تستمر بطاريات الليثيوم أيون في إثارة المخاوف من اندلاع حرائق هائلة تودي بحياة العديد من الأشخاص بمختلف أنحاء العالم؛ في ظل الابتعاد عن الوقود الأحفوري تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني.
وقد تعالت الأصوات في المملكة المتحدة التي تطالب الحكومة والصناعة بالتحرك سريعًا لتنفيذ تدابير لحماية المواطنين قبل وقوع المزيد من الكوارث بسبب حرائق بطاريات الدراجات الكهربائية.
وتؤدي بطاريات الليثيوم أيون دورًا متزايدًا ومهمًا، خاصةً في دفع عجلة التنقل الأكثر صداقة للبيئة، ولكن مع زيادة دورها، يجب إيلاء سلامة المستهلك اهتمامًا أكبر، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "بوليتكس هوم" (Politics Home).
في المملكة المتحدة، تضاعفت الحرائق التي تسبّبها بطاريات الليثيوم أيون في الدراجات البخارية الكهربائية والدراجات الكهربائية 4 مرّات منذ عام 2020، بتكلفة قُدِّرت بملايين الجنيهات الإسترلينية، وقُتل 8 أشخاص، وأُصيب نحو 190 آخرين.
مع وجود ما لا يقلّ عن 6 حرائق من هذا القبيل في البلاد يوميًا، هناك حاجة إلى إجراء حكومي عاجل للتعامل مع مخاطر الحريق المتزايدة بسرعة.
حرائق بطاريات الليثيوم أيون
يرجع الاستهلاك المتزايد لبطاريات الليثيوم أيون إلى قدرتها على تخزين وتوفير كهرباء أكبر بكثير من أنواع البطاريات الأخرى، ما يسمح باستعمالها لمدّة أطول.
وقد أدى ذلك إلى ثورة في النقل؛ إذ استعمل العديد من الأشخاص الدراجات الكهربائية والدراجات البخارية الكهربائية بوصفها شكلًا من أشكال النقل الأكثر اخضرارًا واقتصادًا.
لسوء الحظ، أدى ذلك إلى زيادة مخيفة في الحرائق الخطيرة بشكل خاص، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ففي حالة ارتفاع درجة الحرارة -من خلال التلف أو التصميم المعيب أو استعمال أجهزة شحن دون المستوى المطلوب- يمكن لبطاريات الليثيوم أيون أن تتسبب في اندلاع حرائق ضارية، ليس من الصعب إخمادها فحسب، بل تطلق -أيضًا- غازات سامة.
ويُمكن أن تحدث هذه الحرائق عندما ترتفع درجة حرارة خلية واحدة فقط من البطارية، ما يؤدي إلى حدوث التأثير التراكمي أو "الهروب الحراري"، مع نشوب حريق في غضون ثوانٍ، يمكن أن تصل درجة حرارته إلى 600 درجة مئوية.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تأثير درجة الحرارة في عمر وسلامة وأداء بطاريات الليثيوم أيون:
تحركات عاجلة مطلوبة
سلّط العديد من المنظمات الضوء على هذه المشكلة المتنامية، بما في ذلك فرق الإطفاء وشركات التأمين ومؤسسة "السلامة الكهربائية أولًا".
ووجد البحث الذي أجرته مؤسسة إلكتريكال سيفتي فيرست "السلامة الكهربائية أولًا" ما يقرب من 60 قائمة بأجهزة شحن شديدة الخطورة لبطاريات الدراجات الكهربائية متوفرة في الأسواق الشهيرة عبر الإنترنت.
ويفتقر بعض أجهزة الشحن هذه حتى إلى وظيفة السلامة الأساسية للصمام الكهربائي، ما يشكّل خطرًا شديدًا لاندلاع حريق حال حدوث عطل في خط الإمداد بالكهرباء.
ولاحظت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "السلامة الكهربائية أولًا"، ليزلي رود، أن الافتقار إلى التنظيم للأسواق عبر الإنترنت يسهم بشكل كبير في توافر مثل هذه المنتجات الخطرة.
وتعتقد رود أن هناك حاجة ماسّة إلى تشديد الرقابة، إلى جانب اتخاذ خطوات لزيادة وعي المستهلك بمخاطر بطاريات الليثيوم أيون والطرق الآمنة لشحنها.
التخلص من بطاريات الليثيوم أيون
في السياق ذاته، تعتقد شركة زيورخ للتأمين أن الحكومة تؤدي دورًا مهمًا في التأكد من أن المستهلكين على دراية بالمخاطر المرتبطة ببطاريات الليثيوم أيون، وأهمية شراء الملحقات من الشركات ذات السمعة الطيبة.
إلّا إن العديد من المنتجات الأخرى يستعمل بطاريات الليثيوم أيون، ويُتَخلَّص منها مع النفايات الأخرى؛ ما يؤدي بدوره إلى تزايد عدد الحرائق -والأبخرة السامّة- التي تسبّبها في مركبات النفايات، وفي مواقع دفن النفايات.
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 200 حريق في مواقع دفن النفايات كل عام، أي 48% من الإجمالي، بتكلفة تصل إلى 158 مليون جنيه إسترليني (201.2 مليون دولار أميركي) سنويًا، ما يتسبب في زيادة مستويات التلوث بدرجة كبيرة.
لذلك، جنبًا إلى جنب مع زيادة اللوائح حول سلامة المنتجات، وبيع بطاريات الليثيوم أيون، وتدابير لزيادة الوعي بالمخاطر، هناك حاجة إلى إستراتيجية للتخلص منها.
موضوعات متعلقة..
- أكثر أنواع بطاريات الليثيوم أيون أمانًا.. والمغرب يتصدر الاحتياطيات العالمية (تقرير)
- تصنيع السيارات الكهربائية يشهد تقنية جديدة لتبريد بطاريات الليثيوم أيون
- أشهر 6 حوادث لبطاريات الليثيوم أيون.. واحتراق 4 آلاف مركبة فاخرة (فيديو وصور)
اقرأ أيضًا..
- 6 أسباب دفعت السعودية لتمديد خفض إنتاج النفط مليون برميل يوميًا
- أكبر 5 محطات غاز مسال في الشرق الأوسط بنهاية 2022 (تقرير)
- أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من الرياح البحرية عالميًا يبدأ الإنتاج
- الحرب الروسية ضد أوكرانيا تغيّر مشهد الطاقة.. ما دور الهند؟ (مقال)