يستعد عمال في قطاع الغاز المسال الأسترالي للدخول في إضراب عن العمل، بدءًا من 7 سبتمبر/أيلول المقبل (2023)، بما ينذر بكارثة عالمية محتملة.
وصوّت أعضاء اتحاد العمال البحري بالإجماع، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة، لصالح الدخول في إضراب بمحطتي "ويتستون" و"غورغون" للغاز المسال اللتين تديرهما شركة شيفرون (Chevron) الأميركية.
وتُعد محطة "ويتستون" أحد أكبر مصادر إنتاج الغاز المسال في أستراليا، وتصل قدراتها الإنتاجية إلى 8.9 مليون طن متري سنويًا، في حين يتضمن مشروع "غورغون" 3 خطوط إنتاجية ومنشأة تصدير بطاقة 15.6 مليون طن متري سنويًا.
وتزود المحطتان السوق العالمية بما يصل إلى 5% من إمدادات الغاز المسال، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
إضراب عمال الغاز المسال الأسترالي
صدرت نتائج التصويت داخل اتحاد العمال البحري، أمس الإثنين 28 أغسطس/آب 2023، ويحتج العمال على تردي ظروف العمل في مواقع الإنتاج، ويطالبون برفع الأجور.
ويضم التحالف -بالإضافة إلى عمال محطتي "غورغون" و"ويتستون" التابعتين لشركة شيفرون- عمال شركة "وودسايد إنرجي" (Woodside Energy) التي تدير أكبر محطات الغاز المسال في أستراليا "نورث ويست شيلف".
وتزوّد محطات "شيفرون" و"وودسايد" نحو 10% من الإمدادات العالمية، إذ تُعد شركة شيفرون مشغلة مشروع غورغون للغاز المسال قبالة سواحل ولاية أستراليا الغربية، وتمتلك 47% منه، بجانب الشركاء إكسون موبيل، ورويال داتش شل، وأوساكا غاز، وطوكيو غاز، وجيرا.
وفي تصريحات سابقة، قال المتحدث باسم نقابة العمال، براد غاندي: "أعضاؤنا العاملون في (وودسايد إنرجي) و(شيفرون) يكافحون من أجل نيل ما يستحقونه، وهو اتفاق عادل ومعقول في أقرب وقت ممكن، لأنهم يدركون أن تلك الشركات ستخسر مئات الملايين من الدولارات إذا أدى الإضراب إلى تباطؤ الصادرات".
ويقول بيان اتحاد العمال البحري، في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "حصلنا الآن على دعم كامل للإضراب المدعوم من السلطات، من قِبل أعضائنا في محطات شركة شيفرون".
ولبدء الإضراب في أستراليا، يجب الحصول على موافقة لجنة العمل العادل أولًا، ثم تصويت أعضاء النقابات، بعدها تقرر الأخيرة بشأن الاستمرار في الإضراب من عدمه في غضون 30 يومًا، بشرط إخطار أصحاب الشركة مسبقًا.
وتتراوح الإجراءات بين التوقف عن العمل لمدة قصيرة، والتوقف عن أداء مهام محددة، ثم الإضرابات الكاملة، في حين كشف مصدر مطلع عن أن العمال يعتزمون الدخول في إضراب لمدة 3 ساعات يوم 7 سبتمبر/أيلول المقبل، مع زيادة عدد ساعات التوقف عن العمل بصورة تدريجية.
يوضح الرسم البياني أدناه -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- وجود أستراليا على قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في 2022:
رد شركة شيفرون
ردًا على أنباء الإضراب، قال متحدث باسم شركة شيفرون أستراليا: "بلغنا أن عمال محطة ويتستون صوّتوا لصالح الإضراب بعد تصويت نظمه ممثلوهم"، وفق ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (SP global).
وأضاف: "سنواصل العمل عبر عملية المفاوضات، سعيًا للوصول إلى نتائج تصب في مصلحة كل من العاملين والشركة".
وقالت الشركة في بيان صحفي منفصل: "بينما لا نعتقد أن الإضراب ضروري للتوصل إلى اتفاق.. نقر بحق العمال بالدخول في إضراب تدعمه السلطات".
وتابعت: "سنواصل اتخاذ خطوات من شأنها الحفاظ على سير العمل بصورة آمنة وموثوقة في محطات الغاز المسال حال حدوث اضطراب".
جاء ذلك رغم محاولات شركة شيفرون الأميركية لتجنب دخول عامليها في إضراب عن العمل، بعدما أعلن العاملون في محطتي "ويتستون" و"غورغون" اعتزامهم المضي قدمًا في الإضراب يوم 24 أغسطس/آب 2023.
ومن المقرر أن يصوّت العمال في محطات الإنتاج "ويتستون" و"غورغون" التابعتين لشركة شيفرون على اتفاق مع الشركة على مدار يومي 30 و31 أغسطس/آب 2023، حسبما قال متحدث باسم شيفرون أستراليا في 25 أغسطس/آب 2023.
أسعار الغاز
أثارت الأنباء بشأن إضراب عمال قطاع الغاز المسال الأسترالي المخاوف من توقف الإنتاج، وهو ما تسبّب في ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.
وارتفعت أسعار عقود الغاز الطبيعي، تسليم سبتمبر/أيلول، في هولندا إلى 38.40 يورو (41.5 دولارًا)، بزيادة 10.4%، مقارنة بإغلاق تعاملات يوم الجمعة الماضية 25 أغسطس/آب 2023.
(اليورو= 1.8 دولارًا)
وعادة ما تستعمل دول أوروبا وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها.
(غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة غاز) (تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة غاز)
وأظهرت بيانات بورصة "إنتركونتيننتال إكستشينج"، أنه جرى تداول سعر الغاز عند 37.50 يورو (40.5 دولارًا) يورو في الساعة 2:34 بتوقيت غرينتش.
وفي تقرير سابق، قال محللو شركة "سيتي غروب" للاستشارات، إنه إذا لم يقرر العمال الدخول في إضراب، وإذا لم ترتبك عمليات الإنتاج؛ فإن سوق الغاز ستفيض بالإمدادات، وستنخفض أسعارها قبل حلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل 2023.
بدورهم، أكد محللو شركة "إنسبايرد" للاستشارات، أن أيّ إشارة إلى تنفيذ الإضراب قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي حتى حلول فصل الشتاء المقبل.
ونادرًا ما تشتري قارة أوروبا إمدادات الغاز المسال الأسترالية، لكن القارة العجوز بحاجة إلى تأمين مخزوناتها قبل حلول فصل الشتاء.
موضوعات متعلقة..
- الغاز المسال الأسترالي يُلهب الأسعار.. تفاصيل أسبوعين من الأحداث الساخنة
- صادرات الغاز المسال الأسترالي تهدد الأسعار العالمية.. ما القصة؟
- انخفاض عائدات صادرات الغاز المسال الأسترالي 24% في يونيو
اقرأ أيضًا..
- مزارع الرياح البحرية تقتل الحيتان في أميركا.. دليل وثائقي
- قبرص قد تحرم مصر من 4.4 تريليون قدم مكعّبة من الغاز
- تجارب استعمالات الهيدروجين في صناعة المعادن تبشر بنتائج واعدة