طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط وأفريقيا مرشحة لأكبر معدل نمو عالمي (تقرير)
بحلول 2032
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- الأسواق الأسرع نموًا ستضيف أكثر من 100 غيغاواط خلال 10 سنوات.
- الشرق الأوسط وأفريقيا سيشهدان أسرع معدلات النمو في العالم.
- مشروعات الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط تقود ثورة التوقعات.
- مبادرة الحزام والطريق الصينية تضمن فرصًا أخرى للرياح البرية.
تراهن توقعات طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط وأفريقيا على معدلات نمو متسارعة للقطاع خلال السنوات الـ10 المقبلة، مع زيادة تبنّي دول المنطقة مشروعات الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتُرجِّح تقديرات حديثة نمو مشروعات الرياح البرية بمتوسط سنوي يبلغ 23.1% في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال السنوات الـ10 المقبلة حتى عام 2032، وهو أسرع نمو متوقع في جميع أسواق طاقة الرياح العالمية، وفقًا لشركة الأبحاث "وود ماكنزي".
وجاءت هذه التقديرات ضمن تقرير متخصص، لم يتوقع نمو مشروعات طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط وأفريقيا فقط، بل مد التوقعات إلى أسواق أوروبا الشرقية وروسيا وبحر قزوين، وفقًا لما اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وجاءت منطقة "أوروبا الشرقية وروسيا وبحر قزوين" في المرتبة الثانية من حيث المناطق المرشحة لنمو كبير بمعدل سنوي 12.1% بحلول 2032.
11 سوقًا في الشرق الأوسط وشرق أوروبا
تضم مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية وروسيا وبحر قزوين 11 سوقًا من أصل أكبر 20 سوق رياح برية ناشئة في العالم؛ ما يرجح إطلاق العنان لقدرات كبيرة وطفرة متوقعة من هذه الأسواق خلال العقد المقبل.
ويتوقع تقرير شركة أبحاث وود ماكنزي وصول إجمالي أسطول طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة أوروبا الشرقية وروسيا وبحر قزوين إلى 131 غيغاواط بحلول 2032.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- قائمة أكثر الدول العربية توليدًا للكهرباء من الرياح:
أدت الرياح المعاكسة لسلاسل التوريد والتوترات الجيوسياسية والتضخم المرتفع إلى تأخير كبير في أنشطة تطوير المشروعات خلال عام 2022، وفق التقرير، الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المتوقع حدوث توسع حقيقي في سوق طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط ودول أوروبا الشرقية والمناطق الأخرى المرشحة للنمو بين عامي 2024 و2027، مع سعي دول هذه المناطق لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة لعام 2030.
كما ستعزز سياسة المشتريات القائمة على المزادات والاتفاقيات الثنائية نمو طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط والعديد من الأسواق الناشئة، وسط توقعات بأن يستقر هذا النمو على المدى الطويل؛ حيث ستصبح اختناقات نقل الشبكات والمنافسة مع الطاقة الشمسية أكثر ظهورًا.
ورغم ذلك؛ فما تزال معظم البلدان لم تحدد خريطة طريق كافية لتطوير البنية التحتية لشبكات نقل الكهرباء؛ ما قد يحد بشدة من إمكانات الرياح الهائلة في هذه المناطق.
مشروعات الهيدروجين الأخضر تقود النمو
من المتوقع أن تحصل مشروعات طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط وأفريقيا على دفعة كبيرة من النمو على المدى الطويل بفضل طموحات الهيدروجين الأخضر في المنطقة.
وتنعم المنطقة بموارد استثنائية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، فضلًا عن مساحات شاسعة من الأراضي الرخيصة، لدعم أهداف الهيدروجين الأخضر، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وشهد عاما 2021 و2022، موجة من الإعلانات عن مشروعات الهيدروجين الأخضر في أنحاء المنطقة؛ حيث تراهن أسواق مثل مصر وموريتانيا والسعودية وسلطنة عمان -مؤخرًا- على أن تصبح منتجًا رائدًا للهيدروجين مع طموحات أوسع للتصدير إلى الأسواق الخارجية.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- خريطة مشروعات الهيدروجين العربية المعلنة حتى مارس/آذار 2023:
وتأمل مصر في تعزيز وجودهها في سوق الوقود الأخضر بأن تصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الهيدروجين، بعد أن وقّعت 25 اتفاقية لمشروعات المحللات الكهربائية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
كما تتطلع الرهانات إلى مشروع نيوم في السعودية ومشروع هايبورت الدقم في سلطنة عمان بوصفهما من أوائل مشروعات الهيدروجين الأخضر الكبرى في المنطقة، وسط توقعات بأن يبدأ تشغليهما بحلول عام 2026.
وتتوقع وود ماكنزي أن تقود هذه الدول موجة الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، خلال العقد المقبل؛ ما سيعزز من التوقعات طويلة الأجل لمشروعات الرياح البرية.
وتستند أغلب مشروعات الهيدروجين إلى توفير مصدر كهرباء متجدد من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية لتشغيل المحللات الكهربائية التي تستخلص بدورها الهيدروجين من المياه عبر عمليات فصل فنية، ويسمى الهيدروجين المستخلص بهذه الطريقة "أخضر" تمييزًا له عن الهيدروجين الأزرق المنتج من حرق الغاز الطبيعي.
لماذا يجب الحذر في تفسير الأرقام المعلنة؟
تشير الخطط المعلنة إلى أن سعة مشروعات الطاقة المتجددة المرتبطة بمشروعات الهيدروجين الأخضر المعلنة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا قد تصل إلى 200 غيغاواط، إلا أن الجداول الزمنية للمشروعات ما زالت غير محددة؛ ما يرجح تعرضها لاحتمالات التأخير، وهو ما دفع وود ماكنزي إلى الدعوة للحذر عند ذكر هذا الرقم الضخم في التحليلات والتوقعات الخاصة بالمنطقة.
كما تشير وود ماكنزي إلى تحديات أخرى للتنمية ستواجه أغلب هذه الدول، تتمثل في افتقار أغلبها إلى مراكز تصنيع محلية يمكنها أن تسهل إنتاج سعة كبيرة من مصادر الطاقة المتجددة.
على الجانب الآخر، تشير توقعات متصلة إلى أن مشروعات طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط ودول أوروبا الشرقية ستشهد دفعة نمو أخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق التي أعلنتها الصين لأول مرة عام 2013.
ونجحت الصين في تعزيز التجارة والاستثمار مع الأسواق النامية، خلال السنوات الماضية، كما ضخت استثمارات هائلة في تطوير قطاع طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وروسيا وبحر قزوين، في إطار أهداف المبادرة التي تشمل مجال توليد الكهرباء بوصفه واحدًا من المجالات الرئيسة للتعاون.
فرص طاقة الرياح في مبادرة الحزام الطريق
أسهمت مبادرة الحزام والطريق في تسريع النمو في الأسواق الناشئة؛ ما أتاح 1.1 غيغاواط من القدرة التشغيلية لطاقة الرياح البرية حتى الآن، مع خطط أخرى تستهدف إضافة 11 غيغاواط من السعة الجديدة في منطقة أوروبا الشرقية وروسيا وبحر قزوين قبل نهاية 2030.
ويعتمد الفاعلون الصينيون في قطاع الطاقة على المشاركة في المزادات التي تعقد في دول المنطقتين، إلى جانب توقيع الاتفاقيات الثنائية والصفقات المباشرة والتفاوض مع الحكومات والمستثمرين الدوليين.
وأدت الطفرة الأخيرة في الاتفاقيات الثنائية إلى الإعلان عن مشروعات واسعة النطاق في قطاع طاقة الرياح البرية في الشرق الأوسط وأفريقيا ودول أوروبا الشرقية وروسيا وبحر قزوين.
وشجّعت هذه الاتفاقات المطورين الصينيين ومصنعي معدات التوربينات الأصلية وشركات التركيب على ترسيخ وجودهم في المنطقتين؛ ما أدى إلى اختراق سلسلة التوريد في الأسواق الناشئة، وتهديد المراكز السوقية لمصنعي المعدات الأصلية والمستثمرين الغربيين التقليديين في المجال.
موضوعات متعلقة..
- توقعات بهيمنة السعودية على صناعة الهيدروجين في الشرق الأوسط
- الطاقة المتجددة قد تحل أزمة الجفاف ونقص المياه في الشرق الأوسط (تقرير)
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.. طريق للريادة العالمية (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- قفزة كبيرة في إيرادات دول أوبك من تصدير النفط.. السعودية تتصدر (إنفوغرافيك)
- أسعار الألواح الشمسية في مصر تنخفض بصورة حادة.. فرصة ذهبية للشراء
- النزاع حول كوك النفط الفنزويلي يُكدّس الناقلات في المواني