كشفت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون أبزر التحديات التي تواجه أمن الطاقة في أوروبا، وخطّتها للتوسع في إنتاج الكهرباء النظيفة والتوقف عن حرق الوقود الأحفوري.
وقالت المسؤولة الأوربية في مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة، إن الصفقة الخضراء الأوروبية دعمت تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة في كل أنحاء القارة، وعملت العديد من الدول على إنهاء واردات الوقود الأحفوري الروسي عقب غزو أوكرانيا.
وأضافت أنه خلال عام 2022، شهد الاتحاد الأوروبي طفرة قياسية في إنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما بيعت 3 ملايين مضخة حرارية، وما يقرب من واحدة من كل 4 سيارات جديدة أصبحت الآن كهربائية، بحسب ما جاء في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز.
شبكات الكهرباء في أوروبا
شددت كادري سيمسون على أنه لضمان أمن الطاقة في أوروبا وتلبية الطموحات المناخية، لا بد من الحفاظ على وتيرة سريعة في نشر مصادر الطاقة المتجددة وكهربة الاقتصاد الأوروبي.
وأوضحت أنه مع ازدهار العرض والطلب في مختلف أنحاء أوروبا، يتعين الآن ضمان إمكان تسليم الكهرباء النظيفة إلى مختلف أنحاء القارة، ولكي يحدث هذا، لا بد أن تكون البنية التحتية للطاقة في أوروبا جاهزة.
وأشارت إلى أن شبكات الكهرباء في أوروبا البالغ طولها 11 مليون كيلومتر تحتاج إلى النمو والتغيير لتلبية الطلب المتزايد، إذ من المتوقع أن يرتفع استهلاك الكهرباء بنحو 60% من الآن وحتى عام 2030.
وقالت سيمسون، إن شبكات الكهرباء ستحتاج إلى دمج حصة كبيرة من الطاقة المتجددة المتقطعة والتكيف مع نظام كهرباء أكثر لامركزية.
وأضافت أنه مع وجود الملايين من الألواح الشمسية على الأسطح والمركبات الكهربائية، والمحللات الكهربائية التي تنتج الهيدروجين الأخضر، ومشاركة مجتمعات الطاقة المحلية في الموارد، نحتاج إلى المرونة والسرعة والتنوع والرقمنة.
ولفتت إلى أنه حاليًا يمكن أن تواجه مشروعات الطاقة المتجددة المكتملة أوقات انتظار طويلة لتوصيلها بالشبكة، إذ قد يستغرق الحصول على تصاريح لتعزيزات الشبكة ما يصل إلى 10 سنوات.
أزمة الطاقة في أوروبا
قالت كادري سيمسون في مقال تحليلي حول تحديات أمن الطاقة في أوروبا، إنه عندما لا يكون هناك يقين بشأن الجداول الزمنية للاتصال أو تكاليفه، يجري التخلي عن مشروعات التوليد المخطط لها، كما أن محطات الطاقة المتجددة الموجودة غالبًا ما تُفرَض عقوبات عليها.
وأشارت إلى أن الألواح الشمسية هي التكنولوجيا الأولى التي يتوقّف تشغيلها عندما تكون الشبكات محمّلة بأكثر من طاقتها، لأنها مرنة وسهلة الإدارة، وهي قرارات مكلفة.
وكشفت أنه في جميع أنحاء أوروبا، تتأخر مشروعات الربط البيني للشبكات بسبب تجاوز التكاليف والتضخم وارتفاع أسعار الفائدة، موضحة أنه من خلال التركيز بشكل أقوى على شبكات النقل والتوزيع، يستطيع الاتحاد الأوروبي تحويل أيّ حاجز محتمل إلى عامل تمكين قوي.
وأوضحت أن الإطار التنظيمي للاتحاد الأوروبي أدى إلى تقليل طول إجراءات الترخيص لمشروعات نقل الكهرباء ذات الأولوية إلى أقلّ من 3 سنوات ونصف في المتوسط، كما أدى تشريع الطوارئ الذي قُدِّم العام الماضي إلى تسريع عملية الترخيص لمشروعات الطاقة المتجددة الجديدة.
وشددت مفوضة الطاقة في أوروبا على أن من شأن المزيد من المساعدة التقنية وتبادل أفضل الممارسات أن يساعد الإدارات الوطنية على التحرك بشكل أسرع.
استثمارات الطاقة في أوروبا
دعت سيمسون إلى مواصلة الاستثمار في الطاقة في أوروبا، قائلة: "تحتاج أوروبا إلى استثمار 584 مليار يورو -626.19 مليار دولار- في شبكاتها بحلول عام 2030، وهناك سبل لتوفيرها".
في يوليو/تموز، رفع بنك الاستثمار الأوروبي التمويل بنسبة 50% للمساعدة في توفير أكثر من 150 مليار يورو (160.84 مليار دولار) في استثمارات خضراء جديدة.
علاوة على ذلك، يمكن لتصنيف الاتحاد الأوروبي للأنشطة المستدامة أن يوفر فرصًا لزيادة الجاذبية المالية لمشغّلي النقل والتوزيع.
وأضافت مفوضة الطاقة في أوروبا أنه من شأن التوصل إلى اتفاق سريع بشأن إصلاح سوق الكهرباء أن يساعد أيضًا في تغيير آليات الأجور لمشروعات الشبكات، مما يعزز الاستثمارات الاستباقية.
ودعت المسؤولة الأوروبية إلى إحراز تقدّم في مجال الربط البيني عبر الحدود، إذ ما يزال متخلفًا عن الركب، على الرغم من هدف الربط الذي حددته المفوضية بنسبة 15%، من شأنه أن يزيد من أمن الطاقة في أوروبا ويخفض الأسعار.
صناعة الطاقة في أوروبا
قالت سيمسون: "لا ينبغي لنا أن نقلل من شأن الفرص الصناعية والتجارية المتاحة لأوروبا، إذ إن أكبر 3 شركات مصنّعة للخطوط في العالم أوروبية، وهناك حاجة إلى تحسين المواءمة بين الاستثمار في الشبكات وقدرات التصنيع".
وأضافت أنه "إذا عززنا قدرتنا الصناعية، وقمنا بتوسيع مجمع العمالة الماهرة وتحسين سلاسل التوريد، فسيكون لذلك تأثير إيجابي من حيث الوظائف والنمو، فمن المتوقع أن يدعم قانون الصناعة في الاتحاد الأوروبي تصنيع الخطوط إلى جانب التقنيات النظيفة الأخرى، لأسواقنا المحلية وأسواق التصدير، من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني.
وأشار إلى أن الصناعة في أوروبا أيضًا تحتاج إلى الاستفادة من الطفرة العالمية في الاستثمار في الشبكات، فهناك حاجة إلى 80 مليون كيلومتر من الشبكات الجديدة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050.
وشددت على أن التحديات التي تواجه شبكات الكهرباء في أوروبا لا تعني بالضرورة "المزيد من الخطوط"، فهناك طرق لتعزيز الشبكات دون بناء المزيد من البنية التحتية المادية، إذ تشير "خطة عمل رقمنة الطاقة" التي وضعتها المفوضية الأوروبية إلى حلول مختلفة، ويمكن أن يكون التخزين المرن وحلول الاستجابة للطلب أمرًا بالغ الأهمية.
أكدت المسؤولة الأوروبية أن دول القارة تواجه تحديًا أساسيًا بضمان استقلال الطاقة في أوروبا وتحقيق الأهداف المناخية، مطالبة بتحويل الاهتمام من الأهداف والقواعد إلى ما هو مطلوب لتحقيق الأمور، ووضع مسألة الشبكات في قلب المناقشة، إذ إن تحديث شبكة الكهرباء من شأنه أن يربط أوروبا بمستقبل مستدام.
موضوعات متعلقة..
- النرويج العمود الفقري لأمن الطاقة في أوروبا (مقال)
- رئيس توتال إنرجي يصطدم مع نظرائه الفرنسيين حول انتقال الطاقة في أوروبا (فيديو)
- مسؤولة: مستقبل الطاقة في أوروبا يحتاج لتنويع الإمدادات.. وطوينا صفحة روسيا
اقرأ أيضًا..
- تاريخ واردات لبنان من الديزل.. شحنة ملوثة من الجزائر وعقود مع العراق وتركيا
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي.. كيف انقلب التصدير إلى استيراد؟ (القصة الكاملة)
- حقل المهر السوري.. داعم رئيس لقطاعات النفط والغاز والكهرباء (تقرير)