إكسون موبيل ترفض شروط غايانا لزيادة حصة الدولة من النفط والغاز
حياة حسين
تواجه شركة إكسون موبيل الأميركية (ExxonMobil) تحديًا جديدًا في غايانا؛ جراء تعديل الدولة الصغيرة الغنية بالنفط، بنود اتفاقيات البحث والاستكشاف الجديدة، في مناطق طرحتها قبل أسابيع، بعد قرار سحب 20% من مربع ستابروك.
وزادت سخونة الجدال بين حكومة غايانا والشركة، بعد معارضة الأخيرة لبنود العقود، التي تضمن زيادة حصة الدولة في ثرواتها، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت إكسون موبيل، عملاقة النفط والغاز الأميركي، من بين الشركات المتنافسة على أكثر من 10 مربعات طرحتها غايانا في أول مناقصة تنافسية، أغلقت أبوابها في 12 سبتمبر/أيلول (2023)، حسبما ذكرت منصة "آرغوس ميديا" المتخصصة في شؤون الطاقة.
وتختلف عقود الترسية الجديدة عن تلك التي وقّعتها إكسون موبيل في (2016)، لتصب في صالح زيادة نصيب غايانا من ثروتها النفطية.
وفاز تحالف بقيادة الشركة الأميركية بمشروع نفطي بحري عملاق في غايانا خلال 2019 بالأمر المباشر؛ إذ كان العرض الوحيد المتقدم للعمل في مربع ستابروك، والذي قررت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، سحب 20% من المساحة المخصصة له، وإعادة طرحها للمستثمرين بداية 2024.
مناوشات بين الجانبين
قال رئيس شركة إكسون موبيل في غايانا أليستاير روتليدج، إن شركته لن توقّع عقود مشاركة الإنتاج المنقحة للمناطق الجديدة، بسبب مخاوف بشأن الإطار الزمني، والمدة المنصوص عليها لسحب المساحة المخُصصة للبحث والتنقيب عن النفط والغاز.
وأضاف: "هناك الكثير من الموافقات المطلوبة في العقود الجديدة، التي لا أعتقد أن وزارة الثروة الطبيعية ستبدأ مراجعتها".
بينما أكّدت غايانا أنها أجرت تعديلات صغيرة على عقود مشاركة النفط والغاز، بعيدًا عن البنود الأساسية، وذلك وفق ما جاء على لسان نائب الرئيس بهارات جاغديو.
وقال نائب الرئيس: "لن نضعف العقود لتلائم إكسون موبيل، وإذا كانت الشركة لا تريد التوقيع عليها فهذا جيد، لكن غايانا يجب أن تحصل على حصة عادلة من ثروتها".
واتسم نائب الرئيس الغاياني بهارات جاغديو، بلهجته الحاسمة في مواجهة إكسون موبيل؛ إذ أعلن، في شهر فبراير/شباط الماضي، عزم بلاده سحب 20% من مربع ستابروك النفطي العملاق من تحالف تقوده الشركة، والتي لم يجرِ تطويرها.
وأكد جاغديو -حينها- أن بلاده ستعيد طرح تلك المناطق للمستثمرين العام المقبل (2024).
احتياطي ستابروك
يبلغ احتياطي النفط والغاز في مربع ستابروك، الممتد على مساحة 6.6 مليون فدان (26.8 ألف كيلومتر مربع)، نحو 11 مليار برميل.
وأوضح نائب الرئيس الغاياني بهارات جاغديو، أنه وفق التعاقد المبرم بين دولته وتحالف إكسون موبيل، يحق لغايانا سحب المناطق المتوقع عدم تطويرها في 2023.
وعدّلت غايانا بعض شروط التعاقدات الجديدة مع المستثمرين في مشروعاتها النفطية؛ إذ رفعت نسبة الولاء إلى 10%، مقابل 2% في عقد إكسون موبيل الأميركية الذي وقّعته في 2016.
كما قلّصت نسبة استرداد الاستثمارات من 75% إلى 65%، بينما أبقت على مشاركة الأرباح مناصفة مع المستثمرين بعد استرداد الاستثمارات.
طرح 14 منطقة
طرحت غايا 14 منطقة للبحث والتنقيب عن النفط والغاز؛ منها 11 في المياه الضحلة، و3 مناطق بالمياه العميقة، وتلقّت عروضًا على 8 مناطق منها؛ أبرزها من شركات قطر للطاقة (Qatar Energy)، وبتروناس الماليزية (Petronas)، إضافة إلى توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies).
ومن المقرر انتهاء المفاوضات مع أصحاب العروض في 27 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وإعلان ترسية المشروعات في أول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفق ما أعلنته الحكومة.
وأنتجت غايانا 371 ألفًا و36 برميل نفط يوميًا في شهر أغسطس/آب الماضي، بنسبة زيادة سنوية 1.8%، وفق بيانات برنامج إدارة الثروة النفطية الحكومي.
وتتوقّع إكسون موبيل زيادة إنتاج غايانا النفطي إلى 1.2 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني من 2027، مع إضافة مشروعات جديدة في ستابروك.
يُذكر أن غايانا بدأت في الظهور بصفتها واحدة من أكثر المناطق البحرية المتميزة منذ عقود، مع احتياطيات تصل إلى 25 مليار برميل من النفط والغاز.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط في غايانا يحقق مكاسب لتحالف إكسون موبيل بـ6 مليارات دولار
-
إكسون موبيل تعزز إنتاج النفط في غايانا للمرة الثانية خلال 2022
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط تنخفض.. وتسجل مكاسب أسبوعية - (تحديث)
-
ماذا لو أُغلقت حقول الغاز الإسرائيلية؟.. مصر والأردن وأوروبا في خطر (تحليل)