صادرات النفط القازاخستاني تبحث عن موانٍ روسية أكثر أمانًا
بسبب التهديدات الأوكرانية
أحمد أيوب
تواجه صادرات النفط القازاخستاني إلى روسيا والأسواق العالمية مخاطر أمنية كبيرة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ما دفع قازاخستان إلى التفكير في تغيير وجهة صادراتها إلى روسيا من المواني القريبة من دائرة الصراع إلى طرق أكثر أمانًا.
وصرّح مسؤول في شركة النفط الحكومية "قاز ترانس أويل" (Kaztransoil)، بأن بلاده قد تنقل صادراتها عبر أحد المواني الروسية المُهمة الواقعة على بحر البلطيق بدلًا من تصدير نفطها حاليًا من خلال ميناء "نوفوروسيسك" الذي يشهد المزيد من التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، اليوم الجمعة 18 أغسطس/آب 2023.
وتتنامى المساعي إلى توسيع نطاق صادرات النفط القازاخستاني عبر إيجاد طرق بديلة للمعابر الروسية، كما أن الدولة الآسيوية بدأت -بالفعل- تصدير بعض الشحنات النفطية إلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا.
تغيير وجهة الصادرات
قال رئيس إدارة النقل في شركة "قاز ترانس أويل" القازاخستانية (Kaztransoil)، آباي بايزيمبايف، إنّ بلاده قد تُغير وجهة صادراتها النفطية إلى روسيا، ليكون مقصدها الجديد هو ميناء "أوست لوغا" على بحر البلطيق بدلًا من ميناء "شيسخاريس" في منطقة نوفوروسيسك الواقع على البحر الأسود.
وأضاف "بايزيمبايف" -في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت- اليوم الجمعة 18 أغسطس/آب 2023: "إذا ساءت الأوضاع الأمنية في البحر الأسود، فمن الممكن نقل الكميات التي نصدرها من النفط إلى ميناء أوست لوغا بدلًا من شيسخاريس".
تجدر الإشارة إلى أن ميناء "شيسخاريس" الواقع في نطاق "نوفوروسيسك" هو أكبر ميناء روسي على البحر الأسود، ويستقبل الجزء الأكبر من صادرات النفط القازاخستاني إلى روسيا عبر اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين "سي بي سي".
في المقابل، يقع ميناء "أوست لوغا" على بحر البلطيق شمال غرب روسيا، بعيدًا عن مسرح أحداث الحرب الروسية-الأوكرانية.
وفي وقت سابق من شهر أغسطس/آب الجاري، حظرت روسيا الملاحة في مياه ميناء "نوفوروسيسك" لمدة وجيزة بعد غارة أوكرانية بطائرة دون طيار.
وتُهدد أوكرانيا بمزيد من هذه الهجمات على ميناء البحر الأسود إذا استمرت الضربات الجوية الروسية على المواني الأوكرانية، ما يهدد صادرات النفط القازاخستاني.
صادرات نفط قازاخستان
على مدار الأعوام الـ20 الماضية، كان اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين هو ناقل صادرات النفط القازاخستاني إلى روسيا عبر ميناء "نوفوروسيسك" ومنه إلى الأسواق العالمية.
وينقل اتحاد خطوط الأنابيب "سي بي سي" 80% من صادرات قازاخستان النفطية، بحسب ما نشره موقع "ستاندرد آند بورد غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights)، في 23 مايو/آذار 2023.
ويُعاني اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين، الذي يمتد إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، من عدة اضطرابات منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وما يزال معرضًا لمخاطر الطقس والأمن والاضطرابات الجيوسياسة.
يُذكر أن قازاخستان من أكبر الدولة الحبيسة جغرافيًا في العالم، رغم اتساع مساحتها إلى 2.7 مليون كيلومتر مربع، وهو ما يضطرها إلى استعمال البحر الأسود في روسيا من أجل عبور صادراتها النفطية إلى أوروبا والأسواق العالمية.
وتمثّل صادرات النفط القازاخستاني أكثر من 1% من الإمدادات العالمية، أو ما يقرب من 1.4 مليون برميل يوميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
طرق بديلة
ترى قازاخستان أن الحرب الروسية الأوكرانية تُهدد سلامة صادرات النفط القازاخستاني عبر روسيا، ما جعلها تبحث عن طرق أخرى بديلة لتمرير هذه الصادرات إلى السوق الأوروبية.
ونتيجة لذلك، تسعى قازاخستان إلى نقل صادراتها النفطية عبر طرق أخرى، وفي هذا الصدد، بلغت صادرات قازاخستان النفطية -العام الماضي- عبر طرق أخرى غير روسيا 1.8 مليون طن (36 ألف برميل يوميًا)، بزيادة 638 ألف طن عن عام 2021.
وأظهرت البيانات أن إمدادات النفط من ميناء أكتاو على بحر قزوين إلى باكو الأذربيجانية، الطريق الوحيد الرئيس الذي لا يمر عبر روسيا، قفزت إلى 163 ألفًا و436 طنًا خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار من 28 ألفًا و875 طنًا في المدة نفسها من عام 2022.
(طن النفط = 7.46 برميلًا)
التصدير إلى ألمانيا
نقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن مشغل خط الأنابيب القازاخستاني الحكومي "قاز ترانس أويل"، اليوم الجمعة 18 أغسطس/آب، أن قازاخستان تعتزم تصدير 1.2 مليون طن متري من النفط إلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا الروسي في عام 2024.
ومنذ نهاية يونيو/حزيران 2023، شحنت قازاخستان 290 ألف طن من النفط إلى ألمانيا عبر خط الأنابيب دروجبا، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، في 18 أغسطس/آب 2023.
وتبلغ سعة خط أنابيب دروجبا نحو 1.4 مليون برميل يوميًا، وهو أحد أكبر الخطوط التي تنقل ثلث صادرات النفط الروسي، بالإضافة إلى جانب من صادرات النفط القازاخستاني.
ومنذ سبتمبر/أيلول 2022، بدأت برلين مفاوضات مع نور سلطان لشراء كميات من النفط القازاخستاني، لتعويض مصفاة تكرير شويدت في ولاية براندنبورغ عن الإمدادات الروسية المحظورة.
ووافقت روسيا رسميًا -في 13 يناير/كانون الثاني- على نقل 300 ألف طن من النفط القازاخستاني إلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، خلال الربع الأول من 2023.
وجاءت الموافقة من جانب موسكو على نقل صادرات النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب دروجبا الذي تديره شركة "ترانس نفط" الروسية، في إطار اتفاقية مشتركة بين البلدين وُقعت في يونيو/حزيران 2022.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط القازاخستاني تتجاوز أزمة المرور عبر روسيا
- النفط القازاخستاني يستعد لزيادة الإمدادات عبر خطوط أنابيب بحر قزوين في 2023
- قازاخستان تزيد صادرات النفط الخام إلى إيران وتركيا
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: النفط سلعة إستراتيجية وسياسية.. والسعودية المدير الفعلي
- مصفاة الزور تضع الكويت في صدارة موردي وقود السفن إلى قطر
- مصفاة الزور تضع الكويت في صدارة موردي وقود السفن إلى قطر