واردات الهند النفطية قد تتغير بعد تخفيضات أوبك+.. وروسيا تبقى في الصدارة

من المتوقع أن تشهد واردات الهند النفطية تغيرًا ملحوظًا بسبب تخفيضات الإنتاج الأخيرة من عدّة دول في تحالف أوبك+، إلّا أن روسيا ستبقى في صدارة المورّدين خلال النصف الثاني من عام 2023.

فقد تُوسِّع شركات التكرير الهندية تدفقات النفط الخام من غرب أفريقيا والولايات المتحدة، إذا تسببت تخفيضات أوبك+ في تقليص الإمدادات إلى نيودلهي، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة، في وكالة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

وقالت المحللة لأسواق النفط بجنوب آسيا في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، هيمي سريفاستافا: "عمومًا، نتوقع أن تكون الإمدادات مهيمنة من روسيا والشرق الأوسط، إذ سيمتلك كل منهما حصة 40-45% في الربع الثالث".

وأضافت: "في حالة خفض إنتاج أوبك+ وروسيا، قد تسعى الهند لشراء براميل إضافية من غرب أفريقيا والولايات المتحدة اعتمادًا على الاقتصاد".

واردات الهند النفطية في الربع الثاني 2023

سجلت واردات الهند النفطية في مايو/أيار 2023 نحو 20.04 مليون طن متري، أو 4.7 مليون برميل يوميًا، بارتفاع 0.5% على أساس شهري، وفق ما أظهرته بيانات من خلية التخطيط والتحليل النفطي التابعة لوزارة النفط الهندية.

في مايو/أيار، بلغت الواردات من روسيا 2.1 مليون برميل يوميًا؛ لتتجاوز للمرة الأولى التدفقات المجمعة من السعودية والعراق والإمارات والولايات المتحدة والكويت.

وكانت واردات الهند النفطية المجمعة من الموّردين التقليديين في الشرق الأوسط قد انخفضت بشكل كبير من نحو 70% في المدّة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان 2022، إلى 50% في الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري (2023)، وفقًا لبيانات وزارة التجارة.

وبالنسبة لشهر يونيو/حزيران، أوضحت سريفاستافا أن "الواردات الروسية استمرت في السيطرة على السلة بحصّة 43%، بينما شهدت الواردات من غرب أفريقيا وأميركا اللاتينية تراجعًا، جنبًا إلى جنب مع الإمدادات من دول الشرق الأوسط التقليدية".

تداعيات خفض إنتاج عدة دول في أوبك+

في سياقٍ متصل، أعلنت المملكة العربية السعودية، في 4 يونيو/حزيران، خفضًا أحادي للإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز، علاوةً على التخفيضات الجماعية لحصص أوبك+ بمقدار 3.66 مليون برميل يوميًا، التي نُفِّذَت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022.

وفي 3 يوليو/تموز الحالي، قالت المملكة، إنها ستمدد هذا الخفض لشهر أغسطس/آب المقبل، إلى جانب التزام متزامن من روسيا لخفض صادراتها من الخام بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، وخفض إنتاج الجزائر بمقدار 20 ألف برميل يوميًا.

ومن أجل تعويض أيّ تباطؤ محتمل في وصول الشحنات من الشرق الأوسط وروسيا، قد تسعى الهند إلى الحصول على براميل من نيجيريا وأنغولا، وفق ما أفاد به محللون.

وكانت واردات الهند من أميركا اللاتينية وخام غرب أفريقيا قد انخفضت بشكل كبير من الربع الرابع من عام 2022، بسبب زيادة واردات النفط الروسي منخفض الكبريت الخفيف.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الهند النفطية حتى مارس/آذار 2022:

واردات الهند النفطية من روسيا

شهدت واردات الهند من النفط الروسي زيادة ملحوظة في العام الجاري (2023)، إذ وصلت إلى ما يقرب من 42% من سلة الواردات في الربع الثاني من العام.

وقالت المحللة لأسواق النفط بجنوب آسيا في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، هيمي سريفاستافا: "بالنظر إلى المستقبل في عام 2023، تبدو آفاق تدفقات النفط الروسي إلى الهند واعدة".

وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تمثّل هذه الواردات ما يقرب من 40% إلى 45%، أو بحدّ أقصى نحو 2 إلى 2.3 مليون برميل يوميًا، من إجمالي واردات النفط الهندي، إذا ظلت الأسعار تنافسية، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ووفقًا لمسؤولي الحكومة الهندية، فإنه في حين يُتوقع أن تستمر عمليات الشراء الفورية من روسيا، فمن غير المرجح أن تستمر العقود محددة الأجل؛ نظرًا لأن البلاد كانت تواجه مشكلات داخلية.

وقال مسؤول بوزارة النفط الهندية: "ليس لدينا تحيز ضد الخام من أيّ منشأ ودرجة، ما دامت الأسعار باقية في متناول أيدينا، وهذه السياسة تنطبق -أيضًا- على الخامات الروسية".

توقعات واردات الهند النفطية في الربع الثالث 2023

بلغ متوسط واردات الهند النفطية نحو 4.9 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني من عام 2023، وتتوقع "إس آند بي غلوبال" أن يبلغ متوسط الواردات في الربع الثالث من العام نحو 4.5 مليون برميل يوميًا.

ويشهد الربع الثالث من العام موسم الرياح الموسمية النموذجي في الهند؛ إذ يشهد الطلب على المنتجات اتجاهًا هبوطيًا، ومن ثم تخطط المصافي لعمليات الصيانة السنوية وفقًا لذلك.

وستشمل عمليات الإغلاق الرئيسة المخطط لها في الربع الثالث، مصفاة بينا بقدرة 156 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز لمدّة شهر تقريبًا، ومصفاة هالديا التابعة لشركة إنديان أويل بقدرة 160 ألف برميل يوميًا لنحو 20-25 يومًا في المدّة من أغسطس/آب إلى سبتمبر/أيلول، وإغلاق وحدة لتقطير الخام تابعة لمصفاة مانغالور بقدرة 59 ألف برميل يوميًا في المدّة نفسها.

وأظهرت بيانات خلية التخطيط والتحليل النفطي أن الطلب على النفط في الهند ارتفع 9% على أساس سنوي إلى 20.03 مليون طن متري، أو 5.1 مليون برميل يوميًا، في مايو/أيار.

وارتفع الطلب على الديزل والبنزين بنسبة 12.8% و11% على أساس سنوي في مايو/أيار، كما ارتفع الطلب على وقود الطائرات بنسبة 12.%4 على أساس سنوي في الشهر نفسه.

وقال محلل اقتصادات مصافي جنوب آسيا في "إس آند بي غلوبال"، سوميت ريتوليا: "من المتوقع أن تكون أنشطة التكرير قوية في النصف الثاني من العام، مدفوعة بالطلب المحلي القوي، ومع دخول النصف الثاني من العام، سيزداد الطلب عادةً مع بداية موسم الأعياد والزفاف".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استهلاك النفط في الهند منذ عام 2019 حتى عام 2022:

موضوعات متعلقة..

• واردات الهند النفطية من دول أوبك تتراجع إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق
• الولايات المتحدة: لا خطوط حمراء أمام واردات الهند النفطية من روسيا (تحديث)
• تراجع واردات الهند النفطية من أعلى مستوياتها خلال عام

اقرأ أيضًا..

• وزير النفط العراقي: ضم دول جديدة لـ"أوبك" يعزّز استقرار السوق العالمية
• تطوير حقل بارس الجنوبي يقفز بإنتاج الغاز الإيراني (تقرير)
• خبير: قدرات مصر كبيرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.. وهذا موقف السعودية
• الطاقة الشمسية في الفضاء.. خيال علمي أم واقع مستقبلي؟