أهداف مزج الوقود الحيوي في أميركا تهدد صناعة الديزل المتجدد (تقرير)

تبدو فرص مزج الوقود الحيوي في أميركا مهددة، خلال السنوات المقبلة، خاصة الديزل المتجدد الذي تلقّى ضربة قاسية بعد إعلان الإدارة الأميركية أهداف الالتزامات العامة لمزج الوقود في البلاد خلال يونيو/حزيران 2023.

وحدّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن (21 يونيو/حزيران 2023) كميات الوقود الحيوي الواجب مزجها مع وقود الطرق التقليدي على مدار السنوات الـ3 المقبلة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وجاءت حصة الديزل المتجدد ضعيفة ضمن أهداف مزج الوقود الحيوي في أميركا؛ ما يهدد المنتجين وأصحاب المشروعات الواعدة في هذا القطاع، وفقًا لتقديرات شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس المتخصصة (BloombergNEF).

أحجام مزج الوقود الحيوي في أميركا حتى 2025

حددت وكالة حماية البيئة الأميركية أحجام مزج الوقود الحيوي عند 20.94 مليار غالون في عام 2023، و21.54 مليار غالون في عام 2024، ثم 22.33 مليار غالون في عام 2025، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز.

وأغضبت هذه الأهداف الفاعلين في صناعة الوقود الحيوي في أميركا؛ لاختلافها عن الاقتراحات الأولية المعلنة في ديسمبر/كانون الأول 2022.

وحددت اقتراحات ديسمبر/كانون الأول 2022 أحجام مزج الوقود الحيوي في عام 2023 عند 20.82 مليار غالون، تزيد إلى 21.87 مليار غالون عام 2024، ثم إلى 22.68 مليار غالون في 2025.

ولم تتضمن الخطة الحديثة المعلَنة من وكالة حماية البيئة الأميركية سوى 15 مليار غالون من الوقود الحيوي التقليدي (شاملة الإيثانول المستخلص من الذرة) خلال السنوات الـ3 المقبلة مع حجم إضافي لا يتجاوز 250 مليون غالون في عام 2023.

لماذا غضب المنتجون؟

ينخفض هذا الهدف مع الاقتراح الأولي في ديسمبر/كانون الأول 2022 والذي تضمّن 15 مليار غالون من الوقود الحيوي التقليدي في 2023، و15.25 مليار غالون في كل من 2024 و2025.

كما احتوت الخطة على زيادات متواضعة في أحجام الديزل القائمة على الكتلة الحيوية مقارنة بالاقتراحات السابقة على الرغم من الضغط الكبير الذي مارسته المجموعات المنتجة للديزل الحيوي والديزل المتجدد ووقود الطيران المستدام لزيادة الأحجام.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- طفرة إنتاج الوقود الحيوي في العالم خلال 30 عامًا:

ويُعَد الديزل المتجدد من أسرع أنواع الوقود الحيوي نموًا في الولايات المتحدة، إلا أن الأهداف المعلنة لمزج الوقود الحيوي جاءت أقل بكثير من حجم السعة المتوقع إضافتها في السوق من قِبل المنتجين بحلول 2025.

ومن المتوقع أن تعاني سوق الديزل المتجدد زيادةً كبيرةً في المعروض بسبب هذا الموقف؛ ما سيؤدي إلى الضغط على حوافز الوقود الحيوي وإجبار المنتجين على إيجاد أسواق جديدة أو إلغاء المشروعات المخططة أو التحول إلى صنع منتجات جديدة.

صدمة لصناعة الديزل المتجدد

لا يستحوذ الوقود الحيوي المتقدم الذي يضم فئة الديزل المتجدد سوى على 7.33 مليار غالون من الهدف الإجمالي لعام 2025، وهي نسبة أقل من توقعات المنتجين المستعدين بمشروعات ذات سعة كبيرة.

وتتوقع شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس تراوح الحجم المطلوب من الديزل المتجدد لتلبية احتياجات المزج الإلزامي بين 1.5 مليارًا و2.3 مليار غالون خلال المدة من 2023 إلى 2025، استنادًا إلى بيانات إمدادات الوقود الحيوي المُقدمة حاليًا.

بينما تتوقع زيادة المعروض من إمدادات الديزل المتجدد إلى 5 مليارات غالون بحلول 2025، ما يزيد على ضعف الحجم الإلزامي المحدد للعام نفسه، وفقًا لتفاصيل رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقديرات بلومبرغ.

وتوفر الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتحفيز منتجي الوقود الحيوي عبر برنامج معيار الوقود المتجدد (آر إف إس)، إلا أنها صدمتهم في خطط السنوات الـ3 المقبلة.

