المقالاترئيسيةغازمقالات الغاز

محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال.. ضمانة أمن الطاقة لليونان وأوروبا (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • المساهمون في المشروع ناقشوا إستراتيجيات لتسهيل بناء محطة الغاز المسال العائمة وتسريع العملية
  • • المشروع يعزز أمن الطاقة الإقليمي من خلال توفير مجموعة متنوعة من المصادر وطرق الإمداد
  • • المحطة تسهم في مزيج طاقة أنظف وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
  • • المحطة توفر لأسواق اليونان وجنوب شرق أوروبا مصدرًا جديدًا لإمدادات الغاز الطبيعي

وافقت المفوضية الأوروبية مؤخرًا على تقديم دعم مالي بقيمة 106 ملايين يورو (111.59 مليون دولار) لاستكمال محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال في اليونان، بموجب لوائح مساعدات الدولة في الاتحاد الأوروبي.

وتعزز هذه المنحة الدعم العام المُعلَن لليونان في يونيو/حزيران 2021، نظرًا لأن شركة غازتريد اليونانية، المروّج والمشغّل للمشروع، ستتلقى هذه المساعدة المالية الحيوية لضمان استكمال المحطة بحلول نهاية عام 2023.

ومن المقرر أن تزوّد محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال نظام التوزيع في اليونان بنحو 5.5 مليار متر مكعب من الوقود سنويًا، بما يتماشى مع الأهداف الإستراتيجية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي و تنويع مصادر الطاقة، جرّاء انقطاع إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.

محطة ألكسندروبوليس وتعزيز أمن الطاقة لليونان

تقع محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال على بعد 17.6 كم جنوب غرب مدينة ألكسندروبوليس في بحر إيجة، وهي عبارة عن منشأة عائمة للغاز المسال قيد الإنشاء من جانب شركة غازتريد اليونانية.

وتتميز المحطة بوحدة تخزين وإعادة تغويز عائمة قادرة على نقل وتخزين وإعادة تغويز، بالإضافة إلى بنية تحتية لنقل الغاز تحت سطح البحر وعلى الشاطئ، ومن المرتقب تشغيل المحطة في نهاية عام 2023.

وعلى الرغم من اكتمال أعمال مدّ الأنابيب للمحطة في أغسطس/آب 2023، فقد ظهرت مخاوف بشأن التأخيرات المحتملة، لذلك، ناقش المساهمون في المشروع إستراتيجيات لتيسير بناء وحدة محطة الغاز المسال العائمة وتسريع العملية، بهدف التشغيل الفوري للمحطة.

محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال
محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال في اليونان - الصورة من موقع "سي تاو"

تسهم محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال بشكل كبير بتعزيز أمن الطاقة في اليونان، من خلال توفير مصدر جديد للغاز الطبيعي، وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي.

ومن المتوقع أن تزوّد محطة ألكسندروبوليس نظام التوزيع في اليونان، وكذلك بلغاريا وصربيا ومقدونيا الشمالية، بنحو 5.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا. ويعزز مشروع المحطة أمن الطاقة الإقليمي من خلال توفير مجموعة متنوعة من المصادر وطرق الإمداد، ما يدعم نمو أسواق الغاز الإقليمية.

ويُعدّ ميناء الغاز المسال هذا طريق إمداد مهمًا للأسواق اليونانية وأسواق جنوب شرق أوروبا، ما يلبي الطلب المتزايد على الغاز في المنطقة، وهو يتماشى مع الهدف الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي لتنويع إمدادات الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي.

بالإضافة إلى ذلك، تسهم المحطة، من خلال تفضيل استعمال الغاز على الفحم، في مزيج طاقة أنظف وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وإلى جانب دورها بأمن الطاقة في اليونان، فإن محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال تستعد لتعزيز تطوير البنية التحتية المحلية وخطوط الربط.

تأثيرات المحطة بصناعة الطاقة في جنوب شرق أوروبا:

  • تقليل الاعتماد على الغاز الروسي: توفر المحطة لأسواق اليونان وجنوب شرق أوروبا مصدرًا جديدًا لإمدادات الغاز الطبيعي، ما يقلل من اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي، ويعزز تنويع إمدادات الطاقة وأمنها.
  • الوصول إلى مجموعة متنوعة من مصادر الغاز: تتيح المحطة الوصول إلى الغاز من المورّدين الجدد، بما في ذلك الموجودون في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، ما يؤدي إلى تعزيز الأمن واحتمال خفض الأسعار.
  • الإسهام في الطاقة النظيفة: من خلال تفضيل الغاز على الفحم، تساعد المحطة على التحول إلى مزيج طاقة أنظف، وتقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتُعدّ المحطة مناسبة للاستعمال المحتمل للهيدروجين، ما يسهم بشكل أكبر في توفير الطاقة الخضراء.
  • تطوير البنية التحتية: يتضمن المشروع إنشاء وحدة تخزين وإعادة تحويل عائمة والبنية التحتية ذات الصلة، ما يعزز البنية التحتية وقنوات الربط الإقليمية.
  • التوافق مع الأهداف الإستراتيجية للاتحاد الأوروبي: تدعم محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال تحقيق الهدف الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي المتمثل في تنويع إمدادات الطاقة وإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي.

وصُنِّف المشروع أحد المشروعات الأوروبية ذات الاهتمام المشترك في صناعة الطاقة.

التحديات والاعتبارات:

  • التأخيرات المحتملة: ظهرت مخاوف بشأن التأخير المحتمل في تنفيذ المشروع، ولذلك، يستكشف المساهمون في المشروع عن كثب طرقًا لتحسين البناء وتسريع جاهزية المحطة.
  • الهيكل التنظيمي: قدّم ميناء الغاز المسال في مدينة ألكسندروبوليس شكلًا جديدًا من البنية التحتية لليونان، ما استلزم إنشاء إطار قانوني وإداري.
  • احتياجات الاستثمار: يُعدّ المشروع كبيرًا، وقد يتطلب تمويلًا إضافيًا لاستكماله.

طلب السوق:

يعتمد نجاح المشروع على طلب المنطقة من الغاز الطبيعي، ويهدف إلى تزويد اليونان وبلغاريا وصربيا ومقدونيا الشمالية بنحو 5.5 مليار متر مكعب من الغاز المسال سنويًا.

وتمثّل موافقة المفوضية الأوروبية على تمويل بقيمة 106 ملايين يورو (111.59 مليون دولار) دليلًا قويًا على التزامها الراسخ بنجاح مشروع محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال، والمزايا واسعة النطاق التي تعد بتحقيقها.

محطة تخزين وإعادة تغويز عائمة تابعة لشركة غازتريد اليونانية
محطة تخزين وإعادة تغويز عائمة تابعة لشركة غازتريد اليونانية – الصورة من موقع الشركة

ويتماشى هذا الدعم المالي مع الأهداف الشاملة لسياسات الطاقة الأوروبية، التي تركّز على تعزيز أمن الطاقة، وتوسيع نطاق مصادرها، وتخفيف البصمة الكربونية في أنحاء القارة.

من ناحية ثانية، تؤدي محطة ألكسندروبوليس للغاز المسال، في جوهرها، دورًا مهمًا بصفتها شريانًا حيويًا يمكنه نقل الغاز الطبيعي بسلاسة إلى مجموعة من دول جنوب شرق أوروبا.

ويؤدي هذا دورًا أساسيًا في تقليل اعتماد المنطقة على مصدر واحد للطاقة، ومن ثم تمهيد الطريق لانتقال أكثر سلاسة إلى حلول طاقة أنظف وأكثر استدامة.

وعلى الرغم من أنّ تقدُّم المشروع قد يكون مليئًا بالتحديات المحتملة، بدءًا من تأخير المشروع والمشهد التنظيمي المعقّد إلى تأمين التمويل اللازم وتلبية متطلبات السوق المتطورة، فإن النجاح في إنشاء وتشغيل محطة الغاز المسال يتطلب تآزرًا مستمرًا بين أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص.

وتُعدّ هذه الروح التعاونية سببًا جوهريًا للتغلب على جميع العقبات، وتدعم الأداء الناجح للمحطة.

أهمية تمويل المفوضية الأوروبية

تتجاوز المساهمة الكبيرة التي قدّمتها المفوضية الأوروبية، وبلغت 106 ملايين يورو (111.59 مليون دولار) مجرد الدعم المالي لمحطة ألكسندروبوليس للغاز المسال؛ لأنها تمثّل قفزة نوعية في تعزيز أمن الطاقة، وتنويع مصادر الطاقة في المنطقة.

ويؤكد ضخ التمويل هذا الأهمية الإستراتيجية للمحطة بصفتها ركيزة أساسية بتعزيز البنية التحتية للطاقة في أوروبا، وفي الوقت نفسه الحدّ من اعتمادها المفرط على عدد قليل مختار من مورّدي الطاقة.

بصفتها مركزًا محوريًا لنقل الغاز المسال إلى مجموعة من الدول، بما في ذلك اليونان وبلغاريا وصربيا ومقدونيا الشمالية، تدعم المحطة هذه الدول في سعيها الدؤوب لتحقيق أهداف تحوُّل الطاقة.

وإلى جانب دورها المحوري في أمن الطاقة، تسهم المحطة في تمكين النمو الاقتصادي، وتؤكد أهميتها في السياق الأوسع لمشهد الطاقة في أوروبا.

* الدكتور أومود شوكري، الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الزميل الزائر الأول في جامعة جورج ميسون الأميركية، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

* هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق