تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

بدء تفكيك مزرعة رياح في ألمانيا لتوسعة مشروع فحم مثير للجدل

محمد عبد السند

شرعت عملاقة الكهرباء "آر دبليو إي" في تفكيك مزرعة رياح في ألمانيا؛ بهدف توسعة مشروع يستهدف إنتاج الفحم البني "الليغنيت"، في خطوة أثارت حفيظة ناشطي المناخ الذين يعارضون استعمال ذلك الوقود الأكثر تلويثًا للبيئة.

وتتوقع شركة "إنرجي كونتور"، التي بنت مزرعة الرياح وتديرها، أن تُفكك توربينات الرياح المتبقية بحلول نهاية العام الحالي (2030)، بناءً على المهلة الزمنية لتصريح التشغيل.

وبناءً عليه، بدأ مرفق الكهرباء الألماني "آر دبليو إي" في تفكيك مزرعة الرياح لإفساح الطريق أمام توسعة إضافية لمنجم فحم "غارزفايلر" الواقع في منطقة شمال الراين وستفاليا غرب البلد الواقع وسط أوروبا.

وفككت "آر دبليو إي" -فعليًا- أحد توربينات الرياح، فيما تتبقى 7 أخرى تنتظر الإزالة، بهدف استخراج مساحة إضافية يتراوح عمقها من 15 إلى 20 مترًا من الفحم البني "اللغنيت".

اتفاقية حكومية

تُعد عمليات التفكيك جزءًا من اتفاقية جرى التوسط فيها العام الماضي (2022) بين وزير الاقتصاد والشؤون المناخية المنتمي لحزب الخضر روبرت هابيك، ووزيرة الاقتصاد في منطقة شمال الراين وستفاليا منى نيوبور؛ للسماح بتوسعة المنجم المذكور، وفق ما أورده موقع إي يو أوبزرفر euobserver.

ووافقت "آر دبليو إي" على التخلص نهائيًا من الفحم في نهاية العقد الجاري (2030)، أي قبل 8 أعوام من المهلة السابقة.

وفي هذا الصدد قال هابيك: "إنه ليوم عظيم لحماية المناخ".

جدل واسع

أشعل الإعلان عن بدء تفكيك مزرعة الرياح في ألمانيا جدلاً واسعًا بين ناشطي البيئة وأنصار المناح.

وقال كبير الناشطين البيئيين في ائتلاف "ما وراء الوقود الأحفوري" الذي يضم ناشطين في مجال المناخ ومقره ألمانيا فابيان هوبنر: "حالة الطوارئ المناخية الحالية تتطلب جهودًا عاجلة ومنسقة لتسريع تركيب جميع توربينات الرياح، والألواح الشمسية، والمضخات الحرارية قدر المستطاع".

وأضاف هوبنر: "كل شيء يصرف انتباهنا عن تلك المساعي المهمة، لا سيما تفكيك مصادر الطاقة المتجددة لاستخراج مزيد من مصادر الوقود الأحفوري، يجب حظره بيئيًا".

منجم فحم "غارزفايلر"
منجم فحم "غارزفايلر" - الصورة من engineerontour

مبررات المشروع

بررت "آر دبليو إي" والحكومة الألمانية مسألة توسعة حقول منجم "غارزفايلر" عبر الإشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا الذي اندلعت شرارته في 24 فبراير/شباط (2022)، إلى جانب أزمة الطاقة الأوروبية الناتجة عنه.

وقالت "آر دبليو بي" إن التوسعة المذكورة ضرورية "نتيجة أزمة الطاقة"، وهو المنطق نفسه الذي تؤمن به برلين في تلك القضية.

وينتمي بعضٌ من أقوى المؤيدين لخطط توسعة منجم الفحم التابع لشركة الكهرباء الألمانية "آر دبليو إي" إلى حزب الخضر (اليساري)، أحد الشركاء الـ3 في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، مع الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط).

ويدافع هابيك عن تفكيك مزرعة الرياح وتوسعة منجم الفحم، قائلاً إنه "القرار السليم".

من جهته، وصف السياسي البارز في حزب الخضر الألماني أوليفر كريشر توسعة منجم الفحم، بأنه "أحد أعظم التطورات التي حققناها في السنوات الأخيرة".

لكن شركة أبحاث الطاقة والاستشارات المالية أورورا إنرجي ريسيرش قد وجدت أن توسعة حقول منجم فحم "غارزفايلر" سيتسبب في إخفاق ألمانيا في الوفاء بتعهداتها المناخية.

وقال باحثون -أيضًا- إنه من المرجح أن ينتهي الفحم البني (الليغنيت) في عام 2030، بشكل أو بأخر؛ لأنه يضر بالبيئة ضررًا كبيرًا، مقارنة بمصادر الطاقة الرخيصة الأخرى مثل طاقة الشمس والرياح.

تعهدات تنتظر التنفيذ

سبق أن أعلنت ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية، التي يقع فيها منجم الفحم البني، أنها ستتوقف عن استخدام الوقود الأكثر تلويثًا للبيئة بحلول عام 2030، وهو ما أعلنته -أيضَا- "آر دبليو إي"، المالكة للمنجم، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المقرر التوسع في استخراج الفحم البني "الليغنيت" لإنتاج الكهرباء، من المنطقة التي توجد فيها حاليًا توربينات الرياح، لا سيما أن إنتاج منجم "غارزفايلر" السنوي يبلغ 25 مليون طن، وفقًا لشركة "آر دبليو إي".

ووفق تقديرات الشركة، يمكن أن تستمر احتياطيات فحم الليغنيت في المنطقة حتى عام 2045، وهي كميات يمكن الاستفادة منها، خاصة أن هذا النوع من الفحم يُوَرد إلى محطة الطاقة الكهروحرارية القريبة "نويرات".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق