أخبار الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

إلغاء مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • أتكو الكندية تلغي مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا
  • تسارع وتيرة مشروعات الهيدروجين الأخضر في أستراليا
  • أتكو تعلق مشروعًا مقترحًا لإنشاء محطة طاقة كهرومائية لتخزين الكهرباء بالضخ في ولاية نيوساوث ويلز
  • تتنامى استعمالات الهيدروجين الأخضر في الاقتصاد الأسترالي
  • في عام 2022 أُعلِن أكثر من 100 مشروع هيدروجين "نظيف" في أستراليا

وجّهت عملاقة الغاز الكندية أتكو ضربة موجعة لعملية إنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا، بعد أن قررت إلغاء مشروع ضخم في هذا المجال؛ لعدم جدواه التجارية في الوقت الراهن.

وتعوّل أستراليا -كثيرًا- على قطاع الهيدروجين الأخضر في توليد الكهرباء النظيفة، والاستفادة منه في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، إذ تعدّ من أوائل الدول في العالم التي أعلنت إستراتيجية وطنية للهيدروجين.

وفي هذا الإطار، أعلنت أتكو أنها ألغت خططًا لواحد من أوائل مشروعات الهيدروجين الأخضر التجارية في أستراليا، رغم الدعم التمويلي القوي الذي تمنحه الوكالة الأسترالية للطاقة المتجددة "أرينا" التابعة للحكومة لتلك المشروعات، حسبما أورد موقع "رينيو إيكونومي" RENEW ECONOMY3.

وذكرت أتكو أنها علّقت -أيضًا- مشروعًا مقترحًا لإنشاء محطة طاقة كهرومائية لتخزين الكهرباء بالضخ في ولاية نيوساوث ويلز الأسترالية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مشروع عديم الجدوى

كانت أتكو قد خططت لبناء محلل كهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا سعة 10 ميغاواط بالقرب من مزرعة رياح وارادارج البالغة سعتها 180 ميغاواط، والمملوكة لشركة برايت إنرجي في غرب أستراليا، لتغذية المحطة بالكهرباء المتجددة، وإنتاج 4.3 طنًا من الهيدروجين الأخضر سنويًا.

وتُعدّ المحطة أحد مشروعات الهيدروجين الأخضر الـ3 التي وقع عليها اختيار "أرينا في العام قبل الماضي (2021) للحصول على حصة من تمويلات إجمالية تزيد على 103 مليون دولار أميركي في شكل منح، وذلك لبناء أحد أكبر أجهزة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم.

غير أن مشروع أتكو الذي يحمل اسم "مُجمع إبداع الطاقة النظيفة"، ويُعرف أيضًا بـ"ميد ويست بروجيكت - مشروع الغرب الأوسط"، قد أُلغي لاعتماده على نقل الهيدروجين عبر شاحنات إلى نقاط يمكن عندها ضخّه في شبكة الغاز.

وهذا ما دفع الشركة الكندية -الآن- إلى اتخاذ قرار بعدم جدوى المشروع الذي تلامس قيمته الإجمالية 53 مليون دولار، قائلةً، إنها ستتنازل عن المنحة المُخصصة له من قبل "أرينا"، والتي تصل قيمتها إلى 28.3 مليون دولار أميركي.

وتشترك أتكو، التي تشغّل شبكة غاز في جنوب غرب نيوساوث ويلز، في تشغيل محطة إعادة التزود بالهيدروجين العاملة بالطاقة الشمسية في ضاحية جانداكوت جنوب بيرث غرب أستراليا، والمعروفة بـ"مركز إبداع الكهرباء النظيفة".

طفرة الهيدروجين تتلاشى قريبًا

تتنامى استعمالات الهيدروجين الأخضر بالاقتصاد الأسترالي في الوقت الراهن، لكن من المرجح أن تتلاشى بعض من تلك الاستعمالات الأصلية قريبًا، لا سيما بالنظر إلى تزايد اقتناء السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، والقرار الذي اتخذه العديد من شركات التعدين الكبرى بشأن تفضيل استعمال البطاريات الكهربائية بدلًا من الهيدروجين، لتسيير شاحنات النقل.

وهناك -أيضًا- تساؤلات كبيرة حول الجدوى العملية والحكمة من استعمال الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع في خطوط أنابيب الغاز.

وفي هذا الصدد، أشارت أتكو إلى أنها ما تزال واثقة في إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر، غير أنها أكدت أنها تحتاج إلى أن تتمركز بالقرب من الصناعات الثقيلة حتى يتسنى استعمال ذلك الوقود الحيوي.

موقع عمل تابع لشركة اتكو
موقع عمل تابع لشركة اتكو - الصورة من .veritread

وفي هذا السياق، قال بيان صادر عن الشركة: "بينما كنا نثق في البداية بأننا نستطيع بناء (مجمع إبداع الطاقة النظيفة) في وارادارج، أظهر تقييمنا الجاري وتطورات السوق أن الفوائد التي تتأتّى من التمركز بالقرب من المستعمِل النهائي للهيدروجين الأخضر كانت أكثر جدوى تجاريًا، عمّا إذا كان المشروع موجودًا في مكان بعيد".

وأوضح البيان: "ما تزال أتكو تعتزم استكشاف فرص بناء محطة هيدروجين تجارية، لكنها ما تزال متأكدة من أنه من المجدي استكشاف تلك الفرص بالقرب من الصناعات الثقيلة، إذ يبرر الطلب ضخ المزيد من الاستثمارات".

وتابع: "نحن على ثقة في أنه مع نمو اقتصاد الهيدروجين في ولاية أستراليا الغربية، وتزايد الطلب على الهيدروجين الأخضر، ستصبح مسألة تطوير محطات الهيدروجين عبر الولاية واقعًا ملموسًا".

تعليق محطة كهرومائية

في غضون ذلك، كشفت أتكو أنها قد علّقت مشروعًا مقترحًا لإنشاء محطة كهرومائية لتخزين الكهرباء بالضخ، في مدينة باثرست بولاية نيوساوث ويلز، بينما تسعى للحصول على توضيح بشأن السياسات المُطبَّقة من قبل حكومة الولاية في هذا الخصوص.

وكان من المقرر البدء في بناء المشروع البالغة سعته 2600 ميغاواط/ساعة في بداية العام المقبل (2024)، إلّا أن تزايد التكاليف الخاصة بأعمال الهندسة المدنية حالَ دون ذلك.

ويُعتقد أن المحطة الكهرومائية لتخزين الكهرباء بالضخ ستحتاج إلى دعم حكومي مباشر، على غرار مشروع "سنوي 2.0"، وكذلك مشروع "كيدستون" في ولاية كوينزلاند، الذي يُموَّل معظمه من قبل وكالة حكومية فيدرالية.

وفي هذا الخصوص، قالت أتكو، إنها أرجأت تقديم بيان الآثار البيئية الخاص بمشروع إنشاء المحطة الكهرومائية لتخزين الكهرباء بالضخ، لكنها قالت، إنها ما تزال تأمل في الحصول على الضوء الأخضر من أجل البدء في التنفيذ.

وأكّدت أن بيان الآثار البيئية الخاص بالمشروع يتمّ حاليًا.

وأضافت: "ومع ذلك، فإننا قررنا إرجاء تسليم هذا البيان حتى تتّضح أُطر السياسات الحكومية في ولاية نيوساوث ويلز، وهناك مسار تجاري واضح لمشروعات مدنية كبيرة، مثل المحطة الكهرومائية لتخزين الكهرباء بالضخ".

وأشارت إلى أنه سينتُج عن هذا بعض الإرجاء في الجدول الزمني الأصلي الذي حددته للمشروع، "غير أننا لا ندّخر جهدًا لضمان تسليم مثل تلك المشروعات المهمة بسرعة، وبأسعار ميسورة".

منشأة لإنتاج الهيدروجين في جنوب أستراليا
منشأة لإنتاج الهيدروجين في جنوب أستراليا - الصورة من "ET News"

تقدّم الصناعة

في أبريل/نيسان (2023)، ذكر تقرير صادر عن وزارة التغير المناخي والطاقة والبيئة والمياه الأسترالية أن صناعة الهيدروجين الأخضر المحلية تشهد تقدمًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن أستراليا تضم قرابة 40% من جميع مشروعات الهيدروجين العالمية المعلنة، حسبما نشرته مجلة بي في ماغازين أستراليا (pv magazine Australia).

وفي العام الماضي (2022)، أُعلِن أكثر من 100 مشروع هيدروجين "نظيف" في أستراليا، أي أكثر من ضعف المشروعات المعلنة في العام السابق (2021)، وفق التقرير الذي يتألف من 92 صفحة، وتابعته تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة.

مشروعات لم تُحسم

قدّر التقرير الذي يحمل عنوان "تطور صناعة الهيدروجين في أستراليا حتى الآن" قيمة المشروعات الأسترالية بـ300 مليار دولار أسترالي (203.5 مليار دولار أميركي) من الاستثمارات المحتملة، لكن التقرير يشير إلى أن معظم إعلانات المشروعات في هذه المرحلة لم يصل بعدُ إلى قرارات الاستثمار النهائية.

(الدولار الأسترالي = 0.68 دولارًا أميركيًا).

وتابع التقرير: "بينما تمتلك أستراليا عددًا كبيرًا من مشروعات الهيدروجين المعلنة، فإنها ما تزال تتخلف عن العديد من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن المشروعات الآخذة بالانتشار".

وفي النهاية، حذّر التقرير من أن أستراليا تخاطر الآن بالتخلف عن البلدان الأخرى التي تطبّق آليات سياسة قائمة على السوق والحوافز الاقتصادية الجديدة لإنعاش صناعات الهيدروجين لديها، لافتًا إلى أن أستراليا كانت الدولة الثالثة عالميًا التي أعلنت إستراتيجية وطنية للهيدروجين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق