توربينات غاز تعمل بالهيدروجين 100%.. هل تُحدث طفرة في الصناعة؟
دينا قدري
تستعد توربينات غاز تعمل بالهيدروجين بنسبة 100%، لاقتحام الأسواق بما يُسهم في إزالة الكربون من المواقع الصناعية، وتحقيق الأهداف المناخية لمختلف الدول.
فقد نجح تحالف "هايفلكس باور" (Hyflexpower) الأوروبي في اختبار أول توربين غاز يعمل بالهيدروجين بالكامل في موقع مصنع للورق بالقرب من مدينة ليموج الفرنسية، بحسب ما أعلنه التحالف يوم الأربعاء (11 أكتوبر/تشرين الأول 2023).
ويوضح هذا الابتكار -وفقًا لمروجيه- أنه "يمكن استعمال الهيدروجين بوصفه وسيلة مرنة لتخزين الكهرباء"، على غرار البطاريات، ما يفتح آفاقًا لإزالة الكربون من مواقع صناعية ذات انبعاثات مرتفعة لثاني أكسيد الكربون، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
تحالف "هايفلكس باور" يضم شركات إنجي (Engie) الفرنسية، وسيمنس إنرجي (Siemens Energy) الألمانية، وسنتراكس (Centrax) البريطانية والجامعات الأوروبية.
حقن الهيدروجين في توربينات غاز
قال نائب المدير العام لشركة إنجي، فرانك لاكروا: "لقد نجحنا للتو في تحقيق أول إنجاز عالمي يتمثل في حقن الهيدروجين بنسبة 100% في توربين غاز لإنتاج الكهرباء".
وتابع لاكروا: "نحن الآن قادرون على استعمال الإنتاج الزائد من الكهرباء المتجددة (في شكل هيدروجين)، وتخزينها في موقع، واستعادتها في شكل كهرباء في الموقع الصناعي"، وفق ما نقلته صحيفة "لا برس" (La Presse) الناطقة باللغة الفرنسية.
وأُنتج الهيدروجين المستعمل بوساطة جهاز للتحليل الكهربائي الموجود في موقع شركة تصنيع عبوات الورق "سمورفيت كابا"، ثم تخزينه في خزان قبل تشغيل التوربين.
وأُجريت التجربة باستعمال نموذج توربين غاز " إس جي تي-400" من شركة سيمنس إنرجي، وجرى تكييف نظام الاحتراق الخاص به لاستعمال الهيدروجين، كما لو اُستبدل المكربن (جهاز لمزج الهواء مع الوقود قبل ضخ المزيج لمحرك الاحتراق الداخلي) في محرك سيارة حراري.
وقال مدير مشروع "هايفلكس باور" في شركة "إنجي سوليوشنز"، غايل كارايون: "إن الميزة طويلة المدى هي القدرة على تحويل مجمعات التوربينات الحالية مع تعديلات بسيطة".
تحديات وطموحات
على عكس الغاز المستعمل عادةً، فإن الهيدروجين يشتعل "على نحوٍ أسرع" ويكون لهبه "أكثر سخونة"، كما أن التحكم في السلامة أكثر صعوبة.
ولذلك، كان لا بد من مواجهة التحديات من حيث مقاومة المواد وتغليف غرفة الاحتراق، فضلًا عن ضرورة إيجاد "إعدادات خاصة" للتحكم في الاحتراق، وفقًا لـ"لاكروا".
العملاء المستهدفون الأوائل هم مصانع الأسمنت، وصناعة الصلب ومصافي التكرير، وبوجه عام، "الصناعيون الذين تكون عملية إزالة الكربون لديهم معقدة"، وفقًا لشركة إنجي الفرنسية.
وأضاف لاكروا: "لن تكون خطوة الغد هي إنتاج الكهرباء فحسب، وإنما الحرارة أيضًا"؛ وفي وقت لاحق، يُمكن أن يتعلق الأمر بالنقل الثقيل، والطيران، والبحرية، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أول سفينة تعمل بوقود الهيدروجين في الصين
في سياقٍ آخر، شهدت الصين طفرة في تطبيق تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين في سفن الممرات المائية الداخلية، مع الرحلة الأولى لأول سفينة تعمل بوقود الهيدروجين في البلاد.
وأبحر قارب الهيدروجين "ثري غورجيز رقم 1" في رحلته الأولى في مدينة ييتشانغ بمقاطعة هوبي بوسط الصين في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد نحو 7 أشهر من إطلاقه، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
وتتمتع السفينة بمدى أقصى للرحلات يبلغ 200 كيلومتر، وهي مدعومة بخلية وقود الهيدروجين بقدرة 500 كيلوواط، جنبًا إلى جنب مع نظام بطارية ليثيوم بقدرة 1800 كيلوواط/ساعة.
ويُعد القارب الداخلي أول قارب يعمل بالهيدروجين تفحصه وتصنفه جمعية التصنيف الصينية.
وقد بُنيت السفينة من قبل شركة جيانغلونغ (Jianglong) لبناء السفن، لصالح شركة يانغستي باور (Yangtze Power)، وستُستعمل للنقل والدوريات والاستجابة إلى حالات الطوارئ في منطقة خزان الخوانق الثلاثة وبين سد الخوانق الثلاثة وسد جيزوبا.
ومن أجل دعم الاستعمال الواسع النطاق لطاقة الهيدروجين في مياه الخوانق الثلاثة، استثمرت شركة ثري غورجيز (Three Gorges) الصينية بكثافة في بناء محطات الهيدروجين على الشاطئ لضمان نقل الهيدروجين إلى السفن.
موضوعات متعلقة..
- توربينات غاز تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.. البداية من أميركا
- الإمارات تستقبل 3 توربينات غاز عملاقة.. هل هي صفقة جزائرية؟
- مصادر تكشف لـ"الطاقة": أين ذهبت أول صفقة توربينات غاز جزائرية؟
اقرأ أيضًا..
- أوبك تحافظ على توقعات الطلب على النفط دون تغيير في 2023 و2024
- أنس الحجي: الغاز الإسرائيلي في ورطة.. وهذا موقف مصر
- وكالة الطاقة الدولية: مستعدون للتدخل حال تأثر إمدادات النفط بحرب غزة
- الطاقة المتجددة والنووية قد توفر ثلثي إمدادات الكهرباء العالمية بحلول 2050 (تقرير)