آيرينا: سلاسل توريد المعادن الحيوية تهدد سرعة تحول الطاقة

حذّرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" من التأثير السلبي لاضطرابات سلاسل توريد المعادن الحيوية في سرعة تحول الطاقة على المديين القصير والمتوسط، وسط العديد من المخاطر الجيوسياسية المحيطة بها، كون غالبية الموارد تتركز في بعض الدول.

وأضافت الوكالة، في تقرير صادر اليوم الأربعاء (12 يوليو/تموز)، أنه على الرغم من عدم وجود ندرة في احتياطيات المعادن المهمة لتحوّل الطاقة، فإن القدرات العالمية للتعدين والتكرير محدودة ومتركزة في مواقع جغرافية معينة.

ويستعرض التقرير -الذي اطلّعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- بعنوان "الجغرافيا السياسية لتحول الطاقة: المعادن الحيوية"، المخاطر والفرص الجيوسياسية المرتبطة بالطلب المتزايد على المواد المهمة لعملية انتقال الطاقة في السنوات المقبلة، ويدعو إلى اتّباع نهج شامل لتنويع سلاسل التوريد.

المخاطر الجيوسياسية لإمدادات المعادن

يتطلب تحول الطاقة زيادة كبيرة في المعروض العالمي من المعادن الحيوية، وحتى إذا كانت المشروعات المخططة حاليًا كافية، ستظل سلاسل التوريد الخاصة بها عرضة لمجموعة من المخاطر الجيوسياسية، وفق آيرينا.

وفي سياق متصل ومتوافق مع رؤية آيرينا، أوضحت وكالة الطاقة الدولية في تقرير حديث أن مشروعات التعدين المخطط لها كافية لتحقيق التعهدات المناخية للحكومات، لكن سيحتاج العالم إلى مزيد من المعروض للوفاء بهدف الحياد الكربوني بحلول 2050.

كما أشارت وكالة الطاقة إلى أن تركُّز إنتاج المعادن الحيوية في عدّة دول فقط يُشكّل خطرًا على تحول الطاقة، موضحة أن حصة أكبر 3 منتجين للمعادن المهمة ظلت دون تغيير ملحوظ عام 2022، خاصة بالنسبة للنيكل والكوبالت.

من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فرانشيسكو لا كاميرا، إنّ تحوّل الطاقة المحرك الرئيس للطلب على المعادن الحيوية، مشيرًا إلى أن حدوث اضطرابات في سلسلة التوريد يهدد عملية التحول الأخضر بدرجة أكبر من أمن الطاقة.

ودعا مدير آيرينا إلى تعزيز التعاون العاجل بشأن المعادن الحيوية لتقليل المخاطر الجيوسياسية لسلاسل التوريد المُركزة وتسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.

وأضاف أن الزيادة الكبيرة في المعادن الحيوية تمنح المجتمع الدولي فرصة لتنويع سلاسل التوريد وجعلها أكثر استدامة؛ إذ لا يمكن لأيّ دولة بمفردها تلبية الطلب على هذه المواد.

إنتاج المعادن الحيوية يتركز في دول محددة

ترى آيرينا أن عمليات التعدين ومعالجة المواد الحيوية يتركزان جغرافيًا، مع هيمنة عدد قليل من البلدان والشركات الكبرى على القطاع.

ونتيجة لذلك، فإن الصدمات الخارجية وتأميم الموارد والقيود المفروضة على الصادرات وعدم الاستقرار أو التلاعب بالأسواق، جميعها عوامل يمكن أن تزيد من مخاطر نقص الإمدادات.

ويتركز تعدين المواد الحيوية في مواقع جغرافية محددة؛ إذ تسيطر أستراليا على الليثيوم وتشيلي (النحاس والليثيوم) والكونغو الديمقراطية (الكوبالت) وإندونيسيا (النيكل) وجنوب أفريقيا (البلاتين والإيريديوم).

وتهيمن الصين على 60% من إنتاج المعادن الأرضية النادرة عالميًا، كما أن عملية تكرير المعادن تتركز جغرافيًا بصورة أكبر، حيث تسيطر بكين على أكثر من 50% من معالجة الغرافيت والديسبروسيوم والكوبالت والليثيوم والمنغنيز.

علاوة على ذلك، يهيمن عدد قليل من الشركات الكبرى على صناعة المعادن الحيوية؛ إذ تتحكم أكبر 5 شركات تعدين في 61% من إنتاج الليثيوم و56% من إمدادات الكوبالت، ما يثير مخاوف الاحتكار.

احتياطيات المعادن الحيوية مُوزعة جغرافيًا

على النقيض من الإنتاج، تتوزع احتياطيات المعادن الحيوية على نطاق واسع؛ ما يفتح فرصًا لتنويع عمليات التعدين والتكرير، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

وتمثّل البلدان النامية حصة أكبر في الاحتياطيات، لكن إنتاجها أقلّ، فعلى سبيل المثال، تمتلك بوليفيا 21 مليون طن من احتياطيات الليثيوم، لكنها تنتج أقلّ من 1% من الإمدادات العالمية.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أكثر الدول امتلاكًا لاحتياطيات الليثيوم عالميًا:

وترى آيرينا أن تطوير الاحتياطيات المعدنية يجب أن يتغلب على التحديات التي تنطوي على مخاطر للمجتمعات المحلية، مثل انتهاكات حقوق الإنسان وتدهور الأراضي ونضوب موارد المياه وتلوثها وتلوث الهواء.

كما أشارت إلى أن التعاون الدولي سيساعد البلدان النامية على إزالة اختناقات سلاسل التوريد وتحسين مرونة الإمدادات، مع تضييق الفجوة العالمية في إزالة الكربون.

موضوعات متعلقة..

• المعادن الحيوية في أميركا تدعم الاقتصاد العالمي خلال العقود المقبلة (تقرير)
• وكالة الطاقة الدولية: سوق المعادن المهمة للتقنيات النظيفة تقفز إلى 320 مليار دولار
• أكبر الدول المنتجة لليثيوم في العالم 2022.. دولتان تستحوذان على 77% (إنفوغرافيك)

اقرأ أيضًا..

• انخفاض واردات إسبانيا من الغاز المسال 22.5%.. وشحنات من 3 دول عربية
• 3 دول عربية بقائمة أبرز اكتشافات النفط والغاز عالميًا في النصف الأول من 2023
• مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا تصطدم بسياسات غير ناجعة