التقاريرتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

نظام الكهرباء في إندونيسيا يُعِد مسارات للوصول إلى الحياد الكربوني (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا يؤثر كثيرًا في جودة الهواء والصحة العامة.
  • إندونيسيا تُعَد أكبر اقتصاد ناشئ في جنوب شرق آسيا.
  • السياسات الحالية ستؤدي إلى زيادة قدرة إندونيسيا الحالية على حرق الفحم.
  • الحرق المشترك للأمونيا قد يفاقم تأثيرات نوعية الهواء بسبب الانبعاثات.

يستعد نظام الكهرباء في إندونيسيا لانتهاج مسارات يجري إعدادها حاليًا؛ للوصول إلى الحياد الكربوني، والاستغناء التدريجي عن محطات توليد الكهرباء بالفحم.

وتتمثل موارد الفحم الإندونيسي واحتياطياته في نوع متوسط الجودة موزع بمنطقة شرق كاليمانتان ونوع منخفض الجودة في وسط سومطرة وجنوبها.

وتعتمد إندونيسيا على المحطات العاملة بالفحم في 62.5% من توليد الكهرباء. وينطوي هذا الاعتماد على تأثيرات كبيرة في جودة الهواء والصحة العامة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتسهم تلك المحطات التي يعتمد عليها نظام الكهرباء في إندونيسيا، في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير على مدى العقد الماضي، بحسب ما نشره مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (energyandcleanair).

وتُعدّ إندونيسيا أكبر اقتصاد ناشئ في جنوب شرق آسيا؛ حيث تمتلك رابع أكبر عدد من السكان في العالم وتحافظ على متوسط معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.3% في المدة 2011-2019، قبل أن يجتاحها وباء كوفيد-19 في عام 2020.

تقييم جودة الهواء

نشر مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (سي آر إي إيه) ومعهد إصلاح الخدمات الأساسية (آي إي إس آر) دراسةً لتقييم جودة الهواء الحالية وتأثيراتها الصحية، والتكاليف الاقتصادية الخارجية المرتبطة بمحطات توليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا.

وتتضمن الدراسة تأثير مسارات السياسة المختلفة في المستقبل وتقدم أول مسارات الاستغناء التدريجي القائمة على الصحة، التي صُمِّمَت لزيادة فوائد الصحة العامة إلى الحد الأقصى من محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم.

وطور مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف تقييمًا شاملًا للأثر الصحي يحدد الآثار المترتبة على قرارات إندونيسيا بشأن خطط توليد الكهرباء بالفحم.

وأوضحت الدراسة أن معايير انبعاثات ملوثات الهواء الحالية في إندونيسيا لمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم متأخرة كثيرًا عن أفضل الممارسات الدولية وأفضل التقنيات المتاحة. هذا واضح من المقارنات مع الصين وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي.

وتحدد هذه الدراسة نموذجًا لمسار يتم فيه تفويض جميع محطات الكهرباء، التي من المتوقع أن تعمل بعد عام 2035 بتركيب أجهزة فعّالة للتحكم في الانبعاثات بحلول عام 2030، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

في هذا المسار، يمكن تجنب 8300 حالة وفاة سنوية مرتبطة بتلوث الهواء في عام 2035 في سيناريو السياسات الحالية (مجال الثقة بمقدار 95%: 5200- 12600 حالة وفاة)، فضلًا عن التكاليف الصحية البالغة 5.8 مليار دولار أميركي.

وستصل التكاليف الصحية المتراكمة التي يتم تجنبها إلى 90 مليار دولار أميركي؛ ما يؤدي إلى فائدة اقتصادية صافية للمجتمع قدرها 70 مليار دولار أميركي، مع مراعاة تكاليف الاستثمار والتشغيل للتحكم في تلوث الهواء؛ ما يجعل الاستثمارات مربحة للغاية من وجهة نظر اجتماعية.

منطقة تخزين الفحم في محطة توليد كهرباء إندونيسية
منطقة تخزين الفحم في محطة توليد كهرباء إندونيسية - الصورة من رويترز

نتائج الدراسة

أشارت دراسة لتقييم جودة الهواء الحالية وتأثيراتها الصحية، التي أجراها مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (سي آر إي إيه) ومعهد إصلاح الخدمات الأساسية (آي إي إس آر) إلى أن انبعاثات ملوثات الهواء من محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم زادت بنسبة 110% في إندونيسيا خلال العقد الماضي.

عند إنجاز بناء وتشغيل جميع محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم المرتقبة، بما في ذلك محطات الكهرباء الأسيرة؛ فمن المتوقع حدوث زيادة أخرى بنسبة 70% في إطار سيناريو السياسات الحالية بحلول عام 2030.

وتشير نماذج جودة الهواء والأثر الصحي المفصّلة، التي أُجرِيَت لصالح هذه الدراسة، إلى أن انبعاثات ملوثات الهواء من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم في إندونيسيا في عام 2022 كانت مسؤولة عن 10 آلاف و500 حالة وفاة بسبب تلوث الهواء.

في المقابل، ستؤدي السياسات الحالية إلى زيادة قدرة إندونيسيا الحالية على حرق الفحم من 45 غيغاواط إلى 63 غيغاواط، قبل أن تبلغ ذروتها في عام 2028. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى وفيات مرتبطة بتلوث الهواء من طاقة الفحم التي ترتفع إلى 16600 سنويًا.

وأوضحت الدراسة أنه في ظل السياسات الحالية، ستؤدي الآثار الصحية التراكمية من عام 2024 حتى نهاية عمر جميع محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم إلى 303 آلاف حالة وفاة مرتبطة بتلوث الهواء.

وسيؤدي الاستغناء التدريجي السريع عن الفحم بحلول عام 2040، بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ، إلى تجنب إجمالي تراكمي للوفاة المرتبطة بتلوث الهواء البالغ 182.000 حالة وفاة وتكاليف صحية تبلغ 130 مليار دولار أميركي، من عام 2024 حتى نهاية عمر جميع المحطات.

على صعيد آخر، من شأن التثبيت الإلزامي لتقنيات التحكم في تلوث الهواء أن يمنع 8300 حالة وفاة مرتبطة بتلوث الهواء في عام 2035 في سيناريو السياسات الحالية، فضلًا عن التكاليف الصحية البالغة 5.8 مليار دولار أميركي.

وستصل التكاليف الصحية المتجنبة التراكمية إلى 90 مليار دولار أميركي؛ ما تنتج عنه فائدة اقتصادية صافية قدرها 70 مليار دولار أميركي للمجتمع، مع مراعاة تكاليف الاستثمار والتشغيل للتحكم في تلوث الهواء؛ ما يجعل الاستثمارات مربحة للغاية من وجهة نظر اجتماعية.

بصفتها مسؤولة عن خُمْس جميع التأثيرات الصحية، تضمّنت الدراسة المحطات التي تعمل بالفحم في إندونيسيا في آلية انتقال الطاقة وشراكة الانتقال العادل للطاقة بهدف إحراز تقدم ملموس.

وقد يؤدي استبعاد هذه المحطات من سياسة الاستغناء التدريجي عن الفحم لعام 2040 إلى عبء صحي إضافي يبلغ 27 ألف حالة وفاة بسبب تلوث الهواء، والتكاليف صحية بقيمة 20 مليار دولار أميركي.

وأجرت الدراسة تقييمًا لآثار الحرق المشترك الحالي والمخطط له للكتلة الحيوية في تلوث الهواء من محطات توليد الكهرباء بالفحم.

وألمحت الدراسة إلى أن رفع حصة الحرق المشترك إلى 20% حدًا أدنى على الإطلاق لمحطة توليد الكهرباء (بيراتوران ليستريك نيغارا)، مزود الكهرباء المملوك للدولة في إندونيسيا، هو تحدٍّ كبير من حيث توافر الكتلة الحيوية وربما يمثل تحديًا تقنيًا أمام تقليل انبعاثات.

وخلصت الدراسة إلى أن الحد من تلوث الهواء من محطات توليد الكهرباء بالفحم لا يمكن تحقيقه بشكل فعال إلا من خلال التركيب المناسب لتقنية التحكم في الانبعاثات، بحسب ما نشره مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (energyandcleanair).

ويُظهر تحليل مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف أن تثبيت التحكم في تلوث الهواء في جميع محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم بعد عام 2035 من شأنه أن يقلل من انبعاثات أكاسيد الكبريت بنسبة 73% وأكاسيد النيتروجين بنسبة 64% والغبار بنسبة 86% والزئبق بنسبة 71%. قد يؤدي الحرق المشترك للأمونيا إلى تفاقم تأثيرات نوعية الهواء بسبب الانبعاثات المنطلقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق