هل محطات الطاقة النووية في ألمانيا ستعود للعمل؟ شولتس يُجيب
المستشار الألماني: قضية منتهية ولا جدال حولها
أحمد أيوب
تتزايد الدعوات لعودة محطات الطاقة النووية في ألمانيا للعمل مرة أخرى، إلا أنها لا تلقى قبولًا رسميًا، إذ يرفض المستشار الألماني، أولاف شولتس، هذه الآراء ويرى أنها بمثابة نقاش غير مُجد.
وأكد المستشار الألماني أن عصر الطاقة النووية في بلاده انتهى تمامًا، موضحًا صعوبة البدء في بناء محطات نووية جديدة في ألمانيا، بوصفها مُكلفة للغاية وتحتاج وقتًا طويلًا لبنائها، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، يوم الجمعة 1 سبتمبر/أيلول (2023)، نقلًا عن مقابلة له مع محطة الإذاعة المحلية "دويتشلاند فونك".
يأتي ذلك في ضوء توافق أحزاب ألمانية على بيان سياسي مفاده إعادة النظر مرة أخرى في إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية في ألمانيا، والاستفادة من المحطات التي يجري تفكيكها للتعامل مع أزمات الطاقة المحتملة في المستقبل، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
قضية منتهية
أكد المستشار الألماني أولاف شولتس إن النقاش الدائر حول إمكان عودة محطات الطاقة النووية في ألمانيا هو بمثابة قضية مُنتهية لا جدوى من النقاش حولها.
وأشار إلى أن العودة لاستعمال خيار الطاقة النووية في ألمانيا يعني استئناف بناء محطات جديدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأنهت ألمانيا العمليات في آخر 3 محطات للطاقة النووية لديها في 15 أبريل/نيسان من العام الجاري (2023).
وأضاف "شولتس" أن بناء محطات طاقة نووية جديدة في ألمانيا يتطلب وقتًا واستثمارات كبيرة، إذ يتعين إنفاق ما لا يقل عن 15 مليار يورو (16.16 مليار دولار) لكل محطة كهرباء نووية على مدى السنوات الـ15 المقبلة.
وأكد المستشار الألماني ضرورة ألا تأخذ هذه القضية أهمية سياسية في بلاده، مُضيفًا أن الإلغاء التدريجي لعمل محطات الطاقة النووية في ألمانيا جاء بموجب القانون، ومشددًا على أنه لا يستسلم أبدًا للأراء المطالبة بعودتها.
من أعادها إلى المشهد؟
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، توافقت المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر على بيان سياسي يدعو ألمانيا إلى "وقف تفكيك محطات الطاقة النووية في ألمانيا التي لا تزال صالحة للاستعمال كجزء من الجهود للاستعداد لأسوأ السيناريوهات".
وأشار البيان إلى أنه بهذه الطريقة تبقى ألمانيا قادرة على التعامل مع أزمات الطاقة، وفقًا لما نشره موقع دويتشه فيله، يوم السبت 2 سبتمبر/أيلول (2023).
وجاءت تحركات الحزب الديمقراطي الحر وأراؤه بشأن إعادة النظر في عودة محطات الطاقة النووية في ألمانيا باعتبارها مصدرًا لتوليد الكهرباء في البلاد بعد ارتفاع التكاليف.
كان التخلص التدريجي من الطاقة النووية في البلاد -في البداية- أحد القرارات المهمة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ونُفذ خلال تشكيله أول ائتلاف فيدرالي له على الإطلاق مع حزب الخضر بعد انتخابات عام 1998.
وفي وقت لاحق، ألغى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر هذا القرار لفترة وجيزة، بعد فوزهما في انتخابات عام 2009، لكن المستشارة أنغيلا ميركل تراجعت وأعادت الإلغاء التدريجي لمحطات الطاقة النووية في ألمانيا في أعقاب كارثة فوكوشيما في عام 2011.
في الوقت نفسه، أصبحت القضية أكثر إثارة للانقسام في ضوء الحرب الروسية في أوكرانيا وما خلفته من أزمة في إمدادات الطاقة، فضلا عن الضغط المتزايد للحد من الانبعاثات الكربونية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في ألمانيا تُشعل انقسامًا عميقًا بعد غلق المفاعلات الـ3
- الطاقة النووية.. هل تنجح ألمانيا في تأمين احتياجاتها من الكهرباء بعد إغلاق المفاعلات؟
- الطاقة النووية تعود للأضواء.. 3 تحديات وحلول مقترحة
اقرأ أيضًا..
- الغاز المسال القطري يواجه معضلة تسويقية.. هل يتجاوزها؟
- غاز حقل أفروديت القبرصي قد يصل إلى مصر بدعم أميركي
- إيرادات صادرات النفط العراقي تقفز بأكثر من نصف مليار دولار خلال أغسطس