التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تقنية احتجاز الكربون وتخزينه تحظى بثقة البريطانيين

محمد عبد السند

نجحت تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في الاستحواذ على ثقة الجمهور في المملكة المتحدة، لما تتمتع به من معايير السلامة العالية، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام التوسع في تنفيذ المشروعات في هذا المجال الحيوي، والأنشطة ذات الصلة.

وأظهرت دراسة بريطانية "ارتفاع الثقة في درجة الأمان الخاصة باحتواء غاز ثاني أكسيد الكربون" في تقنية التقاط الكربون وتخزينه في الجرف القاري للمملكة المتحدة، وفق ما نشره موقع "أرغوس ميديا" المتخصص (argus).

وتتبعت الدراسة عمليات إطلاق ثاني أكسيد الكربون على مدار أكثر من 25 عامًا، بجانب 100 عام من الرصد الدقيق لما بعد إطلاق ثاني أكسيد الكربون في موقعين معينين، بُغية الاستدلال على المواقع النموذجية في الجرف القاري للمملكة المتحدة، وفق ما ورد في التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأثبتت الدراسة، التي أُجريت بتكليف من الحكومة البريطانية، أن "ما يزيد على 99.9% من كمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي أُطلقت سيُحتفظ بها داخل مجمع التخزين".

وتحدد قاعدة البيانات ذات الصلة باحتجاز الكربون وتخزينه في المملكة المتحدة أكثر من 500 موقع محتمل بسعة مجمعة تُقدر بنحو 78 مليار طن.

يوضح التصميم التالي-الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم:

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم

هدف طموح

يحوي الجرف القاري للمملكة المتحدة حقول نفط وغاز "ذات محتوى عالٍ وطبيعي من ثاني أكسيد الكربون.. ما يقدّم دليلًا دامغًا على أن الطبيعة الجيولوجية للمملكة المتحدة من الممكن أن تحتفظ بثاني أكسيد الكربون بصورة طبيعية وآمنة، على مدى مدد زمنية جيولوجية"، وفق الدراسة.

وأعد التقرير مهندسون معتمدون مستقلون، ومهندسون بحريون، وخبراء استشاريون في مجال الطاقة، كما راجعه ممثلون عن جامعة "هيريوت- وات البحثية" وهيئة المسح الجيولوجي البريطانية.

وتخطط المملكة المتحدة لتأسيس 4 مجموعات صناعية لتقنية احتجاز الكربون وتخزينه بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بسعة مُجمعة مُستهدفة من احتجاز الكربون وتخزينه، تتراوح من 20 إلى 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

واختارت المملكة المتحدة مجموعتي "تراك 1" التي تتألف من موقعي "هاي نيت" الواقع قبالة الساحل الشمالي الغربي لبريطانيا، وموقع "إيست كوست"، قبالة الساحل الشمالي الشرقي، مع استهداف البدء في تلك المشروعات أواسط العقد الحالي (2025).

منح تراخيص

كانت الهيئة المعنية بالتحول في بحر الشمال بالمملكة المتحدة قد أطلقت أولى جولات منح التراخيص لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون في يونيو/حزيران (2022)، لتتلقى 26 مناقصة بشأن 113 منطقة تخزين محتملة.

وخلال الأسبوع الحالي، أسست الهيئة -التي تتوقع إعلان نتائج جولة التراخيص في الأسابيع المقبلة- فريقًا لنقل الكربون وتخزينه، استجابة للنمو السريع الذي يشهده قطاع الكربون في المملكة المتحدة.

وما تزال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في مرحلة نمو مبكرة نسبيًا، رغم أن النرويج تُعد "فرس الرهان" في تطوير تلك التقنية.

يُذكر هنا أن موقعي "سليبنر" و"سنوهفيت" المخصصين لاحتجاز الكربون وتخزينه في البلد الإسكندنافي قد دخلا حيز التشغيل في عامي 1996 و2008 على الترتيب.

يُظهر الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم خلال المدة من 2010 إلى 2022.

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه

انتعاشة في المشروعات

شهد عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا زيادة كبيرة نسبتها 50%، في العام المنقضي (2022)، غير أن تلك النسبة لا تكفي لتحقيق أهداف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، حسبما ورد في تقرير حديث أصدرته شركة وود ماكنزي.

ومن المتوقع أن يشهد العالم تطوير 166 مليون طن سنويًا من سعة تخزين الكربون، خلال العام الجاري (2023)، بحسب ذات التقرير.

بيد أن إجمالي سعة مشروعات احتجاز الكربون التي تترقب الحصول على قرار الاستثمار النهائي لا يتجاوز 89 مليون طن سنويًا في 2023.

احتجاز الكربون وتخزينه
محطة كهرباء عاملة بالفحم في بريطانيا - الصورة من CNBC

وتوقع تقرير "وود ماكنزي" أن يدخل السواد الأعظم من مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه مرحلة التشغيل بحلول عام 2030.

وخلال الأشهر الـ12 المنتهية في سبتمبر/أيلول 2022، بلغ عدد مشروعات تقنية احتجاز الكربون وتخزينه ذروته عند 196 مشروعًا، بارتفاع 61 مشروعًا على أساس سنوي، وفق ما دلت عليه بيانات وردت في التقرير السنوي للمعهد العالمي لالتقاط الكربون وتخزينه.

كما ارتفعت سعة مشروعات احتجاز الكربون المخططة إلى 244 مليون طن سنويًا، بنهاية سبتمبر/أيلول 2022، مقابل 169 مليون طن سنويًا قبل عام واحد (2021).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق