سوق تخزين الكهرباء العالمية تلامس 15 مليار دولار بحلول 2030 (تقرير)
محمد عبد السند
- سوق تخزين الكهرباء العالمية تشهد نموًا مطّردًا في السنوات الأخيرة
- تزايد الطلب العالمي على بطاريات تخزين الكهرباء
- يُسهم تخزين الكهرباء في تعزيز أمن الطاقة
- يُتوقع أن تظل الولايات المتحدة والصين أكبر سوقين لتخزين الكهرباء بنهاية عام 2030
- توقعات بنمو سعة بطاريات التخزين عالميًا إلى 411 غيغاواط
شهدت سوق تخزين الكهرباء العالمية طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الماضية، بدعم من السياسات الخضراء التي انتهجتها حكومات الدول في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية التي برهنت على خطأ الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري؛ ما يعزز توقعات سعة تخزين الكهرباء حول العالم.
ويبرز توجّه قوي نحو تعزيز سعة تخزين تلك السلعة الإستراتيجية لمواكبة الطفرة المتوقعة في مشروعات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والسيارات الكهربائية، والهيدروجين الأخضر، إلى غير ذلك من التقنيات النظيفة التي أضحت فرس الرهان لتخليص الكوكب من براثن التغيرات المناخية.
وبناءً على هذه الخلفية، وضع تقرير حديث صادر عن مؤسسة "ماركيت ريسيرش" لأبحاث السوق حجم سوق تخزين الكهرباء العالمية عند 2.52 مليار دولار في العام الماضي (2022)، متوقعًا أن تصل إلى إجمالي قيمته 15.02 مليار دولار أميركي بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بمعدل نمو سنوي مركّب يلامس 25% خلال مدة التوقعات من عام 2023 إلى عام 2030، وفق ما نُشر بموقع الشركة الإلكتروني.
طلب متزايد
قال التقرير، إن الطلب المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة يُعدّ أحد المحركات الرئيسة لنمو سوق تخزين الكهرباء العالمية.
وبينما يتبنّى العالم حلول طاقة نظيفة مستدامة، تكتسب مسألة تكامل المصادر المتجددة، مثل طاقتي الشمس والرياح، زخمًا متناميًا.
وتؤدي أنظمة تخزين الكهرباء العالمية دورًا حاسمًا في مواجهة الطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة عبر تخزين الكهرباء الزائدة، وإطلاقها عند الحاجة إليها، ما يضمن إمدادات مستمرة لتلك السلعة المهمة، ومن ثم تعزيز أمن الطاقة والتحوط من أيّ صدمات خارجية محتملة.
وسلّطت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" الضوء على الأهمية المتزايدة لإمدادات الكهرباء المتجددة، لا سيما بالنسبة للعمل عن بُعد، وخدمات الرعاية الصحية التي تعتمد على إمدادات الكهرباء المستمرة.
ويقود النمو السريع للسيارات الكهربائية سوق تخزين الكهرباء العالمية على المدى القصير.
الرسم البياني ادناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح توقعات سعة بطاريات تخزين الكهرباء عالميًا بحلول عام 2030:
بطاريات الليثيوم أيون
أسهمت الجهود العالمية الرامية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، والتحول إلى النقل الكهربائي، في زيادة الطلب على بطاريات الليثيوم أيون المستعملة في السيارات الكهربائية.
ويقود هذا الطلب إلى إعادة تشكيل صناعة السيارات، وقيادة التطورات الحاصلة في أنظمة تخزين الكهرباء وتقنية البطاريات.
ويتطلب توليد الكهرباء اللامركزية -مثل نشر الألواح الشمسية على أسطح المباني والمنازل، واستعمال توربينات الرياح الصغيرة- تطبيق حلول تخزين فاعلة على نطاق واسع.
ويمكن لأنظمة تخزين الكهرباء المتصلة بالشبكة أن تُحدث توازنًا بين العرض والطلب على الكهرباء، إلى جانب الإسهام في استقرار الشبكة خلال أوقات التحميل وقت الذروة، وتمكين مشاركة الكهرباء بين العملاء.
ويوفّر هذا فرصة ذهبية للشركات في سوق تخزين الكهرباء العالمية لتطوير حلولٍ إبداعية وميسورة التكلفة لإدارة الشبكة، وتحديات التوزيع.
ومن حيث أنواع البطاريات، تبرز بطاريات الليثيوم أيون الفئة الأكبر نتيجة كثافة الطاقة العالية التي تتّسم بها، إلى جانب كفاءتها العالية.
وتُستعمل تلك البطاريات على نطاق واسع في تطبيقات تخزين الكهرباء، من التركيبات صغيرة النطاق، إلى نظيرتها واسعة النطاق.
كما تُعدّ بطاريات الليثيوم أيون الفئة الأسرع نموًا؛ ما يسلّط الضوء على أهميتها المتنامية في مواجهة تحديات تخزين الكهرباء.
التقسيم وفق التطبيقات
تُقَسّم سوق تخزين الكهرباء من حيث التطبيقات إلى القطاعات السكنية والتجارية، إلى جانب قطاع المرافق.
ويُعدّ قطاع المرافق الأكبر؛ نتيجة شروط تخزين الكهرباء به، واللازمة لاستقرار الشبكة، وإدارة الطلب وقت الذروة.
أمّا القطاع السكني فهو الأسرع نموًا؛ إذ يتبنّى المزيد من الأسر مصادر الطاقة المتجددة، وحلول تخزين الكهرباء للأغراض السكنية.
ويؤدي القطاع دورًا عظيم الأهمية بالنسبة للشركات الساعية إلى ترشيد استعمال الكهرباء، وتحقيق وفورات في التكلفة.
"آسيا المحيط الهادئ" السوق الأكبر
تبرز منطقة آسيا المحيط الهادئ اللاعب الأكبر في سوق تخزين الكهرباء؛ بفضل الطلب المتزايد على تلك السلعة من قبل القطاعات التصنيعية، وانتشار مظاهر التحضرـ في بلدان مثل الصين والهند واليابان.
وتُعدّ أوروبا الأسرع نموًا خلال مدة التوقعات، مدعومة بتركيزها على استعمال مصادر الطاقة المتجددة، وتكامل أنظمة تخزين الكهرباء؛ بهدف تعزيز موثوقية الشبكة وكفاءتها.
وبوجه عام، تشهد سوق تخزين الكهرباء العالمية نموًا قويًا؛ بدافع من تزايد الطلب على استعمال الكهرباء المتجددة، وتنامي استعمال السيارات الكهربائية، والتوسع في أنظمة تخزين الكهرباء المتصلة بالشبكة.
إلى جانب ذلك، تشكّل تقنيات البطاريات المتطورة، وتكامل أنظمة تخزين الكهرباء الذكية والمترابطة، السوق إلى حدّ كبير.
سعة تخزين الكهرباء العالمية
توقّع تقرير حديث صادر عن مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس أن تزداد سعة بطاريات التخزين عالميًا إلى 411 غيغاواط، ما يعادل 1194 غيغاواط/ساعة بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بارتفاع 14 مرة عن السعة المركبة في العام الماضي (2021) عند 27 غيغاواط أو 56 غيغاواط/ساعة.
ويُتوقع أن تظل الولايات المتحدة والصين أكبر سوقين لتخزين الكهرباء بنهاية عام 2030، بأعلى من نصف السعة المركّبة.
وبالمثل، يُتوقع أن تحرز أوروبا تقدمًا كبيرًا؛ بدافع أزمة الطاقة التي نجحت القارة العجوز في تفادي تداعياتها خلال الشتاء الماضي، بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، من المتوقع أن يصعد الطلب العالمي على البطاريات من قطاع تخزين الكهرباء لأكثر من 2.5 تيراواط/ساعة في عام 2030، اتّساقًا مع سيناريو خفض الاحترار العالمي بواقع 1.6 درجة مئوية، وفق تقديرات صادرة عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
موضوعات متعلقة..
- سعة بطاريات تخزين الكهرباء عالميًا قد ترتفع 10 مرات بحلول 2030 (تقرير)
- سعة تخزين الكهرباء عالميًا قد ترتفع 15 مرة بحلول 2030 (تقرير)
- سعة تخزين الكهرباء في أميركا قد ترتفع إلى 30 غيغاواط بنهاية 2025 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة الأردني: اتفقنا على رفع إمدادات الكهرباء من مصر.. وهذه خطتنا لإنتاج الهيدروجين (حوار)
- إنتاج النفط الإيراني قد يرتفع إلى 3.5 مليون برميل يوميًا قبل نهاية الصيف
- إيرادات الكهرباء المولدة بالطاقة النووية تلامس 271 مليار دولار بحلول 2027