رئيس الوزراء الهندي: لا يوجد حل واحد يناسب الجميع لتحول الطاقة.. وهذا موقفنا
نقود مجموعة الـ20 في تحقيق الأهداف المناخية
دينا قدري
أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مجددًا أن نجاح تحول الطاقة يرتبط بعدّة عوامل، مشيدًا بدور نيودلهي القيادي في مجال مكافحة تغير المناخ.
وأشار مودي -في تصريحات اطلّعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- إلى أنه لا يوجد حل واحد لجميع الدول عندما يتعلق الأمر بتحول الطاقة؛ نظرًا لأن الدول لديها ظروف مختلفة، ما يقتضي بضرورة الأمر أن تكون عمليات التحول متنوعة أيضًا.
وشدد على أن حماية الكوكب والحفاظ عليه للأجيال القادمة هي مسؤولية مشتركة يجب أن تحظى بأولوية قصوى، مؤكدًا إحراز تقدّم كبير في المبادرات التي تركز على المناخ داخل الهند.
وتأتي تصريحات مودي قبل قمة مجموعة الـ20 التي ستُعقد في نيودلهي يومي 9 و10 سبتمبر/أيلول الجاري.
تحول الطاقة
جدد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تأكيد التنوع في مزيج الطاقة، قائلًا، إنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع لعالمٍ يتطلع إلى الانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر أنظف، مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين.
وقال: "مبدؤنا بسيط.. التنوع هو أفضل رهان لنا، سواء في المجتمع أو فيما يتعلق بمزيج الطاقة لدينا"، حسب مقابلة أجراها مع وكالة "برس تراست أوف إنديا" (Press Trust Of India)، قبل قمة مجموعة الـ20.
وأضاف: "لا توجد حلول واحدة تناسب الجميع.. ونظرًا للمسارات المختلفة التي تسلكها الدول، فإن مساراتنا لتحول الطاقة ستكون مختلفة".
كانت الهند، ثالث أكبر مستهلك للطاقة في العالم، قد شددت مرارًا وتكرارًا على أن يكون تحول الطاقة عادلًا ومنظمًا، وأن يكون للدول الحرية في اتخاذ القرارات بشأن المسار بناءً على توافر الموارد، بحسب ما نقلته منصة "أوتو إيكونوميك تايمز" (Auto Economic Times).
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- المسار الصحيح في مواجهة تغير المناخ:
طريق الهند لمكافحة تغير المناخ
يشكّل الفحم والنفط والغاز ما يقرب من ثلثي استهلاك الطاقة في العالم، واستبدالهما لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها.
ونظرًا لذلك، فإن نيودلهي تؤيد مواصلة الاستثمار في نظام الطاقة الحالي لتلبية متطلبات الاقتصادات المتنامية وعدم التسبب في أيّ نقص، وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تتدفق الاستثمارات إلى الوقود الانتقالي.
وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي: "على الرغم من أن الهند تضم 17% من سكان العالم، فإن حصتها التاريخية في الانبعاثات التراكمية كانت أقلّ من 5%.. ومع ذلك، لم ندخر جهدًا في تحقيق أهدافنا المناخية".
وفيما يتعلق بمستقبل مكافحة تغير المناخ، قال مودي، إن بلاده اتخذت نهجًا إيجابيًا، وتعمل مع دول أخرى "لتغيير النهج من النهج المقيد إلى النهج البنّاء"، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة.
وأضاف: "بدلًا من التركيز فقط على نهج: لا تفعل هذا أو ذاك، نريد أن نتخذ موقفًا يجعل الناس والأمم يدركون ما يمكنهم فعله ويساعدهم في ذلك، فيما يتعلق بالتمويل والتكنولوجيا والموارد الأخرى".
وشدد مودي على أن قرارات نمط الحياة تؤثّر في البيئة: "يمكن للناس في جميع أنحاء العالم أن يجتمعوا ليصبحوا واعين لكوكبنا"، إذ "يُمكن اتخاذ كل قرار يتعلق بأسلوب الحياة بناءً على التأثير الذي سيُحدثه في الكوكب على المدى الطويل".
تطور الطاقة المتجددة في الهند
أكد رئيس الوزراء ناريندرا مودي أن الهند تحرز تقدمًا كبيرًا في المبادرات التي تركز على المناخ، إذ عززت قدرتها على الطاقة الشمسية 20 ضعفًا في غضون سنوات قليلة.
وقال: "إن الهند تُعدّ الآن من بين الدول الـ4 الأولى في العالم من حيث طاقة الرياح.. وفي ثورة السيارات الكهربائية، تؤدي الهند دورًا مهمًا في كل من الابتكار والاعتماد".
وقال: "ربما نكون أول دول مجموعة الـ20 التي حققت أهدافها المناخية قبل 9 سنوات من الموعد المقرر".
وتعهدت الهند الآن بخفض كثافة الانبعاثات من ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 45% بحلول عام 2030، وحددت هدفًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
والتزمت نيودلهي بتحقيق هذا الهدف عبر توليد 50% من الكهرباء من مصادر الوقود غير الأحفوري بحلول عام 2030، وإنشاء 500 غيغاواط من قدرة الطاقة المتجددة، وخفض إجمالي انبعاثات الكربون المتوقعة بمقدار مليار طن حتى عام 2030.
وقال مودي: "لذلك، نحن بالتأكيد نسير على الطريق الصحيح، في الوقت الذي ندرس فيه أيضًا العوامل المختلفة اللازمة لضمان النمو".
تحالف عالمي للوقود الحيوي
في سياقٍ متصل، قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي، إن اقتراح الهند بإنشاء تحالف عالمي للوقود الحيوي بين أعضاء مجموعة الـ20 سيساعد في تسريع نشر الوقود الحيوي المستدام لدعم تحول الطاقة العالمي.
وقال رئيس الوزراء: "إن مثل هذه التحالفات (الوقود الحيوي) تهدف إلى خلق خيارات للدول النامية لتعزيز تحول الطاقة لديها".
وأضاف: "الوقود الحيوي مهم أيضًا من منظور الاقتصاد الدائري.. فالأسواق والتجارة والتكنولوجيا والسياسة، جميع جوانب التعاون الدولي ضرورية لخلق مثل هذه الفرص"، وفق ما نقلته صحيفة "إيكونوميك تايمز" (Economic Times).
ويهدف التحالف إلى تسهيل التعاون وتكثيف استعمال الوقود الحيوي المستدام، بما في ذلك في قطاع النقل، وينصبّ تركيزه على تعزيز الأسواق، وتسهيل التجارة العالمية للوقود الحيوي، وتوفير الدعم الفني لبرامج الوقود الحيوي الوطنية في جميع أنحاء العالم.
ويستكمل تحالف الوقود الحيوي، الذي تريد نيودلهي الدفع به خلال رئاستها لمجموعة الـ20، مسيرة التحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA) الذي قادته نيودلهي وباريس في عام 2015 لتوفير الطاقة الشمسية النظيفة وبأسعار معقولة في متناول الجميع.
موضوعات متعلقة..
- زيادة قدرات الفحم في الهند نكسة لتحول الطاقة.. وحل وحيد للأزمة (تقرير)
- لماذا يحتاج تحول الطاقة إلى تعاون أعمق بين الدول المتقدمة والنامية؟ (تقرير)
- تحول الطاقة في آسيا يواجه 5 تحديات.. أكبرها الطلب على الغاز (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: صناعة النفط العالمية شهدت مراحل غيّرت التاريخ.. هذه أبرزها
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي.. كيف انقلب التصدير إلى استيراد؟ (القصة الكاملة)
- حافلات الهيدروجين في ليفربول تتوقف بعد 3 أشهر من إطلاقها
- الألواح الشمسية القابلة للطي تشغل محطات شحن السيارات الكهربائية (صور)