تصريف مياه محطة فوكوشيما.. كوريا الجنوبية مطمئنة واليابان تشتكي من مضايقات الصين
تواصل اليابان تصريف مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط، وسط اعتراضات صينية، ومراقبة من قِبل كوريا الجنوبية، رغم تأكيدات أن مستويات المياه في الحدود الآمنة.
وتجري كوريا الجنوبية عمليات فحص لمنتجات المأكولات البحرية المستوردة من اليابان، في الوقت نفسه اشتكت طوكيو من مضايقات تمارسها بكين بعد تفريغها المياه المشعّة في البحر.
بدأت اليابان، يوم الخميس 24 أغسطس/آب 2023، ضخ أكثر نحو 1.3 مليون طن، وهو ما يكفي لملء 500 حوض سباحة أولمبي، من المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما النووية المدمرة إلى المحيط الهادئ، وهي عملية سيستغرق استكمالها عقودًا.
مستويات الإشعاع
أكدت الحكومة الكورية أن مستويات الإشعاع في المياه القريبة من سول كانت أقل بكثير من معايير مياه الشرب التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية.
وقال مسؤول في سول، اليوم الإثنين 28 أغسطس/آب 2023، إن تركيز التريتيوم في مياه البحر بعد تصريف المياه الملوثة من محطة فوكوشيما النووية المعطلة في اليابان كان أقل بكثير من الحد القياسي.
وتقوم شركة طوكيو للطاقة الكهربائية، مشغل المحطة، بمراقبة تركيز التريتيوم في مياه البحر القريبة لتقييم تأثيره المحتمل في المحيط منذ بدء تصريف المياه الملوثة يوم الخميس.
وقال النائب الأول لرئيس مكتب تنسيق سياسات الحكومة بارك كو يون: "التركيز على بعد 3 كيلومترات من المحطة النووية كان أقل بكثير من الحد القياسي"، موضحًا أن 3 مسؤولين كوريين جنوبيين توجهوا إلى اليابان لزيارة المكتب الميداني للوكالة الدولية للطاقة الذرية الواقع في فوكوشيما.
تأتي الزيارة في إطار إجراءات المتابعة بعد أن طلب الرئيس يون سيوك يول، من رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إشراك خبراء كوريين جنوبيين في مراقبة تصريف المياه من محطة فوكوشيما.
فحص المأكولات البحرية
بدأت كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين 28 أغسطس/آب 2023، عملية فحص خاصة لعلامات بلد المنشأ لمنتجات المأكولات البحرية المستوردة لتبديد المخاوف المتعلقة بالسلامة العامة بعد تصريف اليابان للمياه الملوثة من محطة الطاقة النووية المعطلة.
قال نائب وزير المحيطات في كوريا الجنوبية بارك سونغهون، إن التفتيش المكثّف لمدة 100 يوم يهدف إلى التحقق مما إذا كان المستوردون والموزعون وتجار التجزئة يضعون بصورة صحيحة علامات بلد المنشأ لعناصر المأكولات البحرية الرئيسة القادمة من الخارج، مثل المحار المروحي وأبراميس البحر وأناناس البحر.
وأضاف بارك: "تراقب الحكومة علامات بلد المنشأ على مدار السنة.. لكننا سنجري تحقيقًا خاصًا على مستوى غير مسبوق مع تزايد المخاوف بشأن نظام توزيع المأكولات البحرية المستوردة من اليابان ودول أخرى".
وحظرت كوريا الجنوبية جميع واردات المأكولات البحرية من 8 محافظات يابانية بالقرب من محطة فوكوشيما النووية في عام 2013 بسبب المخاوف بشأن مستويات الإشعاع في أعقاب تدمير محطة الطاقة النووية بسبب زلزال عنيف وتسونامي في عام 2011.
ويُعَد هذا هو الفحص المكثف الثاني للمأكولات البحرية المستوردة بعد الجولة الأولى التي أُجرِيَت في مايو/أيار ويونيو/حزيران؛ إذ ستقوم الحكومة بتعبئة جميع الموظفين المتاحين من خلال التعاون مع المؤسسات الخاصة ذات الصلة والنشطاء المدنيين والخبراء.
وستخضع نحو 20 ألف متجر ومركز توزيع للتحقيق، وستضاعف الحكومة عدد زيارات فريق الفحص إلى المتاجر، وقد يواجه أولئك الذين يفشلون في تحديد بلد المنشأ غرامات تصل إلى 10 ملايين وون (7.6 ألف دولار)، وقد يواجه أولئك الذين يزورون علامات المنشأ ما يصل إلى 7 سنوات في السجن أو غرامات تصل إلى 100 مليون وون (76 ألف دولار).
وخلال النصف الأول من العام الجاري، استوردت كوريا الجنوبية 10.71 ألف طن من المأكولات البحرية من اليابان، وهو ما يمثّل 2% من إجمالي واردات البلاد من المأكولات البحرية.
مضايقات الصين
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو، اليوم الإثنين، إن كثرة المضايقات الصينية بشأن إطلاق مياه محطة فوكوشيما للطاقة النووية أمر مؤسف للغاية.
وطالبت طوكيو بكين بـ"ضمان أمن المقيمين اليابانيين في الصين" بعد موجة من المضايقات عبر الهاتف استهدفت الشركات اليابانية، إثر الجدل الذي أثاره تصريف مياه محطة فوكوشيما النووية.
وبدأت الاتصالات التي مصدرها الصين تستهدف الشركات اليابانية بدءًا من الخميس الماضي، مع بدء شركة "تيبكو" التي تدير محطة فوكوشيما دايشي النووية تصريف المياه المستخدمة في تبريد مفاعلاتها في البحر.
وبدأت اليابان في إطلاق الدفعة الأولى من المياه المعالجة التي كانت تستخدم في تبريد المفاعلات المعطلة في محطة فوكوشيما للطاقة النووية، في بث مباشر من المحطة، نفّذته شركة طوكيو للطاقة الكهربائية.
وسيتم تصريف المياه النقية عبر نفق في قاع البحر على بُعد كيلومتر واحد من الشاطئ، ويتيح النفق تصريف المياه بمعدل 460 طنًا يوميًا، كما سيتم تخفيف كل طن من مياه فوكوشيما بـ1200 طن من مياه البحر النقية.
وبحسب الخطة، سيتم تصريف إجمالي 7800 طن من المياه المعالجة على مدار 17 يومًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ونقلت وكالة "كيودو" للأنباء عن رجل أعمال في فوكوشيما أن 4 مطاعم ومحال للحلويات يملكها تلقت نحو ألف اتصال الجمعة، غالبيتها مصدرها الصين؛ الأمر الذي دفع هذه المؤسسات إلى قطع خطوطها.
وأعلن رئيس بلدية فوكوشيما هيروشي كوهاتا، السبت الماضي، عبر موقع "فيسبوك"، أن البلدية تلقّت نحو 200 اتصال مماثل في يومين، ومثلها المدارس والمطاعم والفنادق المحلية.
وأدانت وزارة الخارجية الصينية تصرف اليابان بشأن المياه الملوثة في محطة فوكوشيما النووية، موضحة أن تصريف مياه المحطة مسألة تتعلق بالسلامة النووية وتأثيرها عابر للحدود.
وقال نائب ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن التخلص من المياه الملوثة نوويًا له آثار عابرة للحدود الوطنية وهو ليس بأي حال من الأحوال مسألة خاصة باليابان.. وإن تجاهل اليابان للمصالح العامة ونقل خطر التلوث النووي علانية إلى العالم أجمع، بما في ذلك دول المحيط الهادئ، هو أمر يخدم مصالحها الخاصة وغير مسؤول على الإطلاق".
وأوضح قنغ أن الجانب الياباني لم يعالج بعد المخاوف الرئيسة للمجتمع الدولي بشأن موثوقية معدات معالجة المياه على المدى الطويل، وصدق ودقة البيانات المتعلقة بالمياه الملوثة نوويًا، وسلامة برنامج المراقبة وفاعليتها.
موضوعات متعلقة..
- اليابان تبدأ تفريغ مياه محطة فوكوشيما النووية في البحر وسط اعتراضات بيئية
- تشغيل وحدة لتوليد الكهرباء بالفحم في اليابان بعد تضررها من زلزال فوكوشيما
اقرأ أيضًا..
- المخزون العائم من النفط الإيراني.. ما سر وجوده وكيف تعيد طهران بناءه؟ (تقرير)
- قبرص قد تحرم مصر من 4.4 تريليون قدم مكعّبة من الغاز
- لماذا تتراجع بي بي البريطانية عن خططها لخفض إنتاج النفط والغاز؟ (تقرير)