طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

غالبية الأميركيين لا يعارضون العيش بالقرب من مشروعات الطاقة المتجددة (مسح)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تؤيد غالبية الأميركيين مشروعات الطاقة المتجددة
  • تنفّذ أميركا مشروعات الطاقة المتجددة في إطار جهود تحول الطاقة
  • تمضي أميركا في المسار الذي يقودها إلى إزالة الكربون بنسبة تتراوح بين 35% و43% بحلول 2030
  • دلّ المسح على أن 79% من سكان المناطق الحضرية يشعرون بالراحة من بناء مشروعات الطاقة المتجددة في مجتمعاتهم
  • قانون خفض التضخم من الممكن أن يخفض الانبعاثات الكربونية بدرجة كبيرة

تحظى مشروعات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة الأميركية بدعم السواد الأعظم من السكان المحليين الذين يشاركون حكومة بلادهم في مستهدفاتها الطموحة ذات الصلة بالتحول الأخضر، عبر استبدال الكهرباء النظيفة بنظيرتها المولدة بالوقود الأحفوري في كل قطاعات الاقتصاد.

وتمضي أميركا في المسار الذي يقودها إلى إزالة الكربون بنسبة تتراوح بين 35% و43% بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، قياسًا بمستويات عام 2005، بفضل قانون خفض التضخم، وفق بيانات وكالة حماية البيئة الأميركية، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا السياق، خلصت نتائج دراسة مسحية حديثة إلى أن أغلبية كبيرة من الأميركيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لا تمانع العيش بالقرب من محطات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح، وفق ما نشرته صحيفة واشنطن بوست.

الغالبية تدعم

أظهرت الدراسة التي أجرتها واشنطن بوست بالتعاون مع جامعة ماريلاند أن 3 أرباع الأميركيين يقولون، إنهم يشعرون بالارتياح من العيش بالقرب من محطات الطاقة الشمسية، بينما أبدى قرابة 7 من كل 10 أشخاص الشعور نفسه بشأن توربينات الرياح.

ولم تتغير مواقف الأميركيين تلك مع تغير الأماكن التي يعيشون فيها؛ إذ قال 69% من السكان في المناطق الريفية وشبه الحضرية، إنهم سيشعرون بالراحة إذا ما بُنيت توربينات الرياح في مجتمعاتهم، وهو ما أبداه –أيضَا- 66% من سكان المناطق الحضرية، وفق المسح.

وقال 66% من الجمهوريين الذين شملهم المسح، إنهم يشعرون بالراحة إزاء مشروعات الطاقة المتجددة، وتحديدًا المحطات الشمسية المبنية في مجتمعاتهم، في حين لامست نسبة الأشخاص الذين أعربوا عن ارتياحهم من بناء مزارع الرياح في مجتمعاتهم 59%، بحسب نتائج المسح التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن بين الديمقراطيين، بلغت نسبة الأشخاص المؤيدين للعيش في المناطق التي توجد بها محطات شمسية 87%، مقابل 79% للأشخاص الذين يبدون الموقف الإيجابي نفسه بالنسبة لمزارع الرياح.

محطة طاقة شمسية بجوار مزرعة رياح في أميركا
محطة طاقة شمسية بجوار مزرعة رياح في أميركا - الصورة من innovationatwork

تأييد أقل للطاقة النووية

في المقابل رحّب أقلّ من نصف الديمقراطيين أو الجمهوريين ببناء محطة طاقة نووية في مجتمعاتهم، حسب المسح.

وقال الأستاذ المساعد للسياسة البيئية في جامعة سانتا باربارا كاليفورنيا ليا ستوكس، إن مشروعات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة الأميركية تلقى دعمًا مستمرًا على مدار سنوات.

لكن، ورغم أن دعم مشروعات الطاقة المتجددة في أميركا يظل هو التوجه السائد بين الكثيرين من الأميركيين، يقول خبراء، إن تلك المصادر النظيفة للطاقة يمكن أن تلقى معارضة محدودة لا تتجاوز نطاق عدم رغبة المواطنين في بناء محطات الطاقة الشمسية أو مزارع الرياح في محيط منازلهم.

وقال مدير تحليلات الطاقة في مركز حلول المناخ والطاقة دوغ فيني: "نشر الكثير من الكهرباء المتجددة ليس أمرًا صعبًا"، موضحًا: "نعلم أن هناك أشياء، مثل السماح بإجراء إصلاحات، تمثّل تحديًا لمشروعات الكهرباء المتجددة والنقل، وكلما اقتربت مشروعات الطاقة المتجددة من الأماكن التي يعيش فيها الأشخاص، زادت التحديات".

احتياج للمصادر المتجددة

تُعدّ الولايات المتحدة الأميركية ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة، المسبّب الرئيس للتغيرات المناخية، ويأتي رُبع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في أميركا من عمليات توليد الكهرباء.

وحددت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستهدفًا لإزالة الكربون من قطاع الكهرباء في الولايات المتحدة بحلول أواسط العقد المقبل (2035)، وهو المستهدف الذي يستلزم تحولًا ضخمًا من الوقود الأحفوري والاستعاضة عنه بمصادر الكهرباء النظيفة.

ويدرك العديد من الأميركيين –على ما يبدو- الدور المهم الذي تؤديه مشروعات الطاقة المتجددة في تقليص الانبعاثات الكربونية، ومحاربة التغيرات المناخية.

وأظهر المسح أنه كلما أعرب الأشخاص القلقون عن تأييدهم لقضية التغيرات المناخية، أبدوا ارتياحًا إزاء بناء محطات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح في مجتمعاتهم.

ويسلّط الإنفوغرافيك أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- الضوء على الطاقة المتجددة في أميركا بحلول عام 2050:

الطاقة المتجددة

شهود عيان

قال أحد قاطني مدينة فورث وورث بولاية تكساس، يُدعى باتريك رينولدز، إنه يشعر براحة كبيرة لبناء محطة طاقة شمسية أو مزرعة رياح كبيرة في مجتمعه، مضيفًا: "يبدو هذا أفضل بالطبع بالنسبة للبيئة، و-أيضًا- أفضل لصحة البشرية"، مشيرًا إلى أنه بصدد تركيب ألواح شمسية على سقف منزله.

وتابع رينولدز : "كنت –وما أزال- من أنصار البيئة، وأنا على يقين أنه إذا ما اهتممتَ بالبيئة، ستبادلك هي كذلك الاهتمام نفسه".

وبالمثل، قالت امرأة من سكان مدينة برونكس، تربّت في نيويورك، وتدعى سامانثا براون: "أبلغ من العمر 27 عامًا، لكني ألحظ آثار التغيرات المناخية، وإذا واصلنا المضي قدمًا في هذا الطريق... ماذا سيبدو الأمر لأولادي في المستقبل، إذا لم تواجَه الأمور بحزم؟"

وقدّم المجتمع الريفي الذي نشأت فيه سامانثا المنح لتركيب الألواح الشمسية التي تزوّد المدرس المحلية –الآن- بالكهرباء النظيفة.

كما يمتلك هذا المجتمع توربينات الرياح، التي تقول سامانثا عنها، إنها تدرّ إيرادات سخية على الصناعات المحلية.

وواصلت براون: "نحن مجتمع فقير نسبيًا في أميركا الريفية، ونحن نطبّق مشروعات الطاقة المتجددة، وعلى الأخص محطات الطاقة الشمسية".

وتابعت: "هناك فرصة لبناء محطات الطاقة الشمسية في كل مكان، ويمكنك دمج تلك الطاقة الشمسية في المباني القائمة –حاليًا".

على صعيد متصل، دلّ المسح على أن 79% من سكان المناطق الحضرية يشعرون بالراحة من بناء مشروعات الطاقة المتجددة، وتحديدًا، المحطات الشمسية في مجتمعاتهم، مقابل 74% من السكان في المناطق شبه الحضرية، و 71% من سكان الريف.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- أكبر 10 ولايات في قدرة الطاقة المتجددة المركبة الإضافية عام 2023، ونسب كل مصدر:

أكبر 10 ولايات أميركية في قدرة الطاقة المتجددة الإضافية في 2023 وحصص كل مصدر منها

تضاعف السعة

من الممكن أن تتضاعف سعة مشروعات الطاقة المتجددة السنوية في الولايات المتحدة الأميركية في غضون 10 سنوات إلى 110 غيغاواط؛ إذ يشجع قانون الطاقة النظيفة على ضخ مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي في سبتمبر/أيلول (2023)، شاركت تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة.

ويتيح قانون خفض التضخم الذي مرّره الرئيس الأميركي جو بايدن في العام الماضي (2022) ضخ مليارات الدولارات في الائتمانات الضريبية للطاقة الخضراء، لمساعدة المستهلكين على شراء السيارات الكهربائية، والشركات على إنتاج الكهرباء المتجددة، ما يخفض بدوره الانبعاثات الكربونية.

وقالت وود ماكنزي، إن قانون خفض التضخم من الممكن أن يخفض الانبعاثات الكربونية بدرجة كبيرة، وهو ما يخلق قطاع كهرباء خاليًا من الكربون بنسبة 60% بحلول عام 2032.

ومن الممكن أن تلامس تكلفة الائتمانات الضريبية الممنوحة بموجب قانون خفض التضخم 1.9 مليار دولار حتى منتصف العقد الحالي (2025)، بحسب وود ماكنزي.

و في سبتمبر/أيلول (2023)، قالت الشركة، إن مستهدفات الحكومة لزيادة السعة السنوية لطاقة الرياح إلى 80 غيغاواط بحلول عام 2030 ستستلزم 100 مليار دولار من الاستثمارات المضمونة في سلسلة الإمدادات بحلول عام 2026.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق