نفطتقارير النفطرئيسية

أرباح مصافي النفط الأميركية نحو التعافي خلال النصف الثاني من 2023

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • توقعات بتعافي أرباح مصافي النفط الأميركية في النصف الثاني من 2023
  • تعوّل المصافي على موسم الصيانة الكثيف خلال النصف الثاني من عام 2023 في تعزيز الأرباح
  • صعدت مبيعات نواتج التقطير في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 2% خلال عام 2022
  • أسعار النفط الخام المرتفعة قد أسهمت في هبوط الأرباح
  • تشهد مصفاة إتش إف سينكلير توقفًا مؤقتًا عن العمل خلال النصف الثاني من 2023

تشير توقعات إلى أن مصافي النفط الأميركية ستنجح في تحسين نتائجها المالية المنخفضة المُسجلة خلال الربع الثاني من عام 2023، بدعم من الطلب القوي والمخزونات المنخفضة.

وتعوّل تلك المصافي على موسم الصيانة الكثيف خلال الشهور الـ6 الأخيرة من عام 2023، في توسيع هوامش الأرباح عبر رفع أسعار المشتقات النفطية.

وفي ضوء هذا السيناريو، قلّصت فروق الأسعار المحدودة بين الخام والمشتقات النفطية في الربع الثاني من العام الجاري (2203) عائدات مصافي النفط الأميركية الكبرى، لكن من المتوقع أن تتحسن النتائج في النصف الثاني من العام على خلفية اتّساع فروق الجودة بين نوعيات الخام، إلى جانب أعمال الصيانة المخطط لها، وفق ما أورده موقع أرغوس ميديا argus media.

وسجلت مصافي النفط الأميركية وأنشطة التكرير في شركات الطاقة المتكاملة هبوطًا في عائداتها المتحققة خلال الربع الثاني من عام 2023، مقارنة بالعام السابق (2022)، وفق تقارير طالعت تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة.

تراجع هوامش الأرباح

جاء هذا الهبوط مدفوعًا بانخفاض هوامش الأرباح التي تراجعت من قرب مستوياتها المرتفعة القياسية قبل عام، حينما ارتفع الطلب بدعم من تعافي الولايات المتحدة الأميركية من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، و-أيضًا- مع تغيير الحرب الأوكرانية مسار تدفّق المشتقات النفطية إلى أوروبا، ما تسبَّب في استنفاد المخزونات الحكومية.

وأسهمت مخاوف الركود الاقتصادي الوشيك والطلب الضعيف في الربع الثاني من عام 2023 بتقليص فروق الأسعار بين النفط الخام والمشتقات النفطية -مقياس لأرباح أنشطة التكرير-، حسبما قالت مصفاة "سي في آر" المستقلة.

في المقابل، أشارت مصفاة فيليبس 66 إلى أن أسعار النفط الخام المرتفعة قد أسهمت في هبوط الأرباح.

وبالنسبة لمصافي النفط الأميركية العاملة في معالجة نوعيات الخام الثقيل، مثل ليوندل باسيل(LyondellBasell) وماراثون (Marathon) وفاليرو(Valero) وفيليبس 66 (Phillips 66)، رفعت فروق الأسعار بين نوعيات النفط الثقيل والخفيف تكاليف المواد الخام المستعملة في تلك المصافي، وهو ما لم يترك مساحة لها لتحقيق أرباح.

وعلاوة على ذلك، أدت أعمال الصيانة المخطط لها وتوقفات العمل الاضطرارية إلى تراجع هوامش أرباح مصافي النفط الأميركية في الربع الثاني من عام 2023، مثل إتش إف سينكلير (HF Sinclair)، التي هبط إنتاجها بنسبة 12% من المدة ذاتها من عام 2022، وماراثون بتروليوم (Marathon Petroleum) التي تراجع إنتاجها بواقع 2.5 مليون برميل في أعقاب الحريق الذي اندلع في مصفاة غالفستون باي بولاية تكساس، البالغة سعتها 593 ألف برميل يوميًا.

ومن المتوقع أن تخرج الوحدة المتضررة من الخدمة خلال شهر سبتمبر/أيلول (2023).

ومع ذلك، ما تزال هوامش أرباح مصافي النفط الأميركية أعلى كثيرًا من المستويات التاريخية التي سُجلت لهذه المرحلة من الدورة الاقتصادية.

الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة:

إنتاج النفط الأميركي

اتّساع فوارق الأسعار

من المتوقع أن تتّسع فروق أسعار النفط الخام الثقيل والحفيف مع اتجاه الصناعة إلى موسم صيانة مزدحم، وفق ما قاله رئيس مصفاة "بي بي إف" توم نيمبلي.

وفي شهر يوليو/تموز (2023)، قال مدير التشغيل في مصفاة فاليرو غاري سيمونز، إن إنتاج النفط الثقيل المتزايد في غرب كندا وفنزويلا سيسهم في اتّساع فروق الأسعار بين النفط الخام والمشتقات النفطية، في حين يخفض تدفّق الإمدادات تكلفة نوعيات النفط الخام الثقيل.

وبالمثل، أشارت مصفاة ماراثون إلى اتّساع فروق الأسعار بين النفط الخام والمشتقات النفطية، بحسب ما قالته خلال مؤتمر إعلان النتائج المالية في أغسطس/آب (2023).

استهلاك قوي للمشتقات

على جانب الطلب، أوضحت مصافي النفط الأميركية أن استهلاك المشتقات النفطية ما يزال قويًا.

وشهدت فاليرو قفزة في مبيعات البنزين بنسبة 22% من المستويات المسجلة قبل تفشّي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وأعلنت الشركة عن مبيعات قياسية تجاوزت مليون برميل يوميًا خلال شهري مايو/أيار و يونيو/حزيران (2023)، بدعم من سعة أنشطة التكرير في الولايات المتحدة الأميركية البالغة مليون برميل يوميًا، والمتوقفة منذ عام 2019، إلى جانب المخزون الذي لامس أدنى مستوياته في متوسطات 5 أعوام.

وفي هذا الشأن، قال نائب رئيس مصفاة فيليبس 66 بريان ماندل: "القوة في المنتجات الأميركية تبدأ بمخزونات منخفضة"، خلال تصريحات أدلى بها بمؤتمر إعلان النتائج المالية لشركته في أغسطس/آب (2023).

وسجلت شيفرون (Chevron) -عملاقة الطاقة الأميركية- زيادة في إيرادات المشتقات النفطية بنسبة 7% من الربع الثاني من العام الماضي (2022)، كما أعلنت فيليبس 66 ارتفاع نسبته 4% في مبيعات البنزين.

في غضون ذلك، صعدت مبيعات المشتقات النفطية في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 2% خلال عام 2022.

ومن المرجح أن يكون الطلب على الديزل أقوى مما توقعته إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وفق ما أعلنته فاليرو.

مصفاة نفط أميركية
مصفاة نفط أميركية -الصورة من inspectioneering

توقفات كثيرة

من الممكن أن يوسّع موسم الصيانة المزدحم في النصف الثاني من عام 2023، مقترنًا بالطلب القوي والمخزونات المنخفضة، هوامش أرباح مصافي النفط الأميركية.

وحرّكت مصفاة وايتنغ بولاية إنديانا التابعة لشركة النفط البريطانية بي بي (BP)، البالغة سعتها 435 برميل نفط يوميًا، توقّفها المؤقت عن العمل الذي كان مخططًا لها في سبتمبر/أيلول إلى أغسطس/آب (2023).

في المقابل، قد تتوقف المصفاة عن إنتاج ما يصل إلى نصف مليون برميل يوميًا على ساحل الأطلسي، مع بدء مصفاتي إيرفينغ أويل ومونروي إنرجي أعمال الصيانة في أواسط سبتمبر/أيلول (2023).

وعلاوة على ذلك، تشهد مصفاة إتش إف سينكلير، التي تصل سعة إنتاجيتها إلى 185 ألف برميل يوميًا، توقفًا مؤقتًا عن العمل خلال النصف الثاني من العام (2023).

وتخطط شركة بي بي إف (PBF) لوقف العمل مؤقتًا في مصفاة تابعة لها في تورانس بولاية كاليفورنيا، بسعة 160 ألف برميل يوميًا، خلال الربع الرابع من عام 2023.

كما تعتزم ليوندل باسيل العمل على وحدة التكسير المائي (الهيدروليكي) للموائع في مصفاة هوستون بولاية تكساس التابعة لها، والبالغة سعتها 264 ألف برميل يوميًا، في الربع الرابع.

ومن الممكن أن تُسهم تلك التوقفات المؤقتة في عمل المصافي بخفض المخزونات، ومن ثم رفع أسعار المشتقات النفطية، وتوسيع هوامش أنشطة التكرير.

استئناف العمل

في الوقت الذي تتوقف فيه بعض المصافي عن العمل، هناك السعة نفسها تعود إلى سوق التكرير الأميركية التي ربما تخفف آثار وقف العمل المؤقت بالمصافي بسبب أعمال الصيانة.

فقد شرعت المصافي المملوكة لشركة سينوفوس (Cenovus) التي دمرتها الحرائق، في أوهايو وويسكونسن، والتي تلامس سعة إنتاجها 211 ألف برميل يوميًا، باستئناف العمل خلال الربع الثاني من العام الحالي.

وتوقعت شركة سي في آر (CVR) استئناف تشغيل وحدة معالجة مائية تالفة خلال أغسطس/آب (2023) في مصنعها الكائن في وينوود بولاية أوكلاهوما، والذي تبلغ سعته الإنتاجية 75 ألف برميل يوميًا.

وبالمثل، تعتزم شركة كالكاسيو (Calcasieu) استئناف العمل في مصفاتها الواقعة في مدينة ليك تشارلز بولاية لويزيانا سعة 136 ألف برميل يوميًا، بحلول سبتمبر/أيلول (2023).

ورغم درجات الحرارة القياسية في مواقع أنشطة التكرير بالولايات المتحدة، تحافظ مصافي التكرير -على ما يبدو- على معدلات عمل نموذجية، ما يمكن أن يدعم المخزونات المتناقصة، مع انتهاء ذروة موسم القيادة في الصيف، وتباطؤ الطلب.

ومع ذلك، عززت الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) توقعاتها لموسم أعاصير استثنائي في المحيط الأطلسي، وتوقعت هبوب من 14 إلى 21 عاصفة محددة خلال المدة من يونيو/حزيران إلى نوفمبر/تشرين الثاني (2023).

ووفق تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية، من الممكن أن يتسبب إعصار قوي يوقف 80% من سعة الإنتاج على ساحل خليج المكسيك، في رفع أسعار التجزئة بما يصل إلى 30 سنتًا لكل دولار أميركي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق