سجلت واردات الصين من النفط وفورات بنحو 10 مليارات دولار أميركي، مستفيدة من عمليات الشراء القياسية من الدول الخاضعة لعقوبات غربية.
فقد شحنت الصين رقمًا قياسيًا بلغ 2.765 مليون برميل يوميًا من النفط الخام بحرًا من إيران وروسيا وفنزويلا في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2023، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبالتالي، أصبحت إحدى النتائج غير المقصودة للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى على روسيا وإيران وفنزويلا، هي خفض تكاليف واردات النفط لمصافي التكرير في الصين، التي كثيرًا ما تنتقد مثل هذه العقوبات "أحادية الجانب".
كما تُعد المشتريات الصينية بمثابة شريان حياة للإيرادات لموسكو وطهران وكراكاس، التي تعاني اقتصاداتها من قيود العقوبات الغربية وتراجع الاستثمار.
واردات الصين من النفط.. روسيا في المقدمة
وجد تحليل أن الدول الـ3 استحوذت على ربع واردات الصين من النفط بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2023، ارتفاعًا من نحو 21% في 2022 وضعف الحصة البالغة 12% في 2020، ما أدى إلى إزاحة البدائل من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا وأميركا الجنوبية، بحسب وكالة رويترز.
وقال رئيس أبحاث الطلب في وكالة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" كانغ وو، إنه في حين أن المدخرات تمثل جزءًا صغيرًا من فاتورة واردات النفط في الصين، إلا أنها مهمة لمصافي التكرير المستقلة التي تُعد بمثابة "مشترين انتهازيين يبحثون بنشاط عن الصفقات".
وفي المدّة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2023، بلغت واردات الصين من النفط الروسي المنقول بحرًا نحو 1.3 مليون برميل يوميًا، استنادًا إلى متوسط البيانات المقدمة من شركتي تعقب الناقلات فورتكسا وكبلر.
واستوردت الصين أيضًا نحو 800 ألف برميل يوميًا من خام إسبو عبر خطوط الأنابيب، وفقًا لمصادر تجارية صينية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الصين من النفط الروسي في عامي 2022 و2023:
وتتكون الواردات المنقولة بحرًا بشكل أساسي من خام إسبو، وتُشحن من ميناء كوزمينو الروسي على المحيط الهادئ، بالإضافة إلى شحنات الأورال من بحر البلطيق.
وارتفع إجمالي الشحنات الروسية -في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2023- بأكثر من 400 ألف برميل يوميًا عن العام السابق (2022)، بقيادة الأورال، وفقًا لـ فورتكسا، إذ أدت العقوبات الناجمة عن غزو موسكو لأوكرانيا إلى تحويل هائل لتدفقات النفط الروسي من أوروبا إلى الهند والصين.
ووفرت الصين في العام الجاري (2023) نحو 4.34 مليار دولار عن طريق استيراد النفط الروسي، استنادًا إلى مقارنة أجرتها رويترز لفروق الأسعار الشهرية بين خام إسبو وخام توبي من البرازيل، وخام الأورال مقابل خام عمان.
واردات الصين من النفط الإيراني والفنزويلي
أظهرت الحسابات أنه بالنسبة لواردات الصين من النفط الفنزويلي، ومعظمها من خام ميري الثقيل، وفرت بكين ما متوسطه 10 دولارات للبرميل مقابل خام كاستيا الكولومبي المماثل.
ومع وصول تدفقات النفط الفنزويلي في المدّة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول، إلى نحو 430 ألف برميل يوميًا، وفقًا لمتوسط بيانات فورتكسا وكبلر، بلغت وفورات الصين من شراء النفط الفنزويلي 1.17 مليار دولار.
ووفرت الصين ما يقرب من 15 دولارًا للبرميل من خلال شراء النفط الإيراني مقابل خام عمان، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وارتفعت وفورات البلاد ما يقرب من 4.2 مليار دولار من خلال استيراد كمية قياسية بلغت مليون برميل يوميًا خلال المدّة نفسها من إيران، أي ما يزيد بنسبة 60% عن الذروة فيما قبل العقوبات التي سجلتها الجمارك الصينية في عام 2017 عند 623 ألف برميل يوميًا.
وقد رفعت طهران الإنتاج إلى مستويات قريبة من الحد الأقصى وعرضت تخفيضات حادة تصل إلى 17 دولارًا للبرميل مقابل خام برنت.
واردات الصين من النفط في النصف الأول 2023
في سياقٍ متصل، سجلت واردات الصين من النفط أحجامًا قياسية خلال النصف الأول من عام 2023، بسبب توسعات مصافي التكرير في البلاد ومبادرات إعادة فتح الاقتصاد، بعد أن خففت الحكومة القيود المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا.
واستوردت الصين ما متوسطه 11.4 مليون برميل من النفط الخام يوميًا في النصف الأول من عام 2023، بزيادة قدرها 12% عن المتوسط السنوي لعام 2022 البالغ 10.2 مليون برميل يوميًا، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة، نقلًا عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وفي النصف الأول من عام 2023، زادت واردات الصين من النفط من 8 من أكبر 10 دول استوردت منها النفط الخام في عام 2022، وفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز مصدري النفط إلى الصين خلال النصف الأول من عامي 2022 و2023:
وحصلت الصين على الكثير من النفط الخام الإضافي الذي استوردته في النصف الأول من عام 2023، من روسيا وإيران والبرازيل والولايات المتحدة.
ومقارنةً بمتوسطات عام 2022، زادت واردات الصين من النفط الروسي بمقدار 400 ألف برميل يوميًا (بنسبة 23%)، ومن المملكة العربية السعودية 130 ألف برميل يوميًا (بنسبة 7%)، ومن البرازيل 250 ألف برميل يوميًا (بنسبة 49%).
وتضاعفت واردات الصين من النفط الأميركي في النصف الأول من عام 2023 بأكثر من الضعف مقارنة بعام 2022.
وأشارت البيانات الجمركية أيضًا إلى أن الواردات من ماليزيا زادت بمقدار 330 ألف برميل يوميًا (بنسبة 46%)، لتسجل مليون برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2023.
موضوعات متعلقة..
- واردات الصين من النفط لشهر يوليو تتراجع إلى أدنى مستوياتها في 2023
- واردات الصين من النفط الأميركي تلامس ثاني أعلى مستوياتها في يونيو
- واردات الصين من النفط السعودي في ظل تخفيضات أوبك+ الطوعية.. هل تتأثر؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقة استحواذ نفطية في 2023 تحسمها إكسون موبيل
- قطر للطاقة توقع أكبر صفقة غاز مسال أوروبية
- لأول مرة.. الطاقة النووية في أميركا تشهد إعادة مفاعل متوقف إلى الخدمة
- توقف محطة الكهرباء في غزة بعد نفاد الوقود (تحديث)