صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا تنخفض مليون برميل يوميًا.. ما السبب؟
الطاقة
تراجعت صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا نحو مليون برميل يوميًا، وسط ترقب العديد من الأسواق لتدفقات موسكو في ظل العقوبات الغربية المفروضة على قطاع الطاقة بعد حرب أوكرانيا.
وانخفضت تدفقات الخام الروسية إلى الأسواق الدولية الأسبوع الماضي، وسط ترجيحات بأن أعمال الصيانة السبب، وليست تخفيضات الإنتاج، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.
وهبطت صادرات النفط الروسي عبر المواني بنحو 980 ألف برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي في 25 يونيو/حزيران، إذ شُوهدت شحنات أقل في جميع المناطق.
شحنات النفط من روسيا
تصدّرت الشحنات عبر بحر البلطيق قائمة الأكثر انخفاضًا، إذ حُمّل أقل من نصف العدد العادي من الناقلات في بريمورسك، وشكّل الميناء أكثر من نصف الانخفاض الأسبوعي في إجمالي صادرات النفط الروسية المنقولة بحرًا.
كما انخفضت صادرات النفط الروسي عبر ميناء بريمورسك بحجم الانخفاض نفسه الذي سجلته خلال المدة نفسها من العام الماضي، وكانت هناك فجوة في برنامج التحميل للميناء، مع عدم وجود شحنات بسبب اكتمال التحميل بين 21 و25 يونيو/حزيران، ما يشير إلى أنه جرى التخطيط لانخفاض التدفقات بعد ذلك.
وكان هناك -أيضًا- انخفاض كبير في الشحنات من المحيط الهادئ، إذ انخفضت التدفقات أسبوعيًا بأكثر من 200 ألف برميل يوميًا، وقُوبل الركود في الشحنات من كوزمينو جزئيًا زيادة في التدفق من جزيرة سخالين، لكن من غير المحتمل أن يعكس هذا -أيضًا- خفض الإنتاج.
وتفرض صادرات النفط الروسي من مواني المحيط الهادئ أسعارًا أعلى من تلك الموجودة في غرب البلاد، كما أن أوقات الشحن إلى الأسواق الرئيسة في الصين والهند أقصر، ما يجعل من غير المحتمل حدوث تخفيضات في التدفقات من كوزمينو.
وتشير الفجوة في برنامج التحميل من ميناء كوزمينو إلى أن الانخفاض في التدفقات من الميناء سيكون مؤقتًا أيضًا، إذ قالت موسكو، في وقت سابق، إن التدفقات المنخفضة الناتجة عن خفض الإنتاج ستستهدف المواني المطلة على بحر البلطيق والبحر الأسود،
وفي المقابل، لم يكن هناك أي مؤشر على انخفاض كبير في التدفقات من ميناء أوست لوغا البلطيقي، ولا من نوفوروسيسك على البحر الأسود.
مصافي النفط الروسية
في الوقت نفسه، رفعت المصافي الروسية معدلات معالجة الخام إلى أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان في الأسبوع المنتهي في 21 يونيو/حزيران، إذ يقترب موسم الصيانة في البلاد من نهايته.
ومن غير المرجح أن يكون لمحاولة التمرد قصيرة الأمد التي قامت بها مجموعة فاغنر نحو موسكو في نهاية الأسبوع أي تأثير في تدفقات النفط الروسي، إذ إن الوضع لم يتدهور مرة أخرى.
وعلى أساس متوسط 4 أسابيع، انخفض إجمالي صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا في المدة حتى 25 يونيو/حزيران بمقدار 263 ألف برميل يوميًا، إلى 3.39 مليون برميل يوميًا، كما انخفضت التدفقات الأسبوعية الأكثر تقلبًا بنحو 980 ألف برميل يوميًا، إلى 2.55 مليون برميل يوميًا.
وتتأثر البيانات الأسبوعية بجدولة الناقلات وتأخر التحميل، بسبب سوء الأحوال الجوية، ويمكن أن تؤدي صيانة المواني -أيضًا- إلى تعطيل الصادرات لعدة أيام في كل مرة.
الصادرات إلى آسيا
انخفض متوسط صادرات النفط الروسي على مدى 4 أسابيع إلى آسيا، إذ إن السفن التي لا تظهر وجهة نهائية، إلى 3.07 مليون برميل يوميًا في المدة حتى 25 يونيو/حزيران من 3.32 مليون برميل يوميًا في الأسابيع الأربعة حتى 18 يونيو/حزيران.
وتراجعت الأحجام المتجهة إلى الهند عن المستويات المرتفعة الأخيرة، ويظهر أن معظم الشحنات على السفن التي ليست لها وجهة أولية تنتهي في النهاية عند الهند أو الصين.
ويوجد ما يعادل 358 ألف برميل يوميًا على متن سفن تعرض وجهات مثل بورسعيد أو السويس في مصر، أو التي تم بالفعل أو من المتوقع نقلها من سفينة إلى أخرى قبالة ميناء يوسو في كوريا الجنوبية، إذ تنتهي هذه الرحلات عادةً في مواني الهند أو الصين، ووصلت الكميات "المجهولة الأخرى"، إلى 164 ألف برميل يوميًا في الأسابيع الأربعة حتى 18 يونيو/حزيران، وهي تلك الموجودة على ناقلات لا تظهر وجهة واضحة.
وتأتي معظم صادرات النفط الروسي من المواني الغربية، وتستمر في عبور قناة السويس، ولكن قد ينتهي الأمر ببعضها في تركيا، في حين تُنقل الشحنات الأخرى من سفينة إلى أخرى، إما في البحر الأبيض المتوسط وإما في المحيط الأطلسي مؤخرًا.
الصادرات الروسية إلى أوروبا
ظلّت صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا إلى الدول الأوروبية دون تغيير عند 104 آلاف برميل يوميًا في 28 يومًا حتى 25 يونيو/حزيران، وكانت بلغاريا الوجهة الوحيدة، إذ لا تشمل هذه الأرقام الشحنات إلى تركيا.
وفقدت روسيا السوق التي كانت تستهلك نحو 1.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام قصير المدى المنقول بحرًا، القادم من محطات التصدير في بحر البلطيق والبحر الأسود والقطب الشمالي، ليحل محله وجهات بعيدة المدى في آسيا تكون أكثر تكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا.
ولم يُشحن أي خام روسي إلى دول شمال أوروبا في الأسابيع الأربعة حتى 25 يونيو/حزيران، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
كما انخفضت الصادرات إلى تركيا، العميل الوحيد المتبقي لروسيا من البحر الأبيض المتوسط إلى 209 آلاف برميل يوميًا في الأسابيع الأربعة حتى 25 يونيو/حزيران، وهو أدنى مستوى لها في 6 أسابيع.
مواني تصدير النفط الروسية
تراجعت صادرات النفط الروسية الإجمالية إلى 2.55 مليون برميل يوميًا في الأيام السبعة حتى 25 يونيو/حزيران، من 3.53 مليون برميل يوميًا في الأسبوع السابق، إذ انخفضت الشحنات من جميع مناطق التصدير الأربع، مع أكبر انخفاض في مواني البلطيق والمحيط الهادئ.
وانخفضت الشحنات من بريمورسك بمقدار 521 ألف برميل يوميًا، أو 56%، عن الأسبوع السابق، وانخفضت التدفقات من كوزمينو على أساس أسبوعي بمقدار 314 ألف برميل يوميًا.
وبالتزامن مع تراجع صادرات النفط الروسي تراجعت رسوم تصدير الخام إلى 39 مليون دولار في الأيام الـ7 حتى 25 يونيو/حزيران، بانخفاض قدره 15 مليون دولار أو 28%.
وأظهرت بيانات تتبع السفن وتقارير وكلاء المواني أن 24 ناقلة حملت 17.85 مليون برميل من النفط الروسي في الأسبوع المنتهي في 25 يونيو/حزيران، وهذا أقل بمقدار 6.87 مليون برميل عن الأسبوع السابق وأصغر حجمًا منذ ديسمبر/كانون الأول.
وانخفض الحجم الإجمالي على السفن التي تحمل النفط الروسي من مواني بحر البلطيق إلى أدنى مستوى له في 6 أشهر عند 938 ألف برميل يوميًا.
كما انخفضت شحنات النفط الروسي من نوفوروسيسك في البحر الأسود إلى أدنى مستوى لها في 5 أسابيع عند 500 ألف برميل يوميًا.
وتخلت شحنات القطب الشمالي عن مكاسب الأسبوع السابق، وانخفضت إلى 286 ألف برميل يوميًا، مع مغادرة ناقلتين من طراز سويز ماكس الميناء في الأسبوع المنتهي في 25 يونيو/حزيران.
وجرى تحميل 8 ناقلات في محطات التصدير الثلاث الروسية في المحيط الهادئ، بانخفاض عن 10 في الأسبوع السابق، وانخفض حجم النفط الخام المشحون من المنطقة إلى أدنى مستوى في 6 أشهر عند 824 ألف برميل يوميًا.
الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض أبرز الدول التي تشتري النفط الروسي منذ فرض العقوبات الأوروبية حتى 20 يونيو/حزيران 2023:
موضوعات متعلقة..
- مسؤولون: صادرات النفط الروسي تعادل نصف الإنتاج
- صادرات النفط الروسي تعاود التدفق إلى كوريا الشمالية بعد توقف عامين
- صادرات النفط الروسي ترتفع إلى مستويات ما قبل غزو أوكرانيا
اقرأ أيضًا..
- 8 خبراء: تمديد خفض إنتاج النفط السعودي منطقي.. وهذه هي الأسعار المناسبة
- صفقة استحواذ في الجزائر قد تكتب فشل مشروع سولار 1000 (خاص)
- الديزل الروسي يواصل التدفق إلى المغرب وتركيا.. ومفاجأة سعودية