خط أنابيب نفط شرق أفريقيا يتعرض لتأخير جديد بسبب شركة صينية (تقرير)
أوغندا لن تتمكن من بيع نفطها دونه
نوار صبح
- خط أنابيب نفط شرق أفريقيا أصبح هدفًا رئيسًا للناشطين والمسؤولين البيئيين الغربيين
- شركة توتال إنرجي واجهت احتجاجات ودعاوى قضائية متكررة من مجموعات المناخ
- القرارات المُتخذة بشأن كبح تمويل الوقود الأحفوري ستنتهي لأنها غير واقعية
- استعمال أوروبا الفحم في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا يرمز إلى نفاق دول الغرب
يشهد خط أنابيب نفط شرق أفريقيا (إيكوب)، الذي يبلغ طوله 1,445 كيلومترًا وبقدرة إنتاجية تُقدَّر بـ210 آلاف برميل يوميًا، تأخيرًا جديدًا في إعلان قراره الاستثماري النهائي، بسبب عدم تمكن شركة التأمين الصينية "سينوشور" من إقرار المشروع حتى يوليو/تموز المقبل.
ويتيح خط الأنابيب هذا، الذي يربط حقول ألبرتين غرابن الأوغندية بميناء تانغا التنزاني، لأوغندا أن تصبح دولة مصدرة للنفط بعد طول انتظار، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأصبح خط أنابيب نفط شرق أفريقيا هدفًا رئيسًا للناشطين والمسؤولين البيئيين الغربيين. وما يثير استياء أوغندا أن البنوك الغربية تجنبت الاستثمار في المشروع، ما جعل البلاد تعتمد على التمويل الصيني، حسبما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
ويشير المحللون إلى أنه دون خط الأنابيب فلن تتمكن أوغندا -التي تتوقع ضخ أول كمية نفط خام لها في عام 2025، وتصبح واحدة من أكبر منتجي النفط في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى- من بيع براميل نفطها إلى السوق.
الشركات الصينية في خط أنابيب نفط شرق أفريقيا
في مقابلة مع وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي، على هامش أسبوع الطاقة الأفريقي في كيب تاون، قالت وزيرة الطاقة وتنمية المعادن في أوغندا، روث نانكابيروا: "الشركات الصينية التي كان من المفترض أن تشارك في بناء خط أنابيب نفط شرق أفريقيا تحتاج إلى تغطية تأمينية من شركة سينوشور".
وأضافت: "لقد استغرق تحقيق ذلك وقتًا طويلًا. وقد أُبْلغتُ مؤخرًا... أن شركة سينوشور أبلغت أنها ستكون قادرة على الإعلان في العام المقبل في شهر يوليو/تموز تقريبًا، وهي مدة طويلة جدًا".
وأوضحت نانكابيروا، أنه في مواجهة هذه الانتكاسة الأخيرة للمشروع الذي طال انتظاره، ستتطلع الحكومة الأوغندية إلى توسيع نطاق إدارة الاستثمار المباشر.
وأضافت: "هناك مناطق محددة أعتقد أنه يمكننا الإعلان فيها قرار الاستثمار النهائي حتى نتمكن من البدء. سأرى كيف يمكننا ترتيب إعلانات قرار الاستثمار النهائي".
وقد بدأت عمليات الحفر في حقلي نفط كينغ فيشر وتيلينغا، اللذين تديرهما شركة الصين الوطنية للنفط البحري سينوك وتوتال إنرجي الفرنسية، على التوالي.
وفي حقل كينغ فيشر، حفرت أطقم العمل 3 من الآبار الـ31 المخطط لها، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت نانكابيروا: إن التعليق الأخير لأنشطة الحفر عقب حادث مميت في الحقل قد رُفع بعد إجراء تحقيق.
وفي الوقت نفسه، تقوم منصّتان، حاليًا، بأعمال الحفر في حقل تيلينغا، على أن تبدأ منصة ثالثة في نوفمبر/تشرين الأول.
وأشارت نانكابيروا إلى أن هذا الحقل الأكبر سيشهد حفر 426 بئرًا باستعمال 31 منصة آبار، ومن المتوقع أن يصل إجمالي الإنتاج إلى 190 ألف برميل يوميًا، وأن إنتاج حقل كينغ فيشر سيصل إلى 80 ألف برميل يوميًا من الخام.
تعثُّر مصفاة المشروع
توجد عقبة محتملة أخرى تتعلق بمصفاة المشروع، البالغة طاقتها 60 ألف برميل يوميًا، التي ستكون الأولى في أوغندا. وانتهت المفاوضات مع تحالف يضم شركة بيكر هيوز الأميركية في يونيو/حزيران بعد الفشل في تأمين مستثمر رئيس.
وقالت وزيرة الطاقة وتنمية المعادن في أوغندا، روث نانكابيروا: "إنه نتيجة لذلك، تدرس الحكومة الآن عروضًا مقدمة من 4 شركات منفصلة، إحداها شركة بيكر هيوز، وتتوقع إعلان صاحب العرض الفائز في غضون أسابيع".
وأضافت: "لقد انتهت صلاحية الاتفاقية الإطارية للمشروع 3 مرات. وجددناها مرتين. وفي المرة الثالثة، كان الوقت ينفد وفتحناها.. نحن الآن بصدد تحديد من سيوفر لنا مصفاة في أقصر وقت".
ولم تجرَ صياغة سوى التصميم الهندسي الأمامي واتفاقية توريد النفط الخام واتفاقية التأثير البيئي، حتى الآن، ما يشير إلى أن المصفاة قد تكون على بعد سنوات، حسبما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وألمحت نانكابيروا إلى "أنّ بعض المجتمعات على امتداد مسار خط أنابيب نفط شرق أفريقيا ما تزال بحاجة إلى تعويض. وفي حال عدم استكمال القناة والمصفاة لإنتاج كمية النفط الأولى، فإن أوغندا تخاطر بأن تكون مثقلة بكميات كبيرة من النفط الخام دون أي وسيلة لتصديره أو معالجته".
الانتقال العادل
انتقدت وزيرة الطاقة وتنمية المعادن في أوغندا، روث نانكابيروا، ما وصفته بالمواقف الغربية "غير الواقعية" والمنافقة تجاه تطويرات الوقود الأحفوري في أفريقيا. لقد أصبح خط أنابيب (إيكوب) مثار اهتمام الجماعات المناخية وأحد أكثر المشروعات إثارة للجدل في أفريقيا.
وقد واجهت شركة توتال إنرجي الفرنسية، التي تمتلك حصة 62% في خط أنابيب (إيكوب)، احتجاجات ودعاوى قضائية متكررة من جانب مجموعات المناخ، ما أدى إلى عرقلة التطوير.
ويجتمع الزعماء والوزراء ومؤيدو النفط والغاز الأفارقة في مؤتمر كيب تاون بجنوب أفريقيا لمناقشة طريقة تعزيز أمن الطاقة في القارة، إذ ما يزال 600 مليون أفريقي يفتقرون إلى الكهرباء.
وقالت نانكابيروا: "إن القرارات المتّخذة بشأن كبح تمويل الوقود الأحفوري ستنتهي، لأنها غير واقعية، ويجب أن يكون تحول الطاقة عادلاً وواقعيًا.. ما تزال أجزاء من بلادنا غارقة في الظلام”.
وأشارت إلى استعمال أوروبا للفحم في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا بصفته رمزًا لنفاق دول الغرب.
وتطرّقت نانكابيروا إلى فرص النفط والغاز الأخرى في أوغندا، التي تمتلك ما يُقدر بنحو 6.5 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام، منها 1.4 مليار قابلة للاستخراج.
وقالت إن شركة النفط الوطنية الأوغندية المملوكة للدولة حصلت مؤخرًا على ترخيص للتنقيب في منطقة كاسوروبان في غرب أوغندا، في حين حصلت شركة دي جي آر غلوبال الأسترالية على رخصة استكشاف. وأردفت نانكابيروا أنه يجري العمل على جولة تراخيص ثالثة، مع استكشاف 10% فقط من حوض ألبرتين غرابن.
وأضافت أن تخطيط الطرق والخطوط الانتقالية يُنفّذ بالتعاون مع جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة وتوليد الكهرباء.
عضوية أوبك
قالت وزيرة الطاقة وتنمية المعادن في أوغندا، روث نانكابيروا، إن أوغندا ستكون مهتمة بأن تصبح أول عضو في منظمة أوبك من شرق أفريقيا، مشيرة إلى أن جنوب السودان عضو في تحالف أوبك+ الأوسع.
وأضافت نانكابيروا: "التقيت الأمين العام لـ(أوبك) خلال مؤتمر أديبك، مؤخرًا، وأخبرته أنني على وشك الانضمام.. بحلول عام 2025.. سأكون منتجًا للنفط".
ومن المرجح أن يكون طلب العضوية من أوغندا موضع ترحيب، إذ أعرب الأمين العام لمنظمة أوبك، هيثم الغيص، عن اهتمامه بزيادة عضوية المجموعة، حسبما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وأضافت نانكابيروا: "أعتقد أنه قد يكون من المثير أن تكون أوغندا واحدة من الدول، التي تجلس وتحدد للعالم أجمع ما يتعلق بالأسعار".
اقرأ أيضًا..
- هل حققت المقاطعة النفطية في 1973 أهدافها؟ أنس الحجي يجيب
- ماذا لو أُغلقت حقول الغاز الإسرائيلية؟.. مصر والأردن وأوروبا في خطر (تحليل)
- سياسات الحياد الكربوني غير واقعية.. ووقف الاحتباس الحراري مستحيل (مقال)
الله يسهل عل جميع