كلّلت شركة بتروتشاينا الصينية جهودها المكثفة في مجال إزالة الكربون من عملياتها الاستكشافية، بإنتاج أول برميل خام "أخضر" في أحد الحقول الضخمة التابعة لها شمال شرق الصين.
وتستهدف عملاقة النفط خفض الانبعاثات الكربونية، تمهيدًا لتحقيق أهداف الحياد الكربوني في مواقعها النفطية، في إطار الوفاء بأهدافها المناخية، ضمن خُطة مماثلة تنفذها ثاني أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني.
وفي هذا المسار، أنتجت بتروتشاينا ما يُعد أول برميل خام أخضر من حقل نفط جيلين الذي تمتلكه، وتديره في مقاطعة جيلين شمال شرق الصين، حسبما أورد موقع أبستريم upstream المتخصص.
ويُعد هذا الإنجاز جزءًا من مبادرة أوسع تستهدف تقليص مستويات الانبعاثات الكربونية، وخفض البصمة الكربونية للشركة بوجه عام، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
توليد الكهرباء النظيفة
قالت شركة بتروتشاينا، إنها تحولت إلى توليد الكهرباء النظيفة باستعمال طاقة الرياح بدلًا من الطاقة الحرارية، في المربع "3" الكائن بحقل جيلين النفطي.
وأوضحت الشركة، أن هذا التحول قد قاد إلى المحافظة على 0.6 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.
ويُعاد حقن غاز ثاني أكسيد الكربون إلى جانب النفط الخام، في خزان عبر تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
المربع "3" في حقل جيلين
يستضيف المربع "3" في حقل نفط جيلين أكبر تجمع لمنصات إنتاح النفط البري في آسيا، إذ يضم ما يزيد على 170 بئرًا لحقن النفط والمياه.
ويُعد المربع "3" موقعًا رئيسًا في عمليات بتروتشاينا، إذ يغطي مساحة قدرها 80 ألفًا و500 متر مربع، ويستفيد من سطوع شمسي يبلغ في المتوسط 2879.8 ساعة سنويًا، ودرجة إشعاع تصل في ذروتها إلى 1050 واط/متر مربع.
وتمتلك بتروتشاينا -وحدها- 6.73 مليار طن من الاحتياطات النفطية، يمكن تعزيزها بـ1.11 مليار طن عبر استغلال تقنية الاستخراج النفطي المعزز بتقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
ويُقصد بالاستخراج المعزز للنفط عملية استعمال تقنيات عدة، من أجل تعزيز كمية النفط التي يمكن استخراجها من الحقل النفطي.
ولتحقيق هدف الاستخراج النفطي المعزز، ستحتاج الشركة الصينية إلى إعادة حقن 2.95 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، حسبما قال الرئيس السابق لقسم تطوير العلوم والتكنولوجيا في بتروتشاينا، يوان شيي.
احتجاز الكربون وتخزينه
حتى الآن خفّضت بتروتشاينا 5.5 مليون طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون عبر تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
وفي العام الماضي (2022) -وحده-، أعادت شركة النفط الصينية حقن 1.1 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في الخزانات المستنفدة، ما أسهم في زيادة الإنتاج النفطي بواقع 300 ألف طن.
ويمثّل هذا ما نسبته 70% من إجمالي مستويات خفض غاز ثاني أكسيد الكربون عبر تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في الصين.
مزرعة رياح في حقل جيلين
في مارس/آذار (2023)، شرعت بتروتشاينا في تنفيذ عملياتها بأول مزرعة رياح برية في حقل نفط جيلين.
وتحوي المزرعة 18 توربين رياح بريًا، بسعة إجمالية تلامس 78 ميغاواط، وهو ما يمكن أن يُولد كهرباء سعة 260 مليون كيلوواط/ساعة سنويًا.
وسيكون مشروع مزرعة الرياح البرية الذي سيحل محل مولدات الكهرباء العاملة بوقودي الفحم والديزل، قادرًا على خفض 202 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ويُعد المشروع ذاته جزءًا من مشروع رياح أكبر سيُسهم في مضاعفة السعة إلى 150 ميغاواط، الذي تُخطط بتروتشاينا لتنفيذه في حقل نفط جيلين في المستقبل القريب.
وزعمت بتروتشاينا، أن مشروع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه هو الأكبر على الإطلاق في آسيا، إذ جرى حقن ما يزيد على مليوني طن من غاز ثاني أكسيد الكربون حتى الآن.
وتحقن بتروتشاينا التي يترأسها داي هوليانغ -في الوقت الراهن- 350 ألف طن سنويًا في حقل نفط جيلين عبر 88 بئرًا، وهو ما يعزز إنتاج النفط بمقدار 2000 برميل يوميًا.
الصين مساهم قوي في الانبعاثات
يُشار إلى أن الصين مسؤولة عن نحو 27% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون كافّة، وثلث انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت بتروتشاينا، إن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الوطنية ستلامس ذروتها عند 10.6 مليار طن في نهاية العقد الجاري (2030).
ومع ذلك تشير الأرقام الحديثة إلى أن الانبعاثات تجاوزت 11.9 مليار طن في العام الماضي (2022)، ما يعكس الحاجة الملحة إلى تنسيق الجهود في مسار خفض الانبعاثات.