التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

كيف تواجه البوسنة والهرسك خطر التحول إلى مستورد صافٍ للكهرباء؟

الطاقة المتجددة مفتاح الحل

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • إمكانات الطاقة المتجددة في البوسنة والهرسك ما زالت غير مستغلة
  • تجاهل الطاقة المتجددة قد يجعل البلاد مستوردًا صافيًا للكهرباء
  • الوقود الأحفوري يسيطر على مزيج الطاقة في البوسنة والهرسك
  • آيرينا تدعو إلى إصلاح سوق الكهرباء والتخلص من الإجراءات الاعتيادية

رغم أن البوسنة والهرسك تعدّ من الدول المصدّرة للكهرباء، إلّا أنها قد تواجه مخاطر تجعلها تتحول إلى مستورد صافٍ وتفشل في تحقيق الأهداف المناخية، في حالة عدم استغلال إمكاناتها من الطاقة المتجددة.

ويوضح تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن الوقود الأحفوري يهمين على مزيج الطاقة في الدولة الواقعة جنوب شرق أوروبا، ما يجعلها تتحمل تكلفة باهظة بسبب تلوث الهواء والآثار الصحية المترتبة عليه، رغم وضعها الآمن -حاليًا- فيما يتعلق بإمدادات واستقلال الطاقة.

ويعتمد القطاع السكاني في البلاد على الكتلة الحيوية الخشبية المتوفرة محليًا للتدفئة، بالإضافة إلى الاعتماد على قطاع الفحم بصفته نشاطًا اقتصاديًا رئيسًا بمناطق عديدة، ويعمل به آلاف العمال.

مستهدفات الطاقة المتجددة

يؤكد التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، أن دولة البوسنة والهرسك تعهدت -بالفعل- بمعالجة التأثيرات المناخية والصحية التي يتسبب فيها قطاع الطاقة، إذ تستهدف أن تبلغ حصة الطاقة المتجددة نحو 43.6% من إجمالي الاستهلاك النهائي بحلول عام 2030.

ووفقًا للتقرير، تختلف أهداف الطاقة المتجددة في البوسنة والهرسك بين الخطة الوطنية للطاقة والمناخ المقترحة، التي تستهدف أن تصل نسبة المصادر المتجددة إلى 94% بحلول عام 2050، وبين خطة المساهمات المحددة وطنيًا، التي تستهدف نسبة 81%.

محطة طاقة متجددة
محطة طاقة متجددة - الصورة من وكالة الطاقة المتجددة

ويشير التقرير إلى أنه ينبغي على البلاد العمل على تأمين إمداداتها من الطاقة على المدى الطويل، وضمان استمرار استقلالية القطاع من خلال استغلال مواردها الطبيعية المتجددة التي تتمتع بها.

ومع الأهداف المناخية، من المقدّر إيقاف تشغيل أسطول محطات الفحم، الذي يتمتع بقدرات كبيرة في توليد الكهرباء، وهو ما يتطلب ضخ استثمارات كبيرة، لتعويض ذلك من خلال المصادر المتجددة، وفقًا للتقرير.

ومن أبرز المصادر المتجددة التي تتميز بها البلاد الطاقة الكهرومائية والكتلة الحيوية والطاقة الشمسية والرياح، بالإضافة إلى الطاقة الحرارية الأرضية.

ورغم أن الطاقة المتجددة المتغيرة مثل الشمس والرياح غير متطورة حاليًا في البلاد، إلّا أن تقرير "آيرينا" يرى أنه مع استمرار انخفاض تكاليفها يمكن أن توفر حلًا قويًا لتوفير الكهرباء بأسعار مستقرة ومتنوعة بعيدًا عن استهلاك الفحم.

وفي الوقت نفسه، يشير التقرير إلى أهمية أن يكون الانتقال إلى مزيج الطاقة الخالي من الانبعاثات مصحوبًا -أيضًا- بتنفيذ انتقال في قطاع تعدين الفحم، إذ يوفر ذلك القطاع الآلاف من الوظائف، ومن شأن تقليص الاعتماد عليه أن يؤثّر اقتصاديًا في مجتمعات بأكملها.

توصيات آيرينا

مع تطبيق البوسنة والهرسك مراجعة متعمقة لأطرها التنظيمية والسياسية والعمل على تحسين الأداء التنظيمي لقطاع الطاقة، كانت هناك نتائج محدودة لتلك الإصلاحات التنظيمية السابقة فيما يتعلق بفتح سوق الكهرباء واعتماد مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة.

ويؤكد التقرير أهمية تسهيل القوانين التي تدعم المصادر المتجددة، من خلال تقليل إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة للبناء والتشغيل والإنتاج والبيع، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

جسر ستاري موست في البوسنة والهرسك
جسر ستاري موست في البوسنة والهرسك - الصورة من الغارديان

ودعت "آيرينا" إلى ضرورة التنسيق بين كل المناطق لضمان تطبيق القوانين وخطط دعم الطاقة المتجددة في البوسنة والهرسك بالشكل المطلوب، كما أوصت بأن تعكس خطط توليد الكهرباء تطلعات أهداف الخطة الوطنية للطاقة والمناخ، مؤكدةً أن ذلك سيساعد البلاد في الحصول على التمويل اللازم للمشروعات المتجددة.

وترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ضرورة اعتماد الخطة الوطنية للطاقة والمناخ خلال 2023، كونها تزيد من فرصة توافق البلاد مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ، وتجعلها شريكًا قويًا في جهود المناخ العالمية، فضلًا عن أنها ستوفر حالة من اليقين إلى المستثمرين.

ومن الضروري -أيضًا- تسريع تطوير البنية التحتية بشكل عاجل لتمكين تنفيذ مشروعات المصادر المتجددة التي تتضمنها الخطة الوطنية للمناخ، وفق التقرير، الذي رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

إصلاح سوق الكهرباء

شددت "آيرينا" على ضرورة إصلاح سوق الكهرباء في البوسنة والهرسك، وتمكين المستهلكين الراغبين في الحصول على الكهرباء من المصادر المتجددة، واعتماد أسعار التجزئة على أساس السوق، الأمر الذي يؤدي إلى إيجاد فرص متكافئة للطاقة المتجددة.

وتشير كذلك إلى أهمية أن يتضمن إصلاح أسعار الكهرباء في سوق التجزئة تدابير تحمي المستهلكين منخفضي الدخل، والمؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم.

وبحسب وكالة "آيرينا"، تفتقر البوسنة والهرسك لسوق تنافسية للمصادر المتجددة، كما تفتقر إلى إطار تنظيمي شفاف يتعلق بمنهجية تحديد التكاليف.

ودعت الوكالة إلى ضرورة إنشاء سوق كهرباء عابرة الحدود، تعمل على دعم استيعاب الطاقة المتجددة وتفادي آثار طبيعتها المتقطعة وخفض انبعاثات غازات الدفيئة.

ويرى التقرير أن أخذ الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وتأثير أسعار الكربون وإعادة استثمار إيراداتها في الحسبان يُعدّ أمرًا أساسيًا لتوسّع نطاق جهود دعم تحول الطاقة.

كفاءة الطاقة والسيارات الكهربائية

على صعيد استعمال الخشب في التدفئة، دعت "آيرينا" إلى تطوير السياسات والإجراءات البديلة لتخفيف الاعتماد على الكتلة الحيوية التقليدية من خلال إدخال تقنيات حديثة وفعالة، مثل الطاقة الحيوية القائمة على النفايات.

ومن الخطوات المهمة -كذلك- تأتي كفاءة الطاقة، التي يمكنها أن تحسّن فاعلية تكلفة تقنيات التدفئة والتبريد، إذ يجب أن تتضمن قوانين البناء متطلبات كفاءة أعلى.

وفي الوقت نفسه، هناك ضرورة لاتخاذ تدابير لمعالجة فقر الطاقة في القطاعات الأضعف اقتصاديًا من السكان عند الترويج لخيارات المصادر المتجددة والأجهزة عالية الكفاءة.

وفيما يتعلق بقطاع النقل، على البلاد القيام بتحديد أهداف القطاع وحصّته من التقنيات النظيفة، بدعم من السيارات الكهربائية والوقود الحيوي.

أثناء شحن سيارة كهربائية
سيارة كهربائية - الصورة من تويوتا

وينبغي الوضع في الحسبان تأثير المركبات الكهربائية عند توقعات الطلب على الكهرباء وتخطيط الشبكة، مع تنفيذ البنية التحتية اللازمة لشحن السيارات الكهربائية.

وفي السياق ذاته، يمكن دعم البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية عبر إدخال التركيب الإلزامي للشاحن في مواقف السيارات بالمباني الجديدة، بالإضافة إلى إعلان حوافز مالية.

تمويل المشروعات المتجددة

يرى التقرير أن تطوير إطار مالي قوي سيكون بمثابة دعم مناسب لمشروعات الطاقة المتجددة في البوسنة والهرسك، لتموّل من خلال القطاع الخاص أو قروض مقدمة من بنوك محلية ومؤسسات مالية دولية.

ومن أجل خفض تكاليف مشروعات الطاقة المتجددة، هناك ضرورة لتسهيل ودعم إجراء دراسات الجدوى وتقييمات الأثر البيئي، مع العمل على إنشاء خطوط ائتمان مخصصة للتمويل وإنشاء آليات تمويلية مبتكرة.

ومن وسائل التمويل، ترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن البوسنة والهرسك يمكن أن تفكر في إصدار سندات خضراء سيادية مخصصة للبنية التحتية للطاقة المتجددة.

وبحسب التقرير، من الضروري أن تعمل الدولة الأوروبية -أيضًا- على خفض الروتين وتسهيل الحصول على الموافقات والتصاريح لمشروعات الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق