سلّط تقرير حديث الضوء على انخفاض إنتاج النفط الروسي، مشيرًا إلى ارتفاع متوقع لأسعار الخام في الأشهر المقبلة.
وتوقّع تقرير -أصدره بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس"- أن تنخفض مخزونات النفط، مع ارتفاع الطلب عليه بشكل موسمي خلال فصل الصيف، إلى جانب انخفاض المعروض من دول تحالف أوبك+.
وهو الأمر الذي سيؤدي -بدوره- إلى ارتفاع أسعار النفط في الأشهر المقبلة، بحسب التقرير الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
وكان تحالف أوبك+ قد قرر، في اجتماعه الوزاري الأخير، تمديد اتفاقية خفض الإمدادات بمقدار مليوني برميل يوميًا، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حتى نهاية عام 2024، بدلًا من نهاية العام الجاري (2023).
كما أعلنت السعودية وروسيا و7 دول أخرى في التحالف تمديد الخفض الطوعي البالغ 1.66 مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام المقبل.
انخفاض إنتاج النفط الروسي وصادراته
تعهدت روسيا، في 3 يوليو/تموز 2023، بخفض صادرات النفط طوعًا بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب المقبل، لدعم استقرار وتوازن السوق العالمية.
جاء هذا التحرك بعد تعهّد سابق بخفض إنتاج النفط الروسي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023، قبل تمديده إلى نهاية العام المقبل، في إطار التنسيق مع دول تحالف أوبك+.
واستعرض التقرير -الذي طالعت منصة الطاقة تفاصيله- دلائل تراجع إنتاج النفط الروسي، وسط تشكُّك العديد من المشاركين في سوق النفط بتنفيذ روسيا تعهُّدها بخفض الإنتاج.
وتقدّر وكالة الطاقة الدولية أن صادرات النفط والمنتجات المكررة الروسية تراجعت 0.6 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران إلى 7.3 مليون برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ مارس/آذار 2021.
وتقدّر شركة بترو لوجيستيك أن الصادرات الروسية المنقولة بحرًا انخفضت بشكل أكبر في أول 12 يومًا من شهر يوليو/تموز بنحو 830 ألف برميل يوميًا، مع انخفاض النفط الخام بما يزيد قليلًا عن 550 ألف برميل يوميًا، والمنتجات المكررة بما يزيد قليلًا عن 270 ألف برميل يوميًا.
وقال محلل السلع في بنك يو بي إس -الذي أعدّ التقرير- جيوفاني ستانوفو: "المهم هنا هو انخفاض كل من النفط الخام والمنتجات النفطية، إذ كان هناك بعض القلق في السوق من أن صادرات المنتجات النفطية المرتفعة قد تعوّض انخفاض صادرات النفط الخام".
وأضاف: "يشير هذا إلى أن روسيا تعمل على تقليص الإنتاج".
ارتفاع أسعار النفط الروسي
في سياقٍ متصل، تجاوز خام الأورال الروسي مؤخرًا السقف السعري الذي حددته مجموعة الدول السبع عند 60 دولارًا للبرميل؛ إذ ما يزال الشراء فوق الحدّ الأقصى للسعر ممكنًا، لكن تلك الصادرات تحتاج إلى الاعتماد على ناقلات "أسطول الظلام" المؤمنة من قبل الشركات في الأسواق الناشئة.
وزادت الهند مشترياتها من النفط الروسي الأرخص ثمنًا بشكل كبير؛ لذلك قد تضطر البلاد إلى خفض الواردات حتى تجد ناقلات بديلة، بحسب ما أكده تقرير بنك الاستثمار السويسري.
يُذكر أن خام الأورال الروسي قد تجاوز 60 دولارًا للبرميل، يوم الأربعاء (12 يوليو/تموز 2023)، مخترقًا السقف السعري، مع تجاوز خام برنت 80 دولارًا للبرميل، وفق وكالة بلومبرغ.
من جانبها، أعلنت وزارة المالية الروسية، في 3 يوليو/تموز 2023، أن متوسط سعر خام الأورال في يونيو/حزيران بلغ 55.28 دولارًا للبرميل، انخفاضًا من 87.25 دولارًا في العام السابق، وهو أقلّ من السقف السعري بما يعادل 1.6 مرة.
وسجل متوسط سعر خام الأورال للأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري (2023) نحو 52.17 دولارًا للبرميل، انخفاضًا من 84.09 دولارًا في المدّة نفسها قبل عام، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة تاس الروسية.
روسيا تحسم الجدل: خفض الإنتاج أم الصادرات؟
صرّح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأن شركات النفط ستقرر بشكل مستقل ما إذا كانت ستخفض إنتاج النفط الروسي أم صادراتها في شهر أغسطس/آب المقبل.
وشدد نوفاك على أن مهمة روسيا تتمثل -عمومًا- في خفض الإمدادات إلى الأسواق العالمية بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، ردًا على سؤال لوكالة تاس الروسية، حول ما إذا كان تراجع الصادرات الروسية في الشهر المقبل سيؤدي لخفض الإنتاج بالمقدار نفسه،
وأشار إلى أن قرار خفض الإمدادات في أغسطس/آب سيساعد على تحقيق التوازن في سوق النفط خلال مدّة انخفاض الطلب، مضيفًا: "هذا يعني أننا سننقل كميات أقلّ.. روسيا ستسلّم كميات أقلّ لأسواق النفط"، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كما ذكّر نوفاك بأن روسيا خفضت الإنتاج طواعيةً بمقدار 500 ألف برميل يوميًا من مارس/آذار حتى نهاية عام 2024، ومنذ مايو/أيار، انضم عدد من دول تحالف أوبك+ إلى تخفيضات الإنتاج الطوعية، التي بلغت نحو 1.7 مليون برميل يوميًا، حتى نهاية عام 2024.
بالإضافة إلى ذلك، أكد نوفاك أن المملكة العربية السعودية قررت خفضًا طوعيًا إضافيًا في إنتاج النفط لشهر يوليو/تموز بمقدار مليون برميل يوميًا، ثم مُدِّد هذا الإجراء إلى أغسطس/آب.
انخفاض صادرات النفط الروسي
أظهر التقرير الشهر الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، يوم الخميس (13 يوليو/تموز 2023)، أن صادرات النفط الروسي سجّلت 7.3 مليون برميل يوميًا خلال يونيو/حزيران 2023، بانخفاض يُقدَّر بـ600 ألف برميل يوميًا.
كما تراجعت عائدات صادرات النفط الروسي خلال الشهر الماضي بمقدار 1.5 مليار دولار؛ إذ بلغت 11.8 مليار دولار، أي نحو نصف مستويات الشهر نفسه من العام الماضي (2022).
وكانت إيرادات صادرات روسيا من النفط قد تراجعت بنحو 1.4 مليار دولار في مايو/أيار الماضي إلى 13.3 مليار دولار، بحسب الأرقام التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
ويتزامن ذلك مع تعهُّد روسيا بخفض الإنتاج طواعيةً بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، إلى جانب تأثير العقوبات الغربية التي تشمل حظر واردات النفط الخام الروسية وفرض سقف سعري بدءًا من ديسمبر/كانون الأول 2022، ثم حظر المشتقات النفطية منذ فبراير/شباط 2023.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات روسيا من النفط الخام والمشتقات النفطية، حتى أبريل/نيسان 2023:
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا تنخفض مليون برميل يوميًا.. ما السبب؟
- تقرير يكشف حجم إنتاج النفط الروسي وهل تلتزم باتفاق أوبك+؟
- نقل النفط الروسي على سفن قديمة يهدد بكارثة بيئية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تخفض تقديرات نمو الطلب على النفط لأول مرة خلال 2023
- العراق يعلن انفراجة في أزمة الغاز الإيراني (فيديو)
- مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا تصطدم بسياسات غير ناجعة
- الصين تلاحق طموح فورد الأميركية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية محليًا