مصافي التكرير الصغيرة ترفع دعوى قضائية

تعتزم 15 مصفاة تكرير أميركية صغيرة رفع دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس جو بايدن، ممثلة في وكالة حماية البيئة؛ لرفضها منح استثناءات تعفي المصافي من حدود برنامج الالتزام الوطني بمزج الوقود الحيوي.

وتلتزم مصافي النفط بمزج مليارات الغالونات من الوقود الحيوي مع مشتقات النفط التقليدية أو شراء ائتمانات تعرف بأرقام التعريف المتجددة "آر آي إن"، إلا أن وكالة حماية البيئة يحق لها منح استثناءات لبعض المصافي الصغيرة، إذا ثبت أن التزامها بأهداف مزج الوقود يسبب لها أضرارًا.

ورفضت وكالة حماية البيئة المسؤولة عن منح الاستثناءات في 14 يوليو/تموز 2023، طلبات إعفاءات تقدمت بها 15 مصفاة صغيرة؛ ما اضطر المصافي إلى إعلان دخولها في نزاع قضائي مع الإدارة الأميركية، وفقًا لوكالة رويترز.

ولم تمنح إدارة بايدن أي إعفاءات للمصافي منذ توليه السلطة، خلافًا لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي منحت 34 إعفاءً لمصافي تكرير النفط في عام 2017.

مستقبل حوافز الوقود الحيوي

تعرف حوافز الوقود الحيوي في أميركا بأرقام التعريف المتجددة (آر آي إن)، وهي عبارة عن أرصدة قابلة للتداول تستعمل لتتبع درجة الامتثال للمستفيدين من برنامج معيار الوقود المتجدد.

وتمثل هذه الحوافز أحد العناصر الرئيسة في حسابات هوامش الربح بالنسبة إلى منتجي الوقود المتجدد في أميركا، وعادةً ما تُؤخذ في الحسبان مع أسعار السلع الفورية والحوافز الحكومية الأخرى.

وتشكل هذه الحوافز قرابة 36% من أرباح الديزل المتجدد المباع في ولاية كاليفورنيا على سبيل المثال منذ مطلع عام 2023 حتى الآن.

ومن المتوقع أن تؤدي أهداف مزج الوقود الحيوي في أميركا المعلنة -مؤخرًا- إلى خفض الدعم الوطني المقدم للصناعة بصورة أو بأخرى.

وفي حين أن حوافز السياسة الجديدة للدولة قد توفر بعض المصادر البديلة للإيرادات؛ فإن انخفاض معدلات الحوافز الفيدرالية سيضغط على هوامش الربح لمنتجي الوقود المتجدد في الولايات المتحدة مع تفاقم هذه الضغوط في حالة الإعلان عن زيادات جديدة في السعة.

وقود الطيران المستدام بديلًا

يؤثر اتجاه خفض الحوافز الحكومية في أكبر شركات إنتاج الوقود الحيوي في أميركا؛ ما قد يدفع على الأرجح إلى زيادة عدد حالات التأخير في المشروعات أو إلغائها تجنبًا للخسائر المحتملة.

وتضم قائمة الشركات المتوقع تضررها من انخفاض الحوافز الفيدرالية كلًا من "دياموند غرين ديزل" و"فيليبس 66" و"ورلد إنرجي"، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، قد يتمتع المنتجون ذوو القدرة على زيادة إنتاجهم من أنواع الوقود الحيوي الأخرى غير المستعملة على الطرق، بفرصة أكبر لتوفير مصادر إيرادات بديلة من خدمة الصناعات الجديدة التي تتطلع إلى إزالة الكربون، ولا سيما صناعة الطيران.

ويمكن لهؤلاء المنتجين أن يسرعوا من مشروعات تحويل إنتاجهم إلى وقود الطيران المستدام على سبيل المثال؛ ما قد يعزز من فرص نمو صناعة الوقود الحيوي في أميركا خلال العقود المقبلة.

موضوعات متعلقة..

• قدرة إنتاج الديزل المتجدد في أميركا قد تتضاعف بحلول 2025 (تقرير)
• شركات السيارات الكهربائية محرومة من ائتمانات الوقود المتجدد في أميركا
• الطلب على الوقود الحيوي قد ينمو 11% بقيادة الاقتصادات الناشئة (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• صادرات الغاز المسال المصرية تتوقف.. وانخفاض ضخم متوقع بالإيرادات
• الغاز الجزائري في المقدمة.. إمدادات شمال أفريقيا "طوق النجاة" لإيطاليا

• أرقام عن مصافي تكرير النفط لـ4 دول عربية.. الكويت والعراق يحققان إنجازًا (تقرير)