تحويل سيارات البنزين إلى العمل بالكهرباء بكلفة يسيرة.. اتجاه مصري جديد
داليا الهمشري
في ظل الحوافز الحكومية لنشر السيارات الكهربائية في مصر، ظهر اتجاه جديد في المجتمع المصري يهدف إلى تحويل سيارات البنزين للعمل بالكهرباء بكلفة بسيطة لا تتعدى 3 آلاف دولار.
ويهدف هذا الاتجاه إلى الحصول على مميزات السيارة الكهربائية باهظة الثمن -وأبرزها رخص تكلفة الصيانة الدورية وندرة الأعطال وانخفاض سعر الكهرباء المستعملة لتشغيلها- بإدخال تعديلات محدودة على السيارة التي تعمل بالوقود التقليدي.
ومن جانبها، شجعت الدولة هذا الاتجاه، من خلال تعديل لائحة المرور للسماح بترخيص السيارات المُحولة من البنزين للعمل بالكهرباء.
وما تزال مبيعات السيارات الكهربائية في مصر ضئيلة للغاية مقارنة بالسيارات التقليدية، إذ بلغ عدد السيارات المُرخصة 1904 مقارنة بـ17061 سيارة عاملة بالوقود خلال المدة ما بين مطلع يوليو/تموز 2021 وحتى نهاية فبراير/شباط 2023، وفقًا لبيانات المجمعة المصرية للتأمين الإجباري على السيارات، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
حوافز الحكومة
قدّمت الحكومة عددًا من الحوافز لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر، أبرزها تحديد رسوم جمركية ثابتة بنسبة 2% على جميع المعدّات المستوردة من الخارج، والإعفاء من ضريبة الدمغة ومصاريف التسجيل على جميع عقود التأسيس.
كما يدرس مجلس الوزراء تشجيع الصناعة المحلية من خلال تقديم إعانات بنحو 50 ألف جنيه لأول 100 ألف سيارة كهربائية مُصنّعة محليًا.
كما فرضت الحكومة على شركات القطاع العام إحلال 5% من قافلة سياراتها بأخرى كهربائية سنويًا، ووضع برنامج خاص لتمويل شراء (التاكسي الكهربائي)، ووضع برنامج تمويلي منفصل لشراء السيارات الكهربائية الخاصة.
بالإضافة إلى قرار الدولة في مارس/آذار 2018، بإعفاء السيارات الكهربائية المستعملة المستوردة من الخارج من الجمارك شريطة ألّا يتجاوز عمرها 3 أعوام، وقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبتمبر/أيلول 2020، بتشجيع التجميع المحلي للسيارات الكهربائية.
شركات تحويل سيارات البنزين إلى العمل بالكهرباء
اتجهت "شيفت إي في" إلى تحويل السيارات العاملة بالوقود إلى كهربائية وتصنيع بطاريات الليثيوم أيون، كما تُعدّ الشركة المصرية الأولى عالميًا في التحويل الصناعي للسيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي لتعمل بالكهرباء باستعمال التقنيات المتطورة.
وتهدف الشركة -حاليًا- إلى تحويل سيارات نقل الركاب الكبرى وأساطيل النقل للعمل بالكهرباء لخدمات قطاعات واسعة من المجتمع.
وبعد أن نجحت الشركة في استقطاب استثمارات عالمية بـ9 ملايين دولار لبناء أكثر من 2000 سيارة سنويًا، تسعى -الآن- للحصول على استثمارات إضافية بقيمة 20 مليون دولار، للوصول إلى 10 آلاف مركبة سنويًا.
وتمكنت الشركة من الوفاء بالمعايير العالمية والتصميم الهندسي الذي يضمن الثبات والأمان للسيارة، مما أهّلها للاعتماد في السوق المصرية، وهي في طريقها -أيضًا- إلى تصدير تكنولوجيا التحويل ومنتجاتها للأسواق العالمية الناشئة.
كما نجحت "شيفت إي في" في التواصل مع الجهات المعنية من أجل تعديل لائحة المرور للسماح بترخيص السيارات المُحولة حتى تضمن تسويق مركباتها.
تجارب فردية
ظهر عدد من التجارب الفردية التي تدعم اتجاه تحويل سيارات البنزين إلى العمل بالكهرباء.
فقد حوّل بعض المتخصصين سياراتهم ذات محركات الاحتراق الداخلي للعمل بالكهرباء، وسلّطت "منصة الطاقة المتخصصة" الضوء على أحد هذه النماذج، وهو مهندس الميكانيكا المصري عمرو منصور.
فقد قام منصور بتحويل سيارته ماركة "سوزوكي ألتو" التي تعمل بالبنزين إلى الكهرباء بالكامل.
وحول الخطوات التي اتّبعها لتحقيق ذلك، قال منصور -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إنه استبدل محرك البنزين بآخر كهربائي بقدرة 15 كيلوواط و96 فولت، وركّب مضخة شفط هواء الفرامل (Vacuum Pump).
وأضاف منصور أنه قام كذلك بتركيب بطاريتين في صندوق السيارة بقدرة 10 كيلوواط، مشيرًا إلى أن السيارة تكون بذلك قادرة على قطع مسافة تصل إلى 100 كيلومتر.
وتابع قائلًا: "يمكن -كذلك- إضافة بطاريتين أُخريين حتى تستطيع السيارة قطع مسافة تصل إلى 180 كيلومترًا، ولكنها لن تتمكن من مضاعفة المسافة إلى 200 كيلومتر، لأنه في هذه الحالة ستزيد البطاريات الـ4 من وزن السيارة".
تكلفة التحويل
أوضح المهندس عمرو منصور أن التعديلات التي أجراها على سيارته للعمل بالكهرباء قد تضمنت -كذلك- تركيب شاحن للبطاريتين بقدرة 3 آلاف واط و100 فولت لشحنهما معًا خلال مدة تصل إلى 4 ساعات بأقصى تقدير، وجهاز تحكّم (كنترول) للبطارية للكشف عن مقدار الشحن وغيرها من التفاصيل، بالإضافة إلى مستشعر بلوتوث لمعرفة حالة شحن البطارية من خلال الجوال المحمول.
كما استبدل منصور خزان البنزين بوصلة كهرباء بقدرة 220 فولت لشحن السيارة، بعد أن تحولت للعمل بالكهرباء.
وحول تكلفة تحول سيارة سوزوكي ألتو العاملة بالبنزين إلى كهرباء، لفت المهندس عمرو منصور إلى أن ثمن المحرك الجديد بوحدة التحكم والدواسة قد بلغ 2000 دولار شاملة سعر الشحن.
كما كلَّف شراء البطاريتين نحو 1000 دولار، مشيرًا إلى إمكان استعمال بطاريات مُستعملة لتوفير التكلفة، وإضافة بطاريتين لزيادة المسافة -التي تقطعها السيارة- بـ1000 دولار أخرى.
وأكد منصور أن تحويل السيارة إلى كهرباء قد كلَّف ما يقرب من 3 آلاف دولار، مشيرًا إلى أنه في النهاية قد حصل على سيارة كهربائية ذات أداء مناسب وسرعة جيدة، بالإضافة إلى توفير نفقات شحن البنزين والصيانة.
فتح التراخيص
أبرزَ المهندس عمرو منصور -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الدولة تدعم اتجاه تحويل سيارات البنزين إلى العمل بالكهرباء، من خلال فتح التراخيص لهذا النوع من السيارات.
وطالب الدولة بدعم تحويل سيارات البنزين إلى العمل بالكهرباء للتوفير في الصيانة، ونفقات التشغيل، لافتًا إلى أنه سيوفر على الدولة عبئًا كبيرًا في استيراد المشتقات النفطية.
وما يزال توطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر يواجه عددًا من التحديات، أبرزها توفير محطات الشحن، ومراكز الصيانة لتحفيز المستهلكين على الشراء، والعمل على زيادة المكون المحلي بنسبة 50% من مكونات السيارة بأقلّ تقدير، والاستعانة بالخبرات الأجنبية في توطين تكنولوجيا البطاريات الكهربائية.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية في مصر.. خبير يكشف السيناريوهات المتوقعة حتى 2050
- هل يتراجع الطلب على الوقود عالميًا بسبب السيارات الكهربائية؟ النرويج نموذجًا
- تشغيل السيارات الكهربائية بالمكثفات الفائقة بدلًا من البطاريات.. ابتكار مصري جديد
اقرأ أيضًا..
- اليابان تغازل دول الخليج لشراء الغاز المسال.. وقطر في المقدمة
- أكبر 5 صفقات نفط عربية في يونيو 2023.. مشروع ضخم للجزائر
- خطة لمضاعفة احتياطيات الغاز المغربي.. وهذه تطورات حقل تندرارة
- أكثر الدول العربية إنتاجًا للغاز الطبيعي في 2022.. قطر والسعودية بالصدارة (إنفوغرافيك)
الخلايه الضوئية افضل من الدمنو وممكن تركب على سطح السياره
هل يمكن تركيب دينامو لشحن البطاريات يتم تشغيله عن طريق حركه اطارات السياره
وبذلك لانحتاج لشحن البطاريات عند إنتهاء الشحن
لأن الشحن سيكون مستمر عن طريق الدينامو