صادرات النفط السعودي إلى الصين مرشحة للزيادة في 2024
مصافي التكرير الجديدة والقديمة مهيّأة لمعالجة خامات الشرق الأوسط
نوار صبح
على الرغم من إعلان تحالف أوبك+ تمديد خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2023، توقّعت مصادر مطّلعة في مؤتمر النفط لآسيا والمحيط الهادئ في سنغافورة، أن ترتفع صادرات النفط السعودي إلى الصين خاصة إلى مصافي التكرير الجديدة في عام 2024.
جاءت هذه التوقعات في الوقت الذي باشرت فيه شركة أرامكو السعودية -وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة- جولة جديدة من مفاوضات عقود التوريد محددة المدة مع عملائها الصينيين لعام 2024.
وستساعد هذه التطورات شركة أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، على منافسة روسيا أكبر مورد للنفط الخام في الصين، حسبما نشرته وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) في 7 سبتمبر/أيلول الجاري.
واعتمدت توقعات زيادة صادرات النفط السعودي إلى الصين خلال 2024 على تصريحات مصادر مطلعة على الأمر لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس في أثناء انعقاد مؤتمر النفط لآسيا والمحيط الهادئ في سنغافورة.
وتُعدّ روسيا -حاليًا- أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين مع وصول 2.1 مليون برميل يوميًا في المدة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز، أي أعلى بمقدار 300 ألف برميل يوميًا من 1.8 مليون برميل يوميًا من حجم صادرات النفط السعودي إلى الصين في المدة نفسها، وفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية.
وأظهرت بيانات الهيئة العامة للجمارك، أن صادرات النفط السعودي إلى الصين ارتفعت بنسبة 4.7% على أساس سنوي في الأشهر الـ7 الأولى، لكن حصة السوق انخفضت إلى 16% من 17.2%.
وقال مصدر مقرَّب لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس: "سيجري توقيع عدد من العقود محددة المدة بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول لعام 2024، وسنشهد زيادة في الحجم".
شركة سينوبك تقود الارتفاع
قال مصدر كبير مقرب من المصنع، لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، إن النمو في صادرات النفط السعودي إلى الصين سيقوده مصنع تشجيانغ للنفط والكيماويات، الذي تبلغ قدرته 800 ألف برميل يوميًا، الذي بدأ في تسلم 480 ألف برميل يوميًا من الخام العربي للتحميل في سبتمبر/أيلول بموجب العقد الجديد الموقع في مارس/آذار.
وهذا يعني زيادة بنسبة 84.6% عن تدفقات الخام العربي للمجمع البالغة 260 ألف برميل يوميًا في المدة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز، حسبما أظهرت بيانات ستاندرد آند بورز غلوبال إنسايتس.
وسيكون الحجم مستدامًا على خلفية حصة أرامكو السعودية، البالغة 10% في رونجشينج للبتروكيماويات، إذ تُعدّ رونجشينج للبتروكيماويات الشركة الأم لشركة سينوبك تشونغيوان بتروكيميكال كورب، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر أن يستقبل مصنع يولونغ للبتروكيماويات، الذي تبلغ قدرته 400 ألف برميل يوميًا، ويجري إنشاؤه في مقاطعة شاندونغ، صادرات النفط السعودي إلى الصين في عام 2024، عندما يبدأ تشغيله في النصف الأول من العام، حسبما ذكرت مصادر السوق والمحللون.
ورجّح مصدر مطلع أن تسعى شركة شنغهونغ للبتروكيماويات، البالغة قدرتها 320 ألف برميل يوميًا، في مقاطعة جيانغسو إلى زيادة في مدة العقد، لأنها كانت قيد التشغيل التجاري منذ نهاية عام 2022.
وأظهرت بيانات وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس، أن شركة شنغهونغ للبتروكيماويات الخاصة استحوذت على مليوني برميل من الخام العربي الخفيف، ومليوني برميل من الخام العربي الثقيل شهريًا في الأشهر الـ7 الأولى من عام 2023، وهو ما يمثّل 6.7% من وارداتها من النفط الخام المجمعة في تلك المدة.
على صعيد آخر، من المقرر أن يزيد مصنع قوانغدونغ للبتروكيماويات التابع لشركة بتروتشاينا، الذي تبلغ قدرته الإنتاجية 400 ألف برميل يوميًا في مقاطعة قوانغدونغ، بزيادة مشترياته من الخام العربي في عام 2024، حسبما ذكرت عدة مصادر في شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة.
وأظهرت بيانات وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس للسلع البحرية، أن المصنع حصل على 3.15 مليون برميل من الخام العربي الخفيف والثقيل العربي في 3 شحنات حتى الآن هذا العام.
الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض قائمة بأبرز مصدري النفط إلى الصين خلال النصف الأول (2022- 2023):
التسوية باليوان الصيني
أفادت بعض المصادر بأنه من غير الواضح ما إذا كانت بعض البراميل سيجري تسويتها باليوان الصيني وسط جهود بكين لتدويل العملة.
وقال مصدر مطلع على الصفقات: "سواء كان استعمال اليوان أم لا، هو قرار لا يمكن الاتفاق عليه واتخاذه إلا من جانب الرياض وبكين. ونحن ننفذ فقط في الجانب التجاري".
وصُممت معظم المصافي، الجديدة والقديمة، في الصين، لمعالجة خامات الشرق الأوسط، ونتيجة لذلك، أصبح التحالف الوثيق مهمًا بين أكبر منتج وأكبر مستورد للنفط الخام.
من ناحيتها، دعت مجموعة بريكس -التي كانت تتألف في وقت سابق من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا- السعودية للانضمام إليها، إلى جانب الإمارات وإيران والأرجنتين ومصر وإثيوبيا.
وجاء صعود الرياض المحتمل إلى بريكس بعد تحالفها الوثيق مع الصين، وانضمت السعودية إلى منظمة شنغهاي للتعاون في 29 مارس/آذار، وأعادت علاقاتها مع إيران، بعد وساطة صينية.
اقرأ أيضًا..
- خطة تطوير اكتشافات الغاز المصرية.. وتفاصيل لأول مرة عن العقود
- التنقيب عن النفط والغاز في المغرب يشهد تحركات من شركات عالمية
- خبيران: النفط والغاز في الجزائر ليس سببًا لاستبعادها من عضوية بريكس