شهد قطاع الغاز في مصر مؤخرًا تصفية أصول شركة إس دي إكس إنرجي (SDX Energy) البريطانية، نظرًا إلى رغبتها في تركيز جهودها على تطوير أعمالها في المغرب.
وتطرقت الشركة -في بيان نتائج أعمالها الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- إلى تطورات إنتاج الغاز في مصر خلال النصف الأول من عام 2023، فضلًا عن توقعاتها للنصف الثاني من العام.
وأشارت الشركة البريطانية إلى تراجع إيرادات مبيعات الغاز المصري في مدّة الأشهر الـ6 المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2023، مع تراجع ملحوظ في الإنتاج.
وفي أغسطس/آب 2023، أعلنت إس دي إكس التوقيع على الشروط الأساسية لبيع جميع أصول الشركة في مصر إلى مشغل كبير متعدد الجنسيات له مصالح حالية في مجال التنقيب والإنتاج بالبلاد، مؤكدة أن الاتفاق يسير في الاتجاه الصحيح.
امتياز جنوب دسوق.. الإنتاج والتوقعات
ترتكز أعمال شركة إس دي إكس البريطانية في منطقتي امتياز جنوب دسوق وغرب غريب، لإنتاج الغاز في مصر.
ومنطقة امتياز جنوب دسوق تبلغ مساحتها 115 كيلومترًا مربعًا، وتقع على بعد 65 كيلومترًا شمال القاهرة في منطقة دلتا النيل، وتتماشى مع العديد من حقول الغاز الغزيرة الأخرى في تكوين أبوماضي.
ومُنحت عقود تطوير لجنوب دسوق (18 كيلومترًا مربعًا)، وابن يونس (24 كيلومترًا مربعًا)، وشمال ابن يونس (32 كيلومترًا مربعًا)، ويجري تشغيل جميع عقود التطوير من قبل شركة إس دي إكس البريطانية.
وطوال النصف الأول من عام 2023، جرى تنفيذ عمليات الإدارة الميدانية المخطط لها، وأظهر مرفق المعالجة المركزية أداءً ممتازًا مع وقت تشغيل بنسبة 99%، بحسب ما أكدته الشركة البريطانية في بيان نتائج أعمالها، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة.
وأوضحت شركة إس دي إكس، أن البئر "إس دي-12 إكس" مغلقة حاليًا، إذ تشترك هذه البئر في خط التدفق مع البئر "إس دي-12 إيست"، ويتراجع الضغط العالي عن "إس دي-12 إكس". بمجرد أن يتوازن الضغط، ستُعاد البئر إلى العمل مرة أخرى.
ويستمر إنتاج "إس دي-1 إكس" بصورة متقطعة منذ يوليو/تموز 2022، وفشلت معالجة بئر التطوير "آي واي-2 إكس"، بهدف تقليل إنتاج الرمال، وأُغلقت البئر في انتظار مزيد من إجراءات الفحص.
وبعد حملة الحفر لعام 2022، تواصل إس دي إكس العمل على تحديث خطط الحفر المستقبلية وتحديد الأهداف المتبقية في المنطقة، ويخضع اكتشاف محسن حاليًا للتقييم لتحديد خيارات التطوير المستقبلية.
وانتهت عمليات الإنتاج ضمن النطاق المتوقع خلال الأشهر الـ6 حتى 30 يونيو/حزيران 2023، ما أدى إلى إنتاج إجمالي قدره 36.32 مليون قدم مكعّبة قياسية يوميًا في العام الجاري (2023)، مع صافي 2558 برميل من النفط المكافئ يوميًا إلى شركة إس دي إكس.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج الغاز في مصر حتى النصف الأول من عام 2023:
وكانت تكاليف التشغيل المباشرة لكل برميل من النفط المكافئ لمدّة الأشهر الـ6 المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2023 في جنوب دسوق أعلى عند 4.33 دولارًا للبرميل، مقارنةً بـ2.85 دولارًا للبرميل في المدّة نفسها من العام السابق (2022)، بحسب الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وتبيع الشركة إنتاج الغاز في مصر من امتياز جنوب دسوق إلى الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، بسعر ثابت قدره 2.65 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، أي نحو 2.85 دولارًا لكل مليون قدم مكعّبة، وتعادل حصة الحكومة المصرية من إجمالي الإنتاج نحو 51%.
وبالنسبة إلى مدة الأشهر الـ6 المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2023، انخفضت إيرادات مبيعات غاز جنوب دسوق بنسبة 20% مقارنةً بالمدّة نفسها من عام 2022، لتسجل 2.2 مليون دولار، نتيجة لانخفاض حجم المبيعات بمقدار 716 برميلًا من النفط المكافئ يوميًا.
وسيكون العمل الأساسي في النصف الثاني من عام 2023 حول وضع اللمسات الأخيرة على خطة تطوير اكتشاف محسن، لإنتاج الغاز في مصر.
كما جرى التخطيط لأعمال صيانة "إس دي-4 إكس" و"إس دي-3 إكس" مع إعادة استكمال الآبار إلى الخزانات الضحلة عندما يصبح الخزان الرئيس مستنزفًا بالكامل، وسيجري تنفيذ المزيد من العمل لتحديد حلول بديلة لإعادة استكمال "آي واي-2 إكس".
امتياز غرب غريب.. الإنتاج والتوقعات
تبلغ مساحة منطقة امتياز غرب غريب 22 كيلومترًا مربعًا، ويأتي إنتاجها حاليًا من حقلي مسعدة ورابول، وكلاهما مدرج في عقد إيجار تطوير المربع "هـ".
وتمتلك إس دي إكس حصة عمل بنسبة 50%، في حين تمتلك شركة دوبلن إنترناشيونال بتروليوم (Dublin International Petroleum) حصة العمل المتبقية البالغة 50%، وتُعد هي المشغل.
في عام 2021، جرى الاتفاق على تمديد لمدّة 10 سنوات لكل من مسعدة ورابول مع الشركة العامة للبترول، وتمديد الترخيص حتى 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2031.
وتمحور جزء كبير من النشاط في امتياز غرب غريب خلال النصف الأول من عام 2023 حول حفر بئر رابول-9 إس تي في يناير/كانون الثاني 2023، وبئر رابول-8 في مايو/أيار 2023، كما جرى تنفيذ 14 عملية صيانة عبر منطقة الامتياز في النصف الأول من عام 2023.
وبالنسبة إلى النصف الأول من عام 2023، بلغ متوسط إجمالي إنتاج الغاز في غرب غريب نحو 1834 برميلًا يوميًا (صافي 351 برميلًا يوميًا إلى إس دي إكس).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- احتياطيات الغاز في مصر منذ عام 1980 حتى عام 2022:
وارتفعت تكاليف التشغيل المباشرة للبرميل لمدّة الأشهر الـ6 المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2023 في غرب غريب لتصل إلى 25.99 دولارًا أميركيًا للبرميل، مقارنةً بـ22.42 دولارًا في المدّة نفسها من العام السابق (2022) ، وذلك بسبب انخفاض الإنتاج وارتفاع تكاليف نسبة المياه المنتجة مقارنةً بحجم السوائل عبر عدة آبار.
وبالنسبة إلى الأشهر الـ6 المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2023، حصلت الشركة على متوسط رسوم خدمة لكل برميل من النفط قدره 54.58 دولارًا، مقارنةً بمتوسط 64.33 دولارًا، ما يمثل خصم جودة بنسبة 15% قدره 9.75 دولارًا، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وانخفضت إيرادات رسوم خدمات الإنتاج في هذه المدّة بنسبة 39%، مقارنةً بالمدّة نفسها من عام 2022، من 5.7 مليون دولار إلى 3.5 مليون دولار، مدفوعة بانخفاض السعر بمقدار 1.8 مليون دولار (32%)، وانخفاض في الإنتاج بمقدار 0.4 مليون دولار (7%).
وما يزال من المخطط صيانة بئر رابول ديب-1 لتحويله إلى حاقن مياه لحقل رابول، ومع اكتمال حملة الحفر، ستراجع الشراكة نتائج جميع عمليات الحفر والنظر في آبار التطوير الإضافية.
وأكدت شركة إس دي إكس أنه من المقرر أن تستمر أعمال صيانة الآبار الحالية طوال عام 2023 لتعظيم الإنتاج والاستخراج من حقلي مسعدة ورابول.
نتائج أعمال إس دي إكس في النصف الأول 2023
في سياقٍ متصل، حققت شركة إس دي إكس البريطانية ربحًا يُقدر بـ10.1 مليون دولار في النصف الأول من عام 2023، انخفاضًا من 18 مليون دولار في المدّة نفسها من عام 2022.
وبلغ صافي إيرادات الشركة في النصف الأول 2023 نحو 15.3 مليون دولار، مقارنةً بـ22.3 مليون دولار في الأشهر الـ6 المنتهية في 30 يونيو/حزيران 2022.
وانخفض إجمالي المبيعات إلى 3.7 مليون دولار لكل برميل من النفط المكافئ يوميًا، بعد أن سجل 4.7 مليون دولار في النصف الأول من العام السابق (2022).
وبلغ إجمالي النفقات الرأسمالية في النصف الأول 2023 نحو 2.9 مليون دولار، انخفاضًا من 12.2 مليون دولار في المدّة نفسها من عام 2022.
وارتفعت الخسارة التي تكبدتها الشركة خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام إلى 2.5 مليون دولار، مقارنةً بـ1.2 مليون دولار في النصف الأول 2022، في حين انخفض صافي الدين إلى 3 ملايين دولار، مقارنةً بـ5 ملايين دولار في المدّة المقابلة من العام الماضي (2022).
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة الإماراتي: أوبك+ لا يستهدف سعرًا محددًا.. ومستمرون في إنتاج النفط
- موارد النفط والغاز في أفريقيا تتطلب 3 عوامل رئيسة لتحقيق عوائد مرتفعة (تقرير)
- الجزائر تترقب 4 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر قبل نهاية 2024
- وزير الطاقة اللبناني لـ"الطاقة": الربط الكهربائي العربي يتطلب استثمارات ضخمة
