تواصل قطر للطاقة تنفيذ خطتها الإستراتيجية للتوسع في مشروعات الغاز المسال، والاستحواذ على أكبر حصة من تجارة الوقود.
وفي هذا الإطار، كشف وزير الدولة لشؤون الطاقة، سعد بن شريدة الكعبي، أن 40% من إجمالي كميات الغاز الطبيعي المسال الجديدة التي ستصل إلى الأسواق بحلول عام 2029 ستكون من قطر للطاقة.
وقال خلال مشاركته في جلسة "حوار القيادات" ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الـ20 للغاز الطبيعي المسال والمعرض المصاحب، المنعقد في فانكوفر بكندا: "إنه مع نمو العالم، ستكون هناك حاجة دائمة إلى الغاز الطبيعي بصفته الوقود الأحفوري الأنظف للتعامل مع حمل الطاقة المطلوب لإنتاج الكهرباء ولتشغيل المصانع والصناعات".
وتخطط قطر للطاقة إلى أن تكون أكبر شركة في تجارة الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم خلال الـ10 سنوات المقبلة.
إمدادات الطاقة
قدّم الكعبي لمحة عن جهود قطر للطاقة في التعامل مع أزمة الطاقة الثلاثية المتمثلة في أمن الإمدادات، والقدرة على تحمّل التكاليف، والاستدامة، من خلال تزويد العالم بطاقة أنظف يحتاجها لانتقال مسؤول إلى طاقة منخفضة الكربون.
وشدد على أنه "يجب أن يكون هناك توازن بين ما نحتاجه للبشرية وبين كيفية إدارته بشكل صحيح"، قائلًا: "إذا نظرنا إلى ما نقوم به في قطر، فإننا نعمل على رفع الإنتاج إلى 126 مليون طن سنويًا، ولدينا بين 16 و18 مليون أخرى ستأتي من مشروعنا في الولايات المتحدة العام القادم".
وأضاف: "نحن نقوم بذلك بالطريقة الأكثر مسؤولية فيما يتعلق بالانبعاثات وعزل ثاني أكسيد الكربون"، وفق بيان قطر للطاقة الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتنفّذ قطر للطاقة عددًا من مشروعات عملاقة، في مقدّمتها توسعة حقل الشمال الذي سيزيد قدرة الشركة على الإسالة من 77 مليون طن سنويًا إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027، والتوسع في نشاط في تجارة الغاز المسال على مستوى العالم.
خفض انبعاثات الكربون
قال سعد بن شريدة الكعبي: "تمتلك قطر اليوم أكبر موقع لعزل ثاني أكسيد الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونقوم بحقن أكثر من مليوني طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، سترتفع إلى 11 مليون طن في غضون سنوات قليلة".
وأشار إلى أن بلاده تستعمل الطاقة الشمسية لتشغيل محطات إنتاج الغاز الطبيعي المسال، موضحًا أن كثافة انبعاثات الكربون من الغاز المسال في قطر هي الأدنى في العالم.
وأكد أن بلاده وهي واحدة من أكبر الدول المنتجة والمصدّرة للغاز المسال، تقوم بذلك بطريقة مسؤولة للغاية، وتعمل على تقليل الانبعاثات.
وتُعَدّ قطر ضمن أكبر 3 دول مصدّرة للغاز في العالم، وتنتج حاليًا نحو 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
"شيطنة" النفط والغاز
دعا العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة إلى حوار مسؤول حول الانتقال إلى طاقة منخفضة الكربون، وأن نكون واقعيين بشأن ما يمكننا تحقيقه.
وقال: إن "شيطنة" النفط والغاز أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات في القطاع"، موضحًا أنه كان هناك انخفاض في الاستثمارات بمعدل 25% على مدى السنوات الـ10 الماضية من دورة الاستثمار العادية التي نتوقعها.
وأشار إلى أن السبب الوحيد الذي يجعلنا لا نرى تأثير تراجع الاستثمارات في السوق بشكل كبير حاليًا هو الشتاء الدافئ حول العالم وملء القدرات التخزينية في أوروبا.
وأكد أن ما يُستَعمَل من مخزونات الغاز لن يُجَدَّد بسهولة، إذ ما تزال الاستثمارات متراجعة عمّا تحتاجه السوق.
وأضاف: "يتحدث الناس عن الانتقال إلى طاقة منخفضة الكربون، وعن ضرورة وقف النفط والغاز، وينسون أنه لا يمكننا أن نكون أنانيين بالمطالبة بإلغاء النفط والغاز عندما يكون هناك مليار شخص محرومون من الكهرباء الأساسية التي نتمتع بها جميعًا كل يوم".
وأوضح أنه بحلول عام 2050، سيكون هناك ما يقارب الملياري نسمة جديدة تحتاج إلى الطاقة، وسيحتاج المزيد من الناس في الدول النامية إلى مستويات معيشية أفضل، مما يعني مزيدًا من الطاقة.
استثمارات الغاز في قطر
قال الكعبي عن استثمارات الغاز التي قامت بها قطر للطاقة: "عندما اتخذنا قرار الاستثمار قبل بضع سنوات، شكّك الكثير من الناس في قرارنا، قائلين، إننا لسنا بحاجة إلى هذا النوع من الاستثمار وهذا النوع من حجم الإنتاج".
وأضاف أن الناس يدركون حاليًا أننا بحاجة إلى النفط والغاز عمومًا، معربًا عن عن سعادته واعتزازه برجال ونساء قطاع الطاقة الذين يعملون ويتطورون في صناعة الطاقة.
وقال: "أنا فخور جدًا بكل من يعمل لدينا، لدينا الكثير من الرجال والنساء الذين يعملون في شركاتنا، وأعزو نجاحنا إلى القيادات المتميزة في شركاتنا وللموظفين الرائعين والمتفانين فيما يقومون به.. هذا هو سبب نجاحنا".
يُذكر أن المؤتمر والمعرض الدولي للغاز الطبيعي المسال يقام كل 3 سنوات بالتناوب بين الدول المصدّرة والمستوردة، وستُنَظَّم نسخة المؤتمر الـ21 عام 2026، التي ستستضيفها قطر، عاصمة العالم للغاز الطبيعي المسال، إذ سيتزامن الحدث الكبير مع بدء التشغيل التاريخي لأول خطوط مشروع توسعة حقل الشمال، ومع تشغيل أحد أكبر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم.
ويُنَظَّم المؤتمر والمعرض الدولي للغاز الطبيعي المسال، الذي يستمر لمدة 4 أيام، من قبل الاتحاد الدولي للغاز، ومعهد تكنولوجيا الغاز، والمعهد الدولي للتبريد.
ويعدّ الحدث الرئيس لصناعة الغاز الطبيعي المسال في العالم، إذ ينعقد بمشاركة متحدثين من أكبر عدد من كبار قادة صناعة الغاز الطبيعي المسال.
موضوعات متعلقة..
- اتفاق بين قطر للطاقة وإينوك الإماراتية لتوريد المكثفات
- قطر للطاقة تتخذ خطوة جديدة لتعزيز قدراتها في تجارة الغاز المسال
اقرأ أيضًا..
- تقرير يخفّض توقعات أسعار النفط في 2023 رغم قرار السعودية
- أسعار الألواح الشمسية في مصر تنخفض بصورة حادة.. فرصة ذهبية للشراء
- 23 اكتشاف نفط وغاز في الجزائر خلال عام ونصف