خفض انبعاثات غاز الميثان قد يوفر 260 مليار دولار بحلول عام 2050 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة- رجب عز الدين
- غاز الميثان مسؤول عن 30% من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
- خفض الميثان يُجنِّب مليون وفاة مبكرة ويوفر 90 مليون طن من المحاصيل.
- صناعة النفط والغاز تستطيع خفض 75% من انبعاثات الميثان بتكاليف منخفضة.
- حجم الاستثمارات المطلوبة لخفض الميثان لا يتجاوز 76 مليار دولار.
تستحوذ انبعاثات غاز الميثان على اهتمام دولي متصاعد ضمن المبادرات المناخية لخفض غازات الاحتباس الحراري من جميع القطاعات والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وكشف تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- عن عدد من الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على خفض انبعاثات الميثان في العالم.
ورجّح التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية حجم الفوائد الاقتصادية المباشرة الناجمة عن مبادرات خفض انبعاثات الميثان بـ260 مليار دولار بحلول عام 2050.
تجنب مليون حالة وفاة مبكرة
يمكن لجهود خفض انبعاثات الميثان أن تؤدي إلى تجنب ما يقرب من مليون حالة وفاة مبكرة بسبب التعرض لغاز الأوزون المختلط بالهواء، إضافة إلى تجنب خسائر في المحاصيل تصل إلى 90 مليون طن تتعرض للتلف بسبب الأوزون وتغيرات المناخ.
إضافة إلى ذلك، يمكن لخفض انبعاثات غاز الميثان أن يوفر 85 مليار ساعة عمل مفقود بسبب الحرارة الشديدة بحلول عام 2050، بحسب تقديرات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير الوكالة.
أما من حيث ارتفاع درجات الحرارة العالمية؛ فيمكن لخفض انبعاثات هذا الغاز أن تساعد على تجنب ارتفاع الحرارة بما يصل إلى 0.1 درجة مئوية بحلول منتصف القرن؛ ما يتجاوز الأثر الناتج عن تجنب انبعاثات كل السيارات والشاحنات التي تسير على الطرق في العالم.
وتطمح جميع المبادرات المناخية في العالم للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية فوق 1.5 درجة مئوية، وسط مخاوف من تجاوز هذا الحد بحلول عام 2030، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
الميثان ثاني أخطر الغازات الضارة
تُنسب إلى غاز الميثان 30% من مسؤولية ارتفاع درجة الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية حتى الآن، وهو ثاني أكبر الغازات المتسببة في ذلك بعد ثاني أكسيد الكربون.
وتصدر نصف الانبعاثات العالمية للميثان من الأنشطة البشرية في 3 قطاعات رئيسة هي: الزراعة والنفايات والوقود الأحفوري.
ورغم سرعة تبدد الميثان في الغلاف الجوي مقارنة بغيرها؛ فإن درجة تأثيره المحتمل في ظاهرة الاحتباس الحراري أعلى بمعدل 84 مرة من ثاني أكسيد الكربون، بحسب تقديرات منتدى الطاقة الدولي.
وزادت انبعاثات غاز الميثان الصادرة عن صناعة الوقود الأحفوري بنسبة 35% خلال المدة من 2000 إلى عام 2019، ثم هدأت بين عامي 2020 و2021 بصورة كبيرة، بسبب إغلاق جائحة كورونا، لكنها ما لبثت أن عادت للارتفاع مرة أخرى وبمعدلات قياسية في عام 2022، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
زيادة الانبعاثات بحلول 2030
في ظل المسارات الحالية، يمكن لإجمالي انبعاثات غاز الميثان الناجمة عن الأنشطة البشرية أن تزيد بنسبة 13% بين عامي 2020 و2030، بحسب توقعات وكالة الطاقة التي عبّرت عن قلقها من عودة مستوياته إلى الارتفاع بصورة قياسية عام 2022.
ويحتاج سيناريو الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية فوق 1.5 درجة مئوية إلى خفض الانبعاثات بنسب تتراوح بين 30% و60% خلال هذا الإطار الزمني، نصفها مطلوب من صناعة الوقود الأحفوري.
وتروّج الوكالة إلى أن صناعة الوقود الأحفوري يمكنها خفض ثلاثة أرباع انبعاثات غاز الميثان من عمليات النفط والغاز ونصف انبعاثات الفحم باستعمال التكنولوجيا الحالية وبتكلفة منخفضة في كثير من الأحيان.
كما تعتقد الوكالة أن صناعة النفط والغاز يمكنها التخلص من 45% من انبعاثات الميثان دون تكلفة صافية على الشركات أو الحكومات، بحسب تقديرات سابقة رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
الاستثمارات المطلوبة 75 مليار دولار
تتطلب جهود نشر التدابير اللازمة للحد من انبعاثات غاز الميثان في قطاع النفط والغاز استثمارات بقيمة 75 مليار دولار حتى عام 2030، بحسب متطلبات سيناريو الحياد الكربوني لوكالة الطاقة الدولية.
وتعادل هذه الاستثمارات أقل من 2% من الدخل الذي حققته صناعة النفط والغاز خلال العام الماضي (2022) الذي شهد اشتعال أسعار النفط والغاز أضعافًا مضاعفة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- صافي أرباح شركات النفط الكبرى في عام 2022:
لهذا السبب تعتقد الوكالة أن فرصة الحد من انبعاثات غاز الميثان الصادرة عن قطاع الطاقة، هي أفضل الفرص المتاحة والأقل تكلفة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في الأمد القريب، بحسب المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول.
وتحث الوكالة الدولية صناعة الوقود الأحفوري على ضخ الاستثمارات في الصيانة وتقنيات التشغيل التي تمنع غاز الميثان من التسرب إلى الغلاف الجوي في أثناء عمليات الإنتاج أو الحرق وخلافه.
وتمثل الاستثمارات المطلوبة من الصناعة جزءًا هيّنًا يسهل بذله تجنبًا لتكاليف التقاعس المنعكسة على إنتاجية المحاصيل وصحة الإنسان والاقتصاد بصورة عامة، بحسب المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن.
كما تأمل في استحواذ هذه القضية على اهتمام أكبر بين قادة دول العالم المشاركين في قمة المناخ المقبلة "كوب 28" بدولة الإمارات العربية المتحدة والمقرر عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
موضوعات متعلقة..
- معضلة قياس انبعاثات غاز الميثان قد تُحَل عبر أقمار صناعية متخصصة قريبًا (تقرير)
- اتهام أرامكو السعودية وسوناطراك الجزائرية بزيادة انبعاثات الميثان.. من يموّل التلاعب بالحقائق؟
- غاز الميثان من المخلفات.. كيف حوّله الفرنسيون إلى وقود حيادي الكربون؟
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: الغاز الإسرائيلي في ورطة.. وهذا موقف مصر
- السعودية بقائمة أكبر مستوردي الوقود الأحفوري الروسي في أكتوبر
- مصادر: انقطاع الكهرباء في مصر قد يتفاقم.. وسيناريو غير متوقع