الذكاء الاصطناعي واحتجاز الكربون.. فرص لمكافحة التغيرات المناخية وتعزيز النمو
محمد عبد السند
تتيح تقنيات احتجاز الكربون المُعززة بالذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية لتخفيف آثار التغيرات المناخية، وتعزيز النمو وتوفير الوظائف؛ ما يتيح الاستفادة الكاملة من إمكانات تلك التقنيات، عبر جعلها أكثر كفاءة، وميسورة التكلفة، ومُستعمَلة على نطاق واسع.
وخلال السنوات الماضية، فطنَ العديد من الدول حول العالم إلى ضرورة التحول صوب استعمال مصادر المتجددة، لتوليد الكهرباء النظيفة المُستدامة، بعيدًا عن الوقود الأحفوري، في إطار الوفاء بتعهداتها المناخية بموجب اتفاقية باريس 2015.
ومن هذا المنطلق، من الممكن أن تقود التقنيات المذكورة إلى تخفيضات كبيرة في انبعاثات غازات الدفيئة، ومن ثم المساعدة على تقليص الآثار المناخية، بجانب تحفيز النمو الاقتصادي وإيجاد فرص استثمارية جديدة، ما يؤدّي إلى مستقبل بيئي مُستدام ونظيف، حسبما أورد موقع إنرجي بورتال. إي يو EnergyPortal.eu المتخصص.
وبينما تستمر ظاهرة الاحترار العالمي في تهديد كوكب الأرض دون هوادة، تزداد الحاجة لوضع حلول ابتكارية لمواجهة التداعيات الكارثية لتغير المناخ.
وهنا تبرز الحاجة لدمج الذكاء الاصطناعي وتقنيات احتجاز الكربون، اللذين لديهما القدرة على إشعال ثورة في الآلية التي نواجه بها التغيرات المناخية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأظهر الذكاء الاصطناعي قدرته على تحسين الأداء في صناعات مختلفة، بدءًا من الرعاية الصحية إلى التمويل، عبر تحليل كميات هائلة من البيانات واتخاذ القرارات الصائبة في ضوء ذلك.
وبالمثل، تكمن الإمكانات ذاتها في تقنية احتجاز الكربون، إذ يستطيع الذكاء الاصطناعي تحسين عملية احتجاز الكربون وتخزين انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من المصادر الصناعية، مثل محطات الكهرباء والمصانع.
ومن خلال الاستفادة من لوغاريتمات الذكاء الاصطناعي، يستطيع الباحثون تحديد أكثر الطرق الفاعلة في احتجاز ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى معرفة مواقع التخزين الأكثر مواءمة.
التكلفة المرتفعة
تبرز التكلفة المرتفعة أحد التحديات الرئيسة المرتبطة باستعمال تقنية احتجاز الكربون، ومع ذلك يمكن أن يؤدّي الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في خفض تلك التكاليف عبر تعزيز العملية، وتحديد أنسب تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.
فعلى سبيل المثال يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي على تحديد أفضل تركيبة للمذيبات والمواد المُستعملة في أنظمة احتجاز الكربون، والتي قد تخفض كثيرًا كمية الكهرباء المطلوبة لتلك العملية.
- وعلاوة على ذلك، يمكن أن يحلل الذكاء الاصطناعي البيانات الجيولوجية؛ ما يساعد على تحديد أفضل المواقع لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون، ومن ثم ضمان عملية تخزين آمنة للكربون، ومنع تسرّبه إلى الغلاف الجوي.
نمو الاستثمارات
تتيح عملية دمج الذكاء الاصطناعي في تقنيات احتجاز الكربون فرصًا ذهبية لنمو الاستثمارات، فمع تزايد الطلب على حلول المناخ، تزداد الحاجة لتمويل التقنيات الإبداعية ودعمها.
ولدى مشروعات احتجاز الكربون القائمة على الذكاء الاصطناعي القدرة على جذب استثمارات ضخمة من القطاعين العام والخاص؛ إذ إنها تقدّم حلولًا واعدة للغاية لواحدة من أكثر التحديات الصعبة في هذا المجال.
ويمكن أن توفّر عملية تطوير وتنفيذ تقنيات احتجاز الكربون القائمة على الذكاء الاصطناعي وظائف جديدة، ومن ثم تعزيز النمو الاقتصادي.
فمع تطبيق تلك التقنيات على نطاق أوسع وأكثر تطورًا، سيزاد الطلب على الاستعانة بالمحترفين المهرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة والعلوم البيئية.
وهذا بدوره يمكن أن يقود إلى استحداث برامج تعليمية جديدة وفرص تدريب أوسع؛ ما يعزز الإسهام في النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة بوجه عامّ.
مجالات أخرى
يمكن أن تمتد آثار الدمج بين تقنية احتجاز الكربون والذكاء الاصطناعي إلى مجالات أخرى للعمل المناخي، مثل كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة. ويمكن أن يُستعمل الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء أنظمة الطاقة المتجددة مثل الخلايا الشمسية وتوربينات الرياح، عبر تحليل أنماط الطقس وضبط تلك الأنظمة وفقًا لذلك.
وقد يؤدي ذلك إلى تزايد إنتاج الطاقة، وخفض الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري، كما يمكن استعمال الذكاء الاصطناعي بتحسين كفاءة الطاقة في المباني والعمليات الصناعية؛ ما يقلّص انبعاثات غازات الدفيئة بوجه عامّ.
موضوعات متعلقة..
- الذكاء الاصطناعي يُعزز الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية.. ما علاقة الطائرات المسيرة؟
-
هكذا صوَّر الذكاء الاصطناعي العاملين بقطاع التعدين خلال "الكساد العظيم" (تقرير)
-
الصين تنتج معدات حقول النفط والغاز البحرية بالذكاء الاصطناعي
اقرأ أيضًا..
-
قطر للطاقة توقع صفقة غاز مسال مع الصين لمدة 27 عامًا (تحديث)
-
سعر برميل النفط عالميًا يتراجع.. وخام برنت تحت 76 دولارًا
-
خبراء: أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر بقيادة السعودية ينقل رسالة مهمة لأسواق الطاقة