لماذا تظل احتياطيات أرامكو النفطية شبه ثابتة رغم ضخامة الإنتاج؟ أنس الحجي يجيب (صوت)
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن احتياطيات أرامكو النفطية كانت محل جدل، لافتًا إلى وجود فرق بين الاحتياطيات والمخزون النفطي.
وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة" على مساحات تويتر، التي قدّمها بعنوان "الاحتياطيات والمخزون وأسعار النفط"-، أن الحديث عن الاحتياطيات يطرح أسئلة كثيرة بشأن مدى دقتها وصحتها، وهل هي مؤكدة أم محتملة؟
ولفت إلى أن هناك شكًا في الاحتياطيات التي تملكها دول معينة، إذ هناك احتياطيات محسوبة مثل فنزويلا، ولكن لا يمكن استخراجها، لأنها نفط ثقيل، لكن بوجه عام أكبر شك كان موجودًا -تاريخيًا- وجاء من الغربيين، هو الشك في احتياطيات أرامكو النفطية.
التشكيك في احتياطيات أرامكو النفطية
أضاف مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي: "قبل نحو 20 عامًا وأكثر، أُثير موضوع احتياطيات أرامكو النفطية بصورة كبيرة".
وقال الحجي، إن هناك شخصًا -تُوفي منذ مدة- اسمه "مات سيمنز"، كتب كتابًا عن احتياطيات أرامكو النفطية وشكك فيها، ويُعد مرجعًا رئيسًا لكل من يشكك في هذه الاحتياطيات.
وأوضح الحجي، أن الحقيقة الأولى في هذا الأمر أن "مات سيمنز" ليس مهندسًا نفطيًا أو جيولوجيًا، وكتب في موضوع لا ناقة له فيه ولا جمل، فقد كان مُمَولًا من رجل ثري يمتلك شركة ويُسهم في تمويل صناعة النفط، ولكن ليست له أي خبرة في مجال هندسة النفط أو الجيولوجيا.
وتابع: "عرض عليّ النسخة الأولى من الكتاب قبل نشره بنحو 7 أو 8 سنوات، وقلت له بكل صراحة إن ما كتبه لا أقبله حتى من طالب في سنته الأولى بالجامعة".
وأردف: "أريد أن أوضح أمرًا للمهتمين في هذا الموضوع، وهو أن مات سيمنز بنى كل ما قاله على أمريْن، الأول أخذ البيانات من عام 1976، وطبعًا هذا اختيار مقصود، والأمر الأخر أنه اعتمد على كل الأبحاث التي نُشرت في منظمة (هندسة البترول) أو مهندسي النفط العالميين".
وأشار إلى أن الإشكالية هنا أنه عندما طالبت أوبك الدول الأعضاء المشاركة في قرار الإنتاج في الستينيات، وبدأت هذه الدول إما تهدد بالتأميم وإما تطالب بالمشاركة، أدركت الشركات أن الوضع تغيّر، خاصة بعد التأميم في إيران وبعده تأميم قناة السويس وحركات التحرر العربية، فأدركت الشركات أنها ستخرج لا محالة، فتوقفت عن الاستثمار وأصبح هدفها الأساسي إنتاج ما يمكن إنتاجه دون استثمار سنت واحد.
ومن ثم -وفق الحجي- استُنزفت الحقول، لذلك جاء مات سيمنز واختار عام 1976، لأنه أقل نقطة عندما بدأت الشركات الخروج أو خرجت، لكن الأمور تغيرت بعدها تغيرًا كاملًا، مضيفًا: "النقطة الأخرى، أنا بصفتي إنسانًا أكاديميًا أو باحثًا أعمل في الحقول، إذا كان كل شيء يعمل على ما يرام، فليس لديّ بحث أو مشكلة، وبالتالي لن يكون هناك كتاب".
تقييم احتياطيات أرامكو بعد الاكتتاب
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الشركة السعودية شهدت اكتتابًا، جرى بعده توظيف شركة عالمية لإعادة تقييم احتياطيات أرامكو النفطية، وبعد دراسات أصدرت هذه الشركة المستقلة تقريرها، وكانت الاحتياطيات أكثر مما أعلنته سابقًا.
ولفت إلى أن الرد على كل من شككوا في احتياطيات أرامكو النفطية كان بسيطًا جدًا، وهو أنه جرى استعمال شركة أو طرف ثالث مستقل لتقييم هذه الاحتياطيات، وكانت الاحتياطيات أكبر من المعلن، موضحًا أن الأمر الآخر المرتبط بالاحتياطيات، هو الزعم بأن احتياطيات المملكة ثابتة على مدى سنوات طويلة رغم زيادة الإنتاج.
وأوضح أن بعضًا ممن لا يدركون الأمور، يتساءلون: كيف تنتج المملكة كميات هائلة بصورة سنوية، وتبقى احتياطيات أرامكو النفطية كما هي؟ ولماذا لا تزيد أو تنقص وتبقى في خط مستقيم؟ والجواب على ذلك أن سياسة أرامكو السعودية عبر سنوات طويلة، هي أن تعوض عما يجري إنتاجه فقط.
وبعبارة أخرى -وفق الحجي- أن "أرامكو السعودية تستثمر للتعويض عما يتم إنتاجه ثم تتوقف، أي أنها كلما أنتجت كمية تعوّض عنها بالاكتشافات ثم تتوقف هناك، وهذا قرار استثماري بحت، وهذه سياسة، واستمرار احتياطيات أرامكو بهذا الشكل ليست فيه مؤامرة أو مشكلة على الإطلاق، فهي سياسة من الشركة".
زيادة الاحتياطيات باستغلال النفط الثقيل
أشار مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إلى أن البعض يرون أن هناك زيادات في احتياطيات النفط في مدة الثمانينيات من القرن الماضي، ومن بينها احتياطيات أرامكو النفطية، لكن هذه الزيادات على الورق فقط، لأن الكميات مكتشفة منذ زمن بعيد، ولم تُضف إلا فيما بعد، فإذا أضيفت وقت اكتشافها تجد أن الاحتياطيات نفسها على مر الزمن، وبالتالي ليست هناك زيادة.
وتابع: "من ناحية المنطق هذا الكلام صحيح، ولكن ليس هناك أي مؤامرة على الإطلاق في الموضوع، إذ إنه بكل بساطة كان هناك نفط ثقيل جدًا، وهذا النفط لا يمكن استخراجه، وليست له استعمالات.. بالفعل هناك حقول اكتُشفت في الكويت والسعودية والدول الأخرى، مثل فنزويلا تحديدًا والعراق، اكتشفت منذ الأربعينيات والخمسينيات، ولكن جرى تجاهلها، لأن بها نفطًا ثقيلًا جدًا صعب الاستخراج من جهة وليست له استعمالات من جهة أخرى".
ولكن -وفق الحجي- أدركت القيادة الفنزويلية في أحد الأعوام أن وجود كميات ضخمة من النفط الثقيل لديها يقتضي توظيف عدد هائل من العلماء والخبراء، في محاولة لاستخراج مواد نافعة، تسمى "مواد خفيفة من النفط الثقيل"، فإذا نجحوا في ذلك تصبح للنفط الثقيل قيمة، ويمكن إنشاء مصافٍ ونقله وبيع المنتجات في الأسواق.
لذلك، اشترت الحكومة الفنزويلية شركة أمريكية اسمها "سيدجو"، وهذه الشركة هي شركة تكرير وتسويق، وكانت مشهورة في بحوثها في مجال النفط الثقيل، وفعلًا بعد عدة سنوات استطاع علماء الشركة الأميركية استخراج مواد خفيفة من النفط الثقيل، وأصبح النفط الثقيل له قيمة كبيرة، فزادت هذه الدول هذه الاحتياطيات أو إضافتها.
موضوعات متعلقة..
- سيمنس: توريد ضواغط هواء لمشروع تخزين احتياطيات الغاز الطبيعي لأرامكو السعودية
- أكبر 10 حقول نفط في العالم حسب الاحتياطيات المؤكدة المتبقية (إنفوغرافيك)
- قيادات أرامكو السعودية تكشف سر القفزة التاريخية لنتائج الشركة في 2022
اقرأ أيضًا..
- أسعار شحن ناقلات النفط الكبيرة جدًا تنهار قريبًا.. ما علاقة السعودية؟
- وودسايد الأسترالية تستثمر 7.2 مليار دولار بمشروع نفطي في المكسيك
- وقف تراخيص النفط والغاز في بريطانيا.. لماذا فات أوانه ولم يعد مجديًا؟