها عقود النفط لأنشطة النفط الجديدة، وضعتها الدولة وفق ما يتناسب مع مصالحها العامة.
وأوضح أن بلاده تعمل مع الشركات الدولية المتنافسة على العمل في أراضيها، في خلق اتفاقات بطريقة تضمن التنافسية وزيادة المنافع لغايانا.
لا تغيير للعقود
قال بهارات جاغديو، تعليقًا على خلاف إكسون موبيل وغايانا، ورفض الشركة توقيع عقود النفط الجديدة في بلاده، بسبب شروط تراها غير مقبولة: "إذا كانوا لا يريدون التوقيع، هذا جيد، فهم لا يحتاجون إلى التوقيع، لكن لن نغيّر القواعد الجديدة".
وكان رئيس إكسون موبيل في غايانا، أليستاير روتليدج، قد صرّح بأن شركته لن توقّع عقود مشاركة الإنتاج المنقّحة للمناطق الجديدة، بسبب مخاوف بشأن الإطار الزمني، والمدة المنصوص عليها لسحب المساحة المخُصصة للبحث والتنقيب عن النفط والغاز.
وأضاف: "هناك الكثير من الموافقات المطلوبة في العقود الجديدة، التي لا أعتقد أن وزارة الثروة الطبيعية ستبدأ مراجعتها".
وحصل تحالف بقيادة إكسون موبيل على عقود مختلفة في 2019، كما أن مميزات أول عقود لها في الدولة الغنية بالنفط -خاصة النفط البحري- كانت أفضل، لكن قد تكون موافقة غايانا حينها بسبب حصول الشركة على العقد بالأمر المباشر.
وطرحت غايانا 14 منطقة للبحث والتنقيب عن النفط، وأغلقت الطرح في منتصف سبتمبر/أيلول 2023، إذ شاركت 8 شركات عالمية في المنافسة، التي من المقرر إعلان الفائزين بها مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
تحكيم دولي
ضمن خلاف إكسون موبيل وغايانا، برز إشكال آخر حول مستحقات تدفعها الأولى إلى الثانية، أسفر عن تهديد الجانبين باللجوء إلى التحكيم الدولي، حسبما ذكر موقع "نيوز رووم غايانا"، يوم الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأعلنت غايانا عدم وجود نية لديها لإعادة التفاوض حول المستحقات على الشركة، هي قيمة نفقات في المدة بين 1999 إلى 2017.
وأكد نائب الرئيس، يوم الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن سلطة إيرادات غايانا قدّرت المستحقات بنحو 214 مليون دولار، ووافقت الحكومة على هذا التقييم الذي نصحت به السلطة.
وقال: "أعتقد أنه لا مجال للتسوية بهذه المسألة في ضوء مطالبات إكسون موبيل بخفض المبلغ إلى 3 ملايين دولار، وإذا أصرّت الشركة على موقفها، فقد تلجأ حكومتنا إلى التحكيم الدولي، وتدع طرفًا ثالثًا مستقلًا يحكم في المسألة".
في حين إن رئيس إكسون موبيل في غايانا أكد أن التحكيم الدولي سيكون الملاذ الأخير لحلّ هذه المشكلة.
دجاجة تبيض ذهبًا
رغم خلاف إكسون موبيل وغايانا، فإن الشركة تبدو متمسكة بالعمل في هذه الدولة، التي تُعدّ بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبًا لها، فقد حقق التحالف الذي تقوده أرباحًا تبلغ 5.8 مليار دولار أميركي في عام 2022، من إنتاج النفط في غايانا.
وخلال سبتمبر/أيلول 2023، أعلنت جارة غايانا فنزويلا اعتراضها على المناطق التي طرحتها الأولى، ووصفت الطروحات بغير القانونية، لأن بعضها مشترك، وطرحها غير جائز قبل ترسيم الحدود بين البلدين، وفق ما ذكره موقع "نيوز رووم غايانا"، في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضافت فنزويلا أن تلك الإجراءات لا تولّد أيّ نوع من الحقوق لأطراف ثالثة تشارك في مثل هذه العملية.
إلّا أن رئيس إكسون موبيل غايانا أكد أن الشركة ستواصل تعاملاتها مع حكومة غايانا فور أن تصبح الشروط مواتية.
موضوعات متعلقة..
- إكسون موبيل تسعى لمضاعفة إنتاج النفط في غايانا.. كيف؟
-
إكسون موبيل قد تخسر 350 مليون دولار شهريًا في غايانا.. هل يتوقف الإنتاج؟
اقرأ أيضًا..
- مصير اكتشافات النفط والغاز في لبنان بعد نتائج حقل قانا الصادمة.. 4 خبراء يتحدثون
-
ماذا لو أُغلقت حقول الغاز الإسرائيلية؟.. مصر والأردن وأوروبا في خطر (تحليل)
-
الغاز الروسي سلاح بوتين لتعزيز علاقات الطاقة مع دول آسيا الوسطى (مقال)