أسبوع المناخ.. وزراء ومسؤولون يدافعون عن النفط والغاز (صور)
أحمد بدر
انطلق أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023، مقدمًا كثير من الآمال في أن تؤدي المنطقة دورًا محوريًا بقيادة العالم باتجاه تحقيق الحياد الكربوني، وفي الوقت نفسه، مقدمًا الدعم لدور النفط والغاز في مستقبل الطاقة، وعدم التحول عن نظام الطاقة الحالي قبل إيجاد بديل حقيقي.
وفي هذا الإطار، افتتح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، اليوم الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول (2023) فعاليات الأسبوع المناخي، إذ أشاد بجهود شباب وبنات المملكة العربية السعودية وطموحهم تجاه مواجهة آثار تغير المناخ، وفق تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعقد مناقشات أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في الرياض خلال المدة من 8 إلى 12 أكتوبر/تشرين الأول، وتستضيفها الحكومة السعودية، وذلك بالتعاون مع قيادة قمة المناخ كوب 28 في دبي، وفق بيان نشرته وزارة الطاقة السعودية.
وخلال افتتاح الفعاليات، ألقى عدد من الوزراء والسفراء والمسؤولين كلمات، أبدوا فيها تطلّع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى قيادة جهود تحول الطاقة ومواجهة تغير المناخ، وذلك من خلال البناء على نتائج قمة المناخ كوب 27، وتقديم حلول قوية قابلة للتنفيذ خلال قمة المناخ كوب 28.
يشار إلى أن أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعمل على استكشاف التقدم في العمل المناخي والسبل الشاملة، بما في ذلك نهج الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يعزز استعمال جميع التقنيات المتاحة وأشكال الطاقة، بجانب فرص التخفيف التي من شأنها أن تسهم في تحقيق الأهداف المناخية.
أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023
رحّب وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بالمشاركين في أسبوع المناخ، في الرياض، مؤكدًا أن بلاده تسعد باستضافة النسخة الثانية منه، بما يعكس التزامها الراسخ بالعمل المشترك لبحث جميع الحلول التي تُعين على مواجهة التحديات المناخية الحالية.
وأوضح الوزير أن الأسبوع سيتناول موضوعات تسريع العمل المناخي، والمناهج الشاملة للتعامل مع تغيُّر المناخ، بما في ذلك نهج الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يشجع على توظيف التقنيات المتاحة، واستعمال أشكال الطاقة المختلفة، ويدعم استغلال كل الفرص التي تقلل الانبعاثات الكربونية، بما يحقق الأهداف المناخية.
ولفت الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى اهتمام بلاده بدراسة التكنولوجيا للمفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، إذ تتطلع إلى تنويع مصادر الطاقة لديها، وتوليد طاقة أنظف للاستعمال المحلي والتصدير، إذ يرى أن السعودية "وافد متأخر" على الطاقة النووية.
وأوضح أن المملكة تستهدف دراسة جميع أنواع وتطبيقات التوليد الذري، إذ تبني حاليًا مفاعلًا تجريبيًا، وتسعى للحصول على مساعدة أميركية، في الوقت الذي تتطلع فيه إلى تطوير برنامج نووي، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "هناك سبب يدعونا إلى الاستمرار في استعمال النفط والغاز، وعلى الرغم من أن حصة النفط والغاز قد تتضاءل، فإنها ستظل جزءًا من نظام طاقة شامل قد يؤدي إلى تضاعف الطلب بحلول منتصف القرن الحالي".
من جانبه، قال سفير فرنسا لدى السعودية لودوفيك بوي، في تغريدة بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إن انطلاق أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قبل أسابيع من قمة المناخ كوب 28، يجعل تحديات تغيّر المناخ في المنطقة واضحة أمام الجميع، ويجب التحرك الآن من أجل المناخ.
انطلاق مؤتمر أسبوع المناخ بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في #الرياض، مع صاحب السموّ الملكيّ الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، ومعالي الأستاذ سلطان الجابر، رئيس @COP28_UAE. قبل أسابيع من #COP28 في دبي، أصبحت تحديات تغيّر المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واضحة… pic.twitter.com/ZfBJSV5we8
— Ludovic Pouille (@ludovic_pouille) October 8, 2023
تطوير خطط العمل المناخي
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن هناك أهمية كبيرة لعقد هذا المؤتمر المناخي في إقليم الشرق الأوسط ودوله، إذ إن المخرجات التي سينتجها تحمل الكثير من المبادئ التشاركية والتعاونية، المتعلقة بمبادئ المناخ، وتقاسم المسؤوليات، والتواؤم مع الظروف المناخية.
وأوضح الوزير المصري، خلال مشاركته في أسبوع المناخ، أن هذه الفعالية تسلّط الضوء على العناصر الأساسية المتعلقة بتغير المناخ، بجانب تطوير خطط العمل، وأهمية توحيد الجهود المشتركة، ليكون الجميع جزءًا من الحلول وبناء القدرات.
في الوقت نفسه، توقّع وزير النفط العراقي حيان عبدالغني أن يرتفع الطلب على النفط إلى نحو مليوني برميل يوميًا خلال العام المقبل 2024، وذلك في ظل استمرار احتياج العالم كلّه إلى الوقود الأحفوري، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الوزير، خلال مشاركته في أسبوع المناخ في الرياض، إن النفط والغاز، جنبًا إلى جنب مع مصادر الطاقة النظيفة، يحتاجان على السواء إلى استثمارات ضخمة، لافتًا إلى أن بغداد حوّلت تركيزها إلى الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء.
من جانبه، قال الأمين التنفيذي لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخ سايمون ستيل، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقف حاليًا عند مفترق طرق، إذ إنها لا تواجه الآثار المدمرة لتغير المناخ فحسب، بل تواجه معها تحويل اقتصاداتها، لضمان الرخاء في عالم يتماشى مع 1.5 درجة مئوية زيادة في ارتفاع الحرارة.
Phasing out and transitioning away from fossil fuels is a very tough challenge in a world that has built its industry and infrastructure on exactly that.
No-one knows this better than the MENA region. We have no choice. It has to be done. And fast.
@ Opening of #MENAClimateWeek pic.twitter.com/HOW1wA2UB9
— Simon Stiell (@simonstiell) October 8, 2023
وأكد سايمون ستيل أن التخلص التدريجي والابتعاد عن الوقود الأحفوري يعدّ تحديًا صعبًا للغاية، في عالم بنى صناعته وبنيته التحتية على هذا النحو بالضبط، مضيفًا: "لا أحد يعرف هذا أفضل من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وأوضح أن أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوفّر منصة لتسليط الضوء على الحلول والابتكارات الإقليمية، بما يمهد الطريق أمام تعزيز التعاون بين الدول والقطاعات والتخصصات، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
الشرق الأوسط قادر على القيادة
قال رئيس قمة المناخ كوب 28، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، إن منطقة الشرق الأوسط بإمكانها تحقيق نتائج مناخية إيجابية.
وأكد الجابر، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، اليوم الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، خلال مشاركته في أسبوع المناخ الثاني بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرياض، أن بلاده لديها تصميم وثقة وقدرة على قيادة العالم بخطة مناخية واضحة خلال قمة المناخ المقبلة في الإمارات.
ودعا رئيس قمة المناخ كوب 28 دول المنطقة إلى العمل بقوة على توسيع إرثها في القيادة المناخية، لدفع عجلة التقدم الشامل قبل انعقاد القمة التي تستضيفها دولة الإمارات في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2023)، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
وأبدى وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، خلال أسبوع المناخ، ثقته في قدرة المنطقة ومرونتها الكبيرتين، بمواجهة تغير المناخ، بما يقود إلى الضوء في نهاية النفق، موضحًا أن تغير المناخ لا علاقة له بالانقسامات السياسية والصراعات، إذ على الجميع مواجهته معًا.
وطالب رئيس قمة المناخ كوب 28 الدكتور سلطان الجابر بضرورة بناء نظام جديد للطاقة المستدامة في المستقبل، مبديًا في الوقت نفسه سعادته بأن 85% من اقتصادات العالم تستعد لتغيير قواعد اللعبة، في ظل وجود رغبة لأن تكون هناك سياسات ذكية بشأن تحول الطاقة.
في الوقت نفسه، دعا الجابر إلى ضرورة تقديم الدعم لصندوق الخسائر والأضرار، ورفع مستوى الطموح بشأن المناخ والوصول إلى الحياد الكربوني، مؤكدًا أن التكيف يجب أن يكون في مقدمة خطة المناخ، وعلى الجهات المانحة مضاعفة تمويل التكيف وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر.
بدوره، قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، إن العالم كله يواجه تحديات وصعوبات مناخية، بينما هناك أهمية وجوهرية للطاقة في حياة الناس، مضيفًا: "لا يمكننا وقف نظام الطاقة الذي نتعامل معه حاليًا، المتمثل في النفط والغاز، قبل بناء نظام جديد للمستقبل، وقبل أن تكون لدينا طاقة مستدامة".
وفي السياق نفسه، أوضح الوزير سهيل المزروعي، خلال اجتماع مع وزير الطاقة السعودي ووزير النفط العراقي، أن الاستثمار في النفط والغاز، إلى جانب الإمدادات الأخرى، يُظهر أن دول الشرق الأوسط جادّة في كونها مورّدة مسؤولة للطاقة إلى الأسواق العالمية.
وأضاف المزروعي خلال الاجتماع الثلاثي: "نحن الـ3 هنا بصفتنا منتجين رؤساء للهيدروكربونات (النفط والغاز)، ونتحمل أيضًا مسؤولية تجاه العالم لتزويد عملية تحول الطاقة بموارد هيدروكربونية كافية، للتأكد من أننا ننتقل بأسعار مسؤولة".
موضوعات متعلقة..
- أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. هكذا يمهد القادة لـ"كوب27"
- تحديات الطاقة المتجددة في أفريقيا تتصدر فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة (صور)
- رئيس كوب 28 يدعو إلى تغيير جذري في آليات العمل المناخي
- كوب 28 تحتضن منتدى حول المناخ والطبيعة لقادة الشركات والأعمال الخيرية
اقرأ أيضًا..
- طريق بديل لقناة السويس.. قصة مخطط روسي تدعمه الهند (خريطة)
- صادرات المنتجات النفطية الكويتية تسجل مستوى قياسيًا مع تعزيز قدرات التكرير
- رحلة مزيج الطاقة في مصر منذ الثمانينيات حتى 2022 (رسم بياني)
- أول قطار هيدروجين في الشرق الأوسط ينطلق من السعودية