نفطتقارير النفطسلايدر الرئيسية

إكسون موبيل قد تخسر 350 مليون دولار شهريًا في غايانا.. هل يتوقف الإنتاج؟

في نزاع تأميني ضد مخاطر التسرب النفطي

محمد عبد السند

تواجه عمليات عملاقة الطاقة الأميركية إكسون موبيل في غايانا مُعضلة صعبة، نتيجة نزاع قضائي حول قضية تأمين ضد مخاطر التسرب النفطي، يهدد بإسدال الستار على أنشطة الشركة الضخمة في البلد الكائن في شمال أميركا اللاتينية.

وتخطو "جورج تاون" خُطوات واسعة في صناعة النفط بفضل الاكتشافات الضخمة في السنوات الأخيرة، مما جعلها وجهة جاذبة لكبار المستثمرين -الأفراد والمؤسسات- الساعين لتعزيز حافظاتهم العالمية.

وذكرت عملاقة الطاقة الأميركية إكسون موبيل إن النزاع الدائر حول تأمين مخاطر بشأن تسرّب نفطي في غايانا، من الممكن أن يوقف الإنتاج في منصتها البحرية هناك، ما سيخفض بدوره الإيرادات بواقع نحو 350 مليون دولار أميركي شهريًا، حسبما أوردت وكالة رويترز.

وفي مايو/أيار (2023) قضت محكمة غايانية بإدانة إكسون موبيل بتهمة خرق التزاماتها التأمينية بشأن مشروعها النفطي البحري الأول "ليزا وان"، مطالبةً إياها بسداد أموال تأمين إضافية تكفي للحماية من مخاطر التسرب النفطي الكارثية.

وسرعان ما استأنفت إكسون موبيل ضد حكم المحكمة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ولدى إكسون موبيل وشركاؤها في كونسورتيوم بحري يُنتج كل شحنات النفط في غايانا حتى اللحظة، تأمين بقيمة 600 مليون دولار، بجانب أصول في البلاد تلامس قيمتها 19 مليار دولار أميركي، وفق ما صرّح به مسؤولو إكسون موبيل لوسائل الإعلام.

ويعمل الكونسورتيوم المذكور عن كثب مع وكالة حماية البيئة في غايانا على ضمانات مالية، وتعويض أيّ حوادث تسرب نفطي، حسبما جاء على لسان المدير الإقليمي للشركة أليستير روتليدج.

فشل الاتفاق

مصفاة تابعة لـإكسون موبيل
مصفاة تابعة لـإكسون موبيل -الصورة من نيويورك تايمز

قالت إكسون موبيل، إن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق بعد، ما يُمكن أن يقود إلى وقف عجلة الإنتاج من منصة "ليزا وان" البحرية، ومن ثم يُكبّد الشركة عائدات تلامس 350 مليون دولار.

ووفقًا لأحدث التقارير الفصلية الصادرة عن "صندوق الموارد الوطنية" في غايانا، فإن البلاد ستخسر ما يتراوح بين 80 إلى 88 مليون دولار من عائدات حصّتها الإنتاجية.

وحددت المحكمة الغايانية لشركة إكسون موبيل تاريخ 10 يونيو/حزيران (2023) مهلةً أخيرة لتزويد السلطات باتفاقية مسؤولية غير محدودة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح روتليدج: "نحن نعمل عن كثب مع الشركات التابعة لنا، من أجل إنهاء تلك الأوراق، تمهيدًا لتقديمها إلى وكالة حماية البيئة في أعقاب عملية مرهقة جدًا".

ولدى منصة "ليزا وان"، التي دشّنت إنتاج النفط في غايانا في عام 2019، ترخيص بيئي يتطلب تقديم نمطين من أنماط التغطية التأمينية.

أحد النمطين من شركة تابعة تتحمل القيمة المذكورة البالغة قيمتها 600 مليون دولار حال وقوع تسرب نفطي، والثاني ضمان رئيس يلتزم بتغطية كل النفقات التي تتجاوز عتبة الـ600 مليون دولار.

يشار إلى أن المنصة البحرية التي تملكها إكسون موبيل في غايانا تضخ ما يزيد عن 155 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.

خطط طموحة

تعتزم إكسون موبيل الاستحواذ على 6 وحدات عائمة لإنتاج النفط وتخزينه وتفريغه، بسعة إنتاجية تربو على 1.2 مليون برميل نفط يوميًا، في مربع ستابروك النفطي البحري في غايانا بحلول نهاية عام 2027.

ويوضح الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حجم إنتاج النفط الخام في غايانا:

إنتاج النفط في غايانا

وهناك احتمال لرفع هذا الرقم إلى 10 ملايين برميل، بُغية تطوير إجمالي الموارد النفطية القابلة للاستخراج التي تُقدَّر بأكثر من 11 مليار برميل، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويغطي مربع ستابروك مساحة تصل إلى 6.6 مليون هكتار (26 ألف كيلومتر مربع)، وتشغّله إكسون موبيل عبر شركتها "إسو إكسبلوريشن أند بروداكشن غايانا"، بنسبة 45% من الأسهم.

وتتوزّع النسبة المتبقية من الأسهم في الموقع بين شركة هيس غايانا إكسبلوريشن (30%) وسينوك بتروليوم غايانا (25%).

صادرات قياسية

سجلت صادرات غايانا النفطية صعودًا قياسيًا في العام الماضي (2022)، بلغت نسبته 164%، بدعم من نمو الإنتاج وارتفاع الطلب على الخام الحلو الخفيف الذي تُنتجه ثالث أصغر دولة في أميركا الجنوبية.

وتأتي غايانا بعد سورينام وأوروغواي، لا سيما من قبل العملاء في بالدول الأوروبية التي تعمل مصافيها على قدم وساق لتعزيز الواردات، لتحلّ محلّ إمدادات الطاقة الروسية المتناقصة، حسبما ورد في تقرير منفصل نشرته وكالة رويترز.

وعزّز الصعود القياسي، الذي شهدته صادرات النفط في غايانا، وجود تحالف إكسون موبيل، الذي بدأ في ضخ الخام أواخر عام 2019؛ إذ وصلت عائدات البلاد النفطية إلى 1.1 مليار دولار في عام 2022، بحسب أرقام رسمية نشرتها رويترز.

يُشار إلى أن حكومة غايانا تستحوذ على حصة قيمتها 1.1 مليار دولار من الإيرادات النفطية، بصعود حادّ من مجموع الأرباح والعائدات المسجلة في عام 2021، التي لم تتجاوز قيمتها 409 ملايين دولار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق