أخبار الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

اليابان تبدأ تفريغ مياه محطة فوكوشيما النووية في البحر وسط اعتراضات بيئية

بدأت اليابان، اليوم الخميس 24 أغسطس/آب 2023، ضخ أكثر من مليون طن متري من المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما النووية المدمرة إلى المحيط الهادئ، وهي عملية سيستغرق استكمالها عقودًا.

تأتي عملية إطلاق مياه المحطة النووية، التي تمثل علامة فارقة في عملية طويلة وصعبة، وسط اعتراضات من عدد من المنظمات البيئية، والدول المجاورة وفي مقدمتها الصين.

وتم تقطير مياه محطة فوكوشيما النووية بعد تلوثها بسبب ملامستها قضبان الوقود في المفاعل الذي دمّره زلزال وتسونامي عام 2011.

تحتوي الخزانات الموجودة في الموقع حاليًا على نحو 1.3 مليون طن من المياه المشعة، وهو ما يكفي لملء 500 حوض سباحة أولمبي، وفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

خطة إطلاق المياه

تقوم شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) بتصفية المياه الملوثة لإزالة النظائر، ولم يتبقَّ سوى التريتيوم، وهو نظير مشع للهيدروجين يصعب فصله.

وتعمل تيبكو على تخفيف المياه حتى تنخفض مستويات التريتيوم إلى ما دون الحدود التنظيمية قبل ضخها إلى المحيط من الموقع الساحلي، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وأوضحت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية أن المرحلة الأولى من التصريف ستتم على مدار 17 يومًا، وستشمل تصريف 7800 طن من المياه المعالجة المخففة بمياه البحر.

وتخطط الشركة لتصريف أكثر من 31 ألف طن من المياه، خلال العام الحالي؛ أي نحو 30 خزانًا، موضحة أن عملية التصريف الكاملة قد تستغرق 30 عامًا على الأقل حتى تكتمل.

اعتراضات بيئية على إطلاق مياه محطة مياه فوكوشيما النووية
اعتراضات بيئية على إطلاق مياه محطة مياه فوكوشيما النووية

ويتم إطلاق المياه التي تحتوي على التريتيوم بشكل روتيني من المحطات النووية في جميع أنحاء العالم، وتدعم السلطات التنظيمية التعامل مع مياه محطة فوكوشيما النووية بهذه الطريقة.

ويُعَد التريتيوم غير ضار نسبيًا؛ لأن إشعاعه ليس نشطًا بدرجة كافية لاختراق جلد الإنسان؛ إذ أكّدت مقالة في مجلة ساينتفيك أميركان في عام 2014 أنه عند تناولها بمستويات أعلى من تلك الموجودة في المياه المنطلقة؛ فإنها يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.

وسيستغرق التخلص من مياه محطة فوكوشيما النووية عقودًا حتى يكتمل، مع التصفية والتخفيف المستمرين، إلى جانب وقف تشغيل المحطة المخطط له.

خطورة المياه المتسربة

تقول اليابان والمنظمات العلمية إن المياه المتسربة آمنة، لكن نشطاء البيئة يقولون إن جميع التأثيرات المحتملة لم تُدرَس بعد؛ إذ تشدد طوكيو على حاجتها لبدء إطلاق المياه مع امتلاء صهاريج التخزين.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة، قد أعطت الضوء الأخضر للخطة، في يوليو/تموز الماضي، قائلة إنها تفي بالمعايير الدولية وإن تأثيرها في الناس والبيئة "ضئيل".

من جانبها أكدت منظمة السلام الأخضر، يوم الثلاثاء الماضي، أن المخاطر الإشعاعية لم تُقَيَّم بشكل كامل، وإن التأثيرات البيولوجية للتريتيوم والكربون 14 والسترونتيوم 90 واليود 129 -التي سيتم إطلاقها مع الماء- "تم تجاهلها".

وستعمل عملية الترشيح على إزالة السترونتيوم 90 واليود 129، كما أن تركيز الكربون 14 في المياه الملوثة أقل بكثير من المعيار التنظيمي للتصريف، وفقًا لوثائق تيبكو والحكومة اليابانية.

اعتراضات بيئية على إطلاق مياه محطة مياه فوكوشيما النووية
اعتراضات بيئية على إطلاق مياه محطة مياه فوكوشيما النووية

وتُشدِّد اليابان على أن مستويات التريتيوم في المياه ستكون أقل من تلك التي تُعَد آمنة للشرب بموجب معايير منظمة الصحة العالمية.

وقالت بعثة اليابان لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الماضي: "في الوقت نفسه، ليس من عادة أي دولة أن تشرب المياه التي يتم تصريفها من المنشآت النووية".

وأوضحت الوثيقة أن الحكومة ستتخذ "الإجراءات المناسبة؛ بما في ذلك التعليق الفوري للتصريف" إذا تم اكتشاف تركيزات عالية بشكل غير عادي من المواد المشعة.

وخلصت حكومة كوريا الجنوبية من دراستها الخاصة إلى أن إطلاق المياه يتوافق مع المعايير الدولية، وقالت إنها تحترم تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

رد الفعل على تصريف المياه

تعمل شركة تبكو مع مجتمعات صيد الأسماك وأصحاب المصلحة الآخرين، وتُرَوِّج لمنتجات الزراعة وصيد الأسماك والغابات في المتاجر والمطاعم لتقليل أي ضرر يلحق بسمعة الإنتاج من المنطقة.

وحثّت نقابات الصيد في فوكوشيما الحكومة لسنوات على عدم إطلاق المياه، بحجة أن ذلك من شأنه أن يقوض الجهود الرامية إلى استعادة السمعة المتضررة لمصايد الأسماك الخاصة بهم.

وقال رئيس الاتحاد الوطني للجمعيات التعاونية لمصايد الأسماك ماسانوبو ساكاموتو، يوم الإثنين، إن المجموعة تدرك أن الإطلاق قد يكون آمنًا من الناحية العلمية، لكنها لا تزال تخشى الإضرار بالسمعة.

وأعربت الدول المجاورة عن قلقها، وكانت الصين هي الأعلى صوتًا، ووصفت خطة اليابان بأنها غير مسؤولة وغير شعبية وأحادية الجانب.

وبعد وقت قصير من تدمير تسونامي وزلزال عام 2011 لمحطة فوكوشيما النووية، حظرت الصين واردات المنتجات الغذائية والزراعية من 5 محافظات يابانية، وفي وقت لاحق وسَّعت الحظر ليشمل 10 من أصل 47 محافظة في اليابان.

كما فُرِضَت القيود الأخيرة على الواردات في يوليو/تموز بعد أن وافقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خطط اليابان لتصريف المياه المعالجة.

مخاوف من تأثير مياه محطة فوكوشيما النووية في الأسماك
اعتراضات بيئية على إطلاق مياه محطة مياه فوكوشيما النووية

تسلسل زمني لأحداث محطة فوكوشيما النووية

عرضت وكالة رويترز جدولًا زمنيًا للأحداث الرئيسة المتعلقة بحادث محطة فوكوشيما النووية وعمليات التنظيف اللاحقة.

2011

11 مارس/آذار: زلزال بقوة 9 درجات قبالة ساحل شمال شرق اليابان يتسبب في حدوث تسونامي مدمر يُغرِق أنظمة الطاقة والتبريد الاحتياطية في محطة فوكوشيما النووية التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو)؛ ما يتسبب في النهاية بانهيارات في 3 من 6 محطات؛ ما يدفع الحكومة لإعلان حالة الطوارئ النووية.

12 مارس/آذار: شركة تيبكو تبدأ بحقن مياه البحر لتبريد قضبان وقود المفاعلات.

4 أبريل/نيسان: أطلق المهندسون أكثر من 10 آلاف طن من المياه الملوثة -نحو 100 مرة أكثر إشعاعًا من الحدود القانونية- والتي استُخدِمَت لتبريد قضبان الوقود المحمومة بعد نفاد سعة التخزين.

16 ديسمبر/كانون الأول: اليابان تؤكد أن المفاعلات المتضررة في حالة مستقرة من "الإغلاق البارد".

2013

22 يوليو/تموز: شركة تيبكو تعلن أن المياه المشعّة استمرت في التسرب من المحطة إلى المياه الجوفية؛ ما يجعلها مشعّة، مع ما لذلك من آثار في مياه الشرب وفي المحيط الهادئ.

2014

1 أبريل/نيسان: بدأ السكان في العودة إلى المنطقة المحظورة التي يبلغ طولها 20 كيلومترًا (12 ميلًا) حول محطة فوكوشيما النووية مع اكتمال عملية تطهير المنطقة.

3 يونيو/حزيران: شركة تيبكو تبدأ العمل على إنشاء "جدار جليدي" لإبطاء تدفق المياه الجوفية إلى المحطة المحطمة، لكن تراكم المياه الملوثة مستمر؛ ما أدى إلى إبطاء جهود التعافي.

2018

13 أبريل/نيسان: اليابان تقول إنها قررت إطلاق المياه في البحر؛ ما أثار غضب الصين التي وصفت هذه الخطوة بأنها "غير مسؤولة للغاية"، وكذلك كوريا الجنوبية التي استدعت السفير الياباني.

1 أكتوبر/تشرين الأول: شركة طوكيو للطاقة الكهربائية تقول إن المياه المعالجة في موقع محطة فوكوشيما النووية لا تزال تحتوي على مواد مشعة، وتعتذر للحكومة بعد إصرارها في السابق على إزالة المواد، ويتم تخزين مليون طن من المياه في المحطة، وهو ما يكفي لملء نحو 500 حمام سباحة أولمبي.

13 نوفمبر/تشرين الثاني: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إن اليابان يجب أن تعالج بشكل عاجل تراكم المياه الملوثة.

2021

28 ديسمبر/كانون الأول: اليابان تضع خطة لإطلاق المياه تتضمن معايير التعويض للصناعة المحلية وإعداد تقرير السلامة.

2023

4 يوليو/تموز: اليابان تحصل على موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، على صرف المياه، بعد مراجعة استمرت عامين. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن خططها تتفق مع معايير السلامة العالمية وسيكون لها "تأثير إشعاعي ضئيل" في الناس والبيئة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